والده مات حزنًا على إصابته.. الشاب عمار محارب السرطان: نفسي لما أخف أشتغل في المستشفى اللي عالجني
صدمتان في عام واحد زادت من أحزانه الطويلة، ولم يكتفِ القدر بإصابته وهو طفل لم يكتمل عمره 8 سنوات بسرطان في الدم، وخاض رحلة طويلة مع الألم داخل مستشفى 57357، وإنما زادت من الآلام والأحزان، لتسود الدنيا في وجهه بوفاة والده حزنًا عليه، وفي وسط أحزانه المتلاحقة وقلبه يعتصر ألمًا، توفي صديقه المقرب إليه، ليفقد الأمل في الشفاء والعلاج، ولكن بالصبر والإيمان اجتاز المحنة وتعلم فن الحياة وممارسة الفن ومشاركته الاحتفال بالذكرى الخامسة لمتحف شرم الشيخ، بمناسبة افتتاحه ليكون سفيرًا ونائبًا عن كل زملائه المرضى بشرم الشيخ.
الحكاية يرويها لنا عمار صاحب الـ15 عامًا والطالب بالصف الثاني الثانوي بإحدى مدارس القاهرة والمشارك سفيرًا لمستشفى 57357 ضمن احتفال متحف شرم الشيخ بمناسبة الذكرى الخامسة على افتتاحه.
وقال عمار للقاهرة 24، إنه مقيم بالقاهرة، وأنه أصيب بسرطان الدم وهو عمره 7 سنوات، وبعد رحلة مع الألم، تم إلحاقه بمستشفى 57357 ويعالج داخل المستشفى، وتم الشفاء عام 2021.
ويستكمل عمار حديثه: بالرغم من فرحته بالشفاء إلا أن القدر لم يمهله فرصة للفرح، بل عاد إليه المرض من جديد، وكأنه يقول: يا فرحة ما تمت، وهنا تعب والده تعبًا شديدًا ومات حزنًا عليه، وفي هذا العام عاد عمار للمستشفى مرة أخرى لاستكمال العلاج، وكان لي صديق مقرب جدًا مصاب بنفس المرض ويعالج بالمستشفى، وكأن القدر يترصد به، ولا يريده أن يفرح بلقاء صديقه المقرب، وعلم عمار بوفاة صديقه في نفس العام الذي توفى فيه والده.
وأشار عمار: اسودّت الدنيا في وجهي، وحاولت والدتي بشتى الطرق إخراجي من محنتي، وأكدت لي أنني سأكون أقوى من كل الظروف المحيطة، والوفاة قدر من الله، وطالبتني بالتمسك بديني والمحافظة على الصلاة والصبر، والشفاء سيكون بيد الله، وأنني قادر على تجاوز هذه المحنة.
قررت أتحدى كل الظروف وأتجاوز محنتي
وأوضح عمار: بالرغم من كل الصعاب التي واجهتها لمدة 8 سنوات، ما بين المرض اللعين ووفاة والدي ووفاة أقرب الأصدقاء، إلا أنني قررت أن أتجاوز المحنة، وأتعلم أصول الحياة، وأعيش اللحظة بلحظتها، فقررت أن أتعلم الفن وأشارك في كل الفعاليات للخروج من أحزاني.
ولفت عمار أنه طالب بالصف الثاني الثانوي العام بالقاهرة، ويتمنى عقب تخرجه أن يعمل بتلك المستشفى التي يعالج بها الآن من سرطان الدم، ليرد الجميل لتلك المستشفى ويستطيع مع زملائه من المرضى أن يكونوا مشاركين بالمساعدة أو بالعمل في شفاء المرضى.
وقال عمار إن مشاركتي في الذكرى الخامسة لافتتاح متحف شرم الشيخ أخرجتني من نصف أحزاني؛ لأن شرم الشيخ بلد جميلة وناسها طيبون، وجمال المتحف يفوق الوصف، وشعرت بسعادة غامرة وأهلها يلتقطون معي صورًا تذكارية وكأني من المشهورين بالرغم من أنني شاب بسيط مريض أعاني من المرض منذ 8 سنوات.
أدعو الجميع للمساهمة في علاج المرضى بالمستشفى
ودعا عمار كل القادرين للمساهمة في علاج المرضى، معقبًا: أخص بذلك رجال الخير القادرين بضرورة المساهمة في مسح دموع المرضى وأهاليهم، وما نشاهده داخل المستشفى يدل على أن الجميع أسرة واحدة، والجميع يبذل قصارى جهده في تخفيف الألم والمساهمة في الشفاء.


