الإنفلونزا تجتاح أوروبا| مستشفيات بريطانيا تعلن حالة الطوارئ.. وتحذيرات من موجة غير مسبوقة
قالت صحيفة ديلي ميل، إن أعداد المصابين بفيروس الإنفلونزا فائقة التحور، الذي دفع المستشفيات البريطانية إلى إعلان حالات طوارئ، وإغلاق المدارس، وإعادة فرض قواعد ارتداء الكمامات، يتزايد الآن في أوروبا.
إنفلونزا فائقة التحور
ويعتقد مسؤولو الصحة أن بريطانيا قد تواجه أسوأ موسم إنفلونزا في تاريخها، بينما تشهد فرنسا ارتفاعًا في الإصابات، ويزداد الطلب على الكمامات والأدوية في إسبانيا.
وأكد مسؤول في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) أنه ينبغي على البريطانيين البدء في ارتداء الكمامات عند استخدام وسائل النقل العامة أو في المكاتب إذا كانوا يسعلون أو يعطسون، لكن حالتهم الصحية تسمح لهم بالذهاب إلى العمل.
وقال دانيال إلكيلس، الرئيس التنفيذي لمنظمة NHS Providers التي تمثل المستشفيات، إنه من الضروري أن يوقف العاملون فرص نقل الفيروس للآخرين، وحث الناس على استعادة عادة ارتداء الكمامات في الأماكن العامة، كما فعلوا خلال جائحة كوفيد-19، حتى في المكتب إذا كانوا مصابين بزكام.
ويهيمن على الإصابات هذا العام نوع "A(H3N2)" من الإنفلونزا، المعروف أيضًا باسم السلالة المتغيرة K أو الإنفلونزا الفائقة، وحذر قادة الصحة من أن موسم الإنفلونزا بدأ مبكرًا بشكل غير معتاد، فيما تتزايد الدعوات من الخبراء لارتداء الكمامات.
وفي فرنسا، كشف مسؤولو الصحة عن زيادة الإصابات بين جميع الفئات العمرية، بينما أبلغ الصيادلة في مايوركا عن ارتفاع كبير في مبيعات الكمامات وأدوية الإنفلونزا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وحذرت الحكومة البريطانية المدارس اليوم من الإغلاق إلا في الظروف القصوى، بعد أن أغلقت بعض المدارس أبوابها بسبب تفشي الإنفلونزا الفائقة.
ويُطلب من مديري المدارس، مراعاة تأثير الإغلاق على التعليم والرفاهية، ومحاولة تقليل الاضطراب إلى الحد الأدنى، وأكدت وزارة التعليم أن القرار متروك لكل مدرسة، لكن يجب على الموظفين دائمًا زيادة عدد الأطفال الحاضرين في الفصول وجهًا لوجه.
واعترفت السلطات بأن ارتفاع حالات الإنفلونزا سيزيد من نسب الغياب، لكنها ذكّرت المعلمين أن الحضور المدرسي حاسم لفرص الأطفال في الحياة.
وأعلنت جامعة مستشفيات برمنجهام NHS حالة طوارئ في أربع مستشفيات بسبب أعداد "استثنائية" من مرضى الإنفلونزا، فيما تواجه أقسام الطوارئ ازدحامًا شديدًا في مستشفيات Good Hope وHeartlands وQueen Elizabeth في برمنجهام، وكذلك مستشفى Solihull.
كما أعلنت جامعة مستشفيات نورث ميدلاندز NHS حالة طوارئ في مستشفيي Royal Stoke وStafford County بسبب الطلب المرتفع للغاية، مع دعوة المرضى لاستخدام الطوارئ فقط للحالات المهددة للحياة.
وأشار إلكيلس إلى ضرورة العودة إلى عادات فترة الجائحة، قائلًا إنه إذا كان الشخص يسعل أو يعطس لكنه لا يشعر بالمرض بما يمنعه من العمل، فعليه ارتداء الكمامة في الأماكن العامة، بما في ذلك وسائل النقل العام، لتقليل نقل الفيروس للآخرين.
وأكد على أهمية الحصول على التطعيم ضد الإنفلونزا، مشيرًا إلى موجة كبيرة من الإصابات، قائلًا إن هذا العام يشهد سلالة إنفلونزا شرسة وغير معتادة، وظهرت مبكرًا في موسم الشتاء، ما يضع البلاد في أرض غير مألوفة وغير مسبوقة بالنسبة لهذا الوقت من العام.
وكانت مدرسة St Martin في كيرفيلي، جنوب ويلز، من أكثر المدارس تضررًا، حيث أُصيب أكثر من 250 طالبًا وموظفًا، وأُغلقت المدرسة مؤقتًا لإجراء تنظيف عميق وتفعيل التعلم عن بعد، وتشمل الأعراض القيء والإسهال والحمى والسعال والصداع والتعب، مع متوسط فترة تعافي حوالي سبعة أيام.
كما أغلقت مدارس أخرى في تشيشير وسومرست ونورث يوركشاير لفترات مؤقتة بسبب تفشي الإنفلونزا وفيروسات المعدة، واتخذت بعض المدارس إجراءات لتقليل العدوى، مثل تقليص الغناء في التجمعات.
وفي شمال أيرلندا، وصف مدير مدرسة في كاونتي لندن ديري الوضع بأنه يشبه أيام كوفيد، بعد غياب 170 طالبًا في يوم واحد بسبب أمراض مختلفة.
وحذر مسؤولو NHS من موجة إنفلونزا غير مسبوقة في لندن، مع أعداد قياسية من المرضى، وأكدوا على استمرار فائدة الكمامات في الحد من انتشار الفيروسات التنفسية في بعض الحالات، وحثوا الجميع على تلقي التطعيم، خصوصًا الذين يحق لهم الحصول عليه مجانًا عبر NHS.
وتشير التقارير إلى أن هذا النوع من الإنفلونزا أكثر عدوى ويسبب مرضًا أشد ويزيد من حالات دخول المستشفيات مقارنة بالعام الماضي، مع تعرض الناس أيضًا للإصابة بأمراض فيروسية موسمية أخرى في الوقت نفسه.
وتأتي هذه التحذيرات وسط دعوات لإنهاء الإضرابات في المستشفيات، حيث يُتوقع أن تتزامن موجة الإنفلونزا مع إضراب الأطباء المقيمين من 17 إلى 22 ديسمبر، ما قد يزيد الضغط على النظام الصحي.




