تستخدمها الشرطة الأمريكية.. اتهام شركة مراقبة بالذكاء الاصطناعي بالاعتماد على عمالة رخيصة بدلًا من الخوارزميات المتطورة
كشفت منصة Futurism من خلال وثائق مسربة، فضيحة مدوية لشركة Flock Safety، التي تبيع للشرطة الأمريكية كاميرات قراءة اللوحات وتقنيات التعرف على الوجوه، حيث أن الشركة لا تعتمد على الذكاء الاصطناعي فعليًا في عملها، بل توظف عمالًا فلبينيين بأجور زهيدة لمراجعة وتصنيف صور المركبات والأشخاص يدويًا لتدريب خوارزمياتها.
وتقول المنصة الأمريكية: في سباق شركات التكنولوجيا للهيمنة على سوق المراقبة بالذكاء الاصطناعي خلال عام 2025، تكشف التقارير أن النجاح قد لا يعتمد دائمًا على الخوارزميات المتطورة، بل أحيانًا على استغلال عمالة منخفضة الأجر في دول الجنوب العالمي، وهذا ما حدث مع شركة Flock، المتخصصة في أنظمة قراءة لوحات السيارات وتقنيات التعرف على الوجوه التي تستخدمها أجهزة الشرطة الأمريكية.
الاعتماد على عمالة رخيصة بدلًا من الخوارزميات المتطورة
وكشف تحقيق جديد لموقع 404 Media أن الشركة، التي تنتشر كاميراتها في آلاف المدن الأمريكية، تعتمد بشكل واسع على متعاقدين في الفلبين لتنفيذ مهام يُفترض أنها جزء من ذكاءها الاصطناعي.
وبحسب الوثائق المسربة، كان هؤلاء العمال يقومون بتصنيف السيارات وفق اللون والطراز والموديل، ونسخ لوحاتها، وتحليل مقاطع صوتية مرتبطة بحوادث طرق وكلها مهام تُستخدم لاحقًا لتغذية أنظمة المراقبة التابعة للشركة.
وبحسب المنصة، فإن كاميرات Flock، التي تديرها شركات محلية وبلديات، تشكّل اليوم شبكات مراقبة مركزية تُستخدم لتزويد الشرطة ببيانات آنية، فهي لا تكتفي برصد لوحات السيارات، بل تمتد لمراقبة المارّة وتصنيفهم بحسب الملابس وربما الجنس والعرق، وفي حالات عدة، استخدمت الشرطة هذه الأنظمة لمساعدة وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) في تتبع مجتمعات الأقليات.
كما تضمنت الوثائق المسربة لقطات لسيارات من ولايات مثل نيويورك وفلوريدا ونيوجيرسي وميشيغان وكاليفورنيا، إلا أن مصدر جميع المقاطع التي خضعت للتصنيف لم يتضح بعد، وفقا لـ Futurism.
وأوضحت المنصة: تضع هذه الفضيحة، Flock ضمن قائمة شركات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على عمالة بشرية رخيصة لإتمام المهام التي يتم تسويقها على أنها ذكية، فمتاجر أمازون "اخرج بدون دفع" كانت تعمل عمليًا عبر مراقبين من الهند، وشركة Engineer.ai التي ادعت أنها تولّد أكواد التطبيقات بالذكاء الاصطناعي، اتضح أنها تعتمد على مبرمجين بشريين.
واختتمت المنصة: الفارق هنا أن خدمات الشركات الأخرى كانت اختيارية للمستخدمين، أما أنظمة Flock فلا تحتاج إلى إذن المواطنين للدخول في شبكة المراقبة، ما يجعل ملايين الأمريكيين تحت عين شركة خاصة تقرر من يُراقَب، ومن يقوم بالمراقبة وكل ذلك عبر سلسلة من الاستغلال على جانبي المعادلة.
