رغم كفّ بصره.. عم رمضان مؤذن بالأوقاف وقاهر الإعاقة يُتقن تصليح الأجهزة الكهربائية في سوهاج
في نجع العرب بقرية الشيخ شبل، التابعة لمركز المراغة شمال محافظة سوهاج، يعيش عم رمضان، رجل مسن يبلغ من العمر 59 عامًا، فقد بصره وهو في الخامسة من عمره، لكنه لم يفقد إرادته ولا عزيمته، ليواصل حياته بين النداء إلى الصلاة والعمل بيديه في مهنة إصلاح الأجهزة الكهربائية.
عم رمضان الكفيف مؤذن وكهربائي بسوهاج
يعمل عم رمضان عاملًا بالأوقاف، ويؤذن ويؤم المصلين رغم فقدانه للبصر، في مشهد يحظى باحترام أبناء القرية الذين اعتادوا صوته الهادئ وهو يصدح بالأذان خمس مرات يوميًا.
على الرغم من إعاقته البصرية، فإنه لم يقف عاجزًا أمام احتياجات أسرته اليومية، فقرر منذ سنوات أن يتعلم مهنة إصلاح الغسالات والراديو ومراوح السقف.
يؤكد عم رمضان أن فقدانه للبصر لم يمنعه من إتقان العمل، لكنه يشير إلى أن بعض المهام الدقيقة، مثل لحام الأسلاك باستخدام مطواة اللحام، تحتاج إلى بصر جيد، وهنا تظهر زوجته سندًا قويًا؛ حيث تساعده في هذه الأعمال التي تتطلب دقة عالية.
ويروي عم رمضان بفخر كيف استطاع أن ينقل خبرته إلى أبنائه، إذ علّم نجله الأكبر المهنة حتى تمكن من افتتاح محل خاص لإصلاح الأدوات الكهربائية في محافظة الإسكندرية، بينما يعمل الآن على تعليم نجله الأصغر، ليواصل مسيرته ويورّث مهنته التي كانت ولا تزال مصدر رزقه وصبره وقوته.
قصة عم رمضان ليست مجرد حكاية رجل كفيف واجه الحياة، بل نموذج ملهم للإرادة الإنسانية التي لا تعرف المستحيل.






