خوف مغلف بالشجاعة
بمراجعة كل واحد فينا لمعظم خطوات حياته اللي حقق بعدها انتصارات أو حتى خيبات هنلاقي إن خطوة شجاعة جت في وقتها أو اتأخرت عن وقتها الصح كانت هي السبب في النتيجة النهائية.. بمعنى إن معظم إن ماكنش كل خطواتنا محتاجة تصرف ما شجاع ييجي في اللحظة الصح.. الشجاعة جزء مهم من معادلة حياتنا.. الآنسة كيلي جارنت بتحكي في قصة من قصص كتاب The best of bits and pieces عن قصة حبها.. كانت خجولة جدًا وعلاقتها بـ الأولاد شِبه منعدمة لسبب مش معروف حتى بالنسبة ليها.. يمكن خوف من كسرة قلب أو من إحباط أو قلق من فكرة الارتباط عمومًا زي ما بتشوف قدامها في قصص باقي زميلاتها البنات!.. وارد.. ما هو اللي كانت بتسمعه منهم عن شكوتهم من الحب وسنينه كان لازم غصب عنها، ورغم إنها لسه ماخاضتش التجربة يخليها تبني ألف سد وسد.. بس ولإن الحب ملوش كبير ولإنه مش بمزاجنا نفتح الباب امتى ونقفله امتى بدون كيلي ما تحس لقت نفسها فجأة حاسة بمشاعر تجاه صديقها في الجامعة ستيفن.. الموضوع جه بسرعة.. علاقتهم بدأت زمالة عادية ثم اهتمام من الطرفين ثم خروجات في رحلات تبع الجامعة ثم زيارات منزلية عشان يذاكروا مع بعض.
مع الوقت كان فاضل بس اعترافها له، أو اعترافه هو ليها.. بس المسألة فضلت متعطلة!.. والسبب؟.. خوفها من التجربة زى ما قولنا.. طب و"ستيفن"!.. كان لسه خارج من أقل من سنة من تجربة حب انتهت نهاية لا تتناسب تمامًا مع مقدار الحب اللي كان في قلبه لـ حبيبته السابقة لدرجة إنه حس إن معايير تقييمه للناس غلط في غلط.. اللي هو أنا بعد كده مش هحكم على حد من حبي أنا ليه ما هو طلع مش شرط حبنا في غيرنا يحببهم فينا.. ده موقفها، وده موقفه بالتالي استمرت الأمور متعلقة محلك سر!.. كيلي في يوم شافته وهو واقف بيضحك مع بنت تانية!.. ومع إن ستيفن مفيش أى حاجة بينه وبين البنت اللي واقف معاها لكن كيلي حست بغيرة ماقدرتش تسيطر عليها وظهرت في رعشة إيديها، وعدم قدرتها على الثبات وقرارها إنها ترجع البيت بسرعة قبل نهاية اليوم الجامعي!.
إيه ده هو أنا بحبه للدرجة دي؟.. ده كان السؤال اللي بينهش في خلايا مخها طول الليل ومانامتش بسبه.. ستيفن برضه في يوم كان واقف مع شلة من أصدقاءه الولاد في الكلية.. شاب من اللي واقفين فجأة بدأ يتكلم عن جمال "كيلي" وإزاي إنه يتمنى يبقوا في علاقة هما الإتنين سوا!.. الدم غلي في عروق ستيفن اللي ورغم إن علاقته بالشاب اللي بيتكلم قوية لكن ماحسش بنفسه غير وهو بيضربه بوكس في وشه وبيوقعه على الأرض وسط استغراب كل اللي واقفين وبدون ولا كلمة ولا تعليق منه وسابهم ومشي!.. بعد الموقفين دول حصل كذا موقف تاني للطرفين حسوا بعده إن لأ كفاية استهبال وتُقل بقى، وكان لازم قرار بالمصارحة من حد فيهم للتاني!.. كيلي في يوم عيد ميلادها عملت حفلة كبيرة في بيتها وعزمت كل أصحابها بما فيهم ستيفن.. بعد ما كل الناس مشيوا فضلوا هما الاتنين بس في الجنينة.. ناموا على الأرض وبصوا للسما زي ما كانوا متعودين.. بدون ولا كلمة.. كانت السما صافية والنجوم باينة.. ستيفن سألها: هل تؤمنين في تحقيق الأمنيات من النجوم؟.. ردت: لم أجرب من قبل!.. شاور لـ فوق وقال: حسنًا، لقد حان الوقت لتجربي الآن، انظري إلي السماء واختاري نجمًا واطلبي أمنية ترغبين فيها بشدة.
كيلي بصت لـ فوق وغمضت عينها وبتقول شعرت بأن مستعمرة فراشات تطير بداخلي وتمنيت أن يرزقني الله الشجاعة.. فتحت عينها.. لقت "ستيفن" بيبص لها وهو شايف الجهد الجبار اللي هي بذلته وهي بتفكر في أمنيتها.. سألها اختارت إيه.. ردت بسرعة: الشجاعة.. سألها باستغراب: الشجاعة! لأى سبب؟.. أخدت نفس عميق وردت عليه بسرعة أكبر مرة واحدة كإنها بترمي قنبلة: حتى أصارحك بحبي.. كيلي بتقول نطقتها بشجاعة لم أكن أتخيل أنني أملكها وبقوة لم أتصور أن قلبي يعرفها من قبل!.. شوية واخدت بالها إن ستيفن مفنجل عينه ومش مستوعب الجملة بتاعتها ومصدوم!.. ستيفن ضحك.. سألته بيضحك ليه.. مسك إيدها وقال لها: لقد تمنيت أن أخبرك بحبي ولم أكن أتصور أن يستجيب الله لدعائنا في نفس الوقت وبتلك السرعة!.. رجعوا بصوا هما الإتنين لـ السما تانى بس مع إختلاف كبير؛ إنهم بقوا لامسين السما بقلوبهم.
مفيش حاجة اسمها هنتظر الوقت المناسب.. كل الأوقات مناسبة مادمت نويت.. في اللحظة اللي بتقف فيها على حافة التردد فيه غيرك بيقرر ياخد قرار شجاع حياته بتختلف من بعده تمامًا.. بلاش تأجل لبكره عشان وارد إنك أنت نفسك ماتكونش موجود فيه أساسًا.. يا دلوقتي يا إما بلاش.. لو قلبك دق عشان إنسان، أو هدف، ولو عندك حلم، أو قرار، أو خطوة ماتستناش بكره ييجي يخطفهم منك.. اللي بيستنى الوقت المناسب بيفضل واقف في محطته لحد ما القطر يمشي ويسيبه يندم طول العمر.. وعلى فكرة الشجاعة مش معناها غياب الخوف!.. الشجاعة إنك تخاف وبرضه تمشي خطوة.. كل الناس اللي غيّروا حياتهم، أو حياة غيرهم، كانوا خايفين زينا بالظبط بس هما قرروا يتحركوا وهما خايفين.


