الخميس 11 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

قصة ردّ الفعل المنعكس

الأربعاء 10/ديسمبر/2025 - 06:00 م

لكلِّ فعلٍ ردُّ فعل، لكنَّه ليس بالضرورة مساويًا له في المقدار ولا مُضادًّا له في الاتجاه.

في الفترات الأخيرة، سمعنا عن ردود أفعالٍ قاسية قد تصل أحيانًا إلى القتل، والحقيقة أنني لست هنا للحديث عن الجريمة أو العنف، أنا هنا كي نفهم معًا ما قصة ردّ الفعل المنعكس، ولماذا يختلف من شخصٍ إلى آخر.

فمثلًا: هناك شخص إذا غضب يكسِّر ما أمامه، وشخص آخر يُصاب بالإرهاق وربما بالسكري، وقد يصل الأمر – لا قدَّر الله – إلى جلطة، بينما يكتفي شخص ثالث بالصراخ والتفوّه بكلمات غير مفهومة.

في النهاية، يكون ردّ الفعل المنعكس غالبًا لا إراديًّا؛ أي تصرّفات لا إرادية، يكون مصدرها الأوّل هو المُحفِّز (الفعل) الذي يمسّ الخلايا والنبضات العصبية.

فمثلًا: إذا تعرّضت يدك لحرارةٍ مرتفعة كالماء المغلي، فإنك تسحبها لا إراديًّا، وإلا أُصبت بحرق.

وإذا دخل رمشٌ أو غبار إلى العين، فإنها تدمع وتُغمَض تلقائيًّا.

وإذا اقتربت منك سيارة في الطريق، فإنك تبتعد فورًا؛ وهذا ردّ فعل لا إرادي، ولو تأخرت عنه لحظة واحدة لوقعت كارثة.

كل ما يحدث هو نتيجة نشاط الجزء الدفاعي في جسدك، والذي يكون حلّه إمّا الفرار أو المواجهة.

ولأن الدماغ هو أكثر الأعضاء تعقيدًا، سأبسط هذه الفكرة قدر الإمكان.

في الدماغ جزء يُسمّى اللوزة الدماغية (Amygdala)، وهو المسؤول عن إطلاق إشارات الإنذار للجسم في حالات الخوف أو التوتر أو القلق.

فعندما تتعرض لموقفٍ يثير الخوف، مثل رهبة التحدث أمام الجمهور، يحدث الآتي:
يكون تركيزك على الأمر الذي يسبب لك القلق – كنظرات الناس – هو السبب الرئيسي في هذه الحالة. وبسبب سرعة إرسال المُحفِّز للإشارات إلى اللوزة الدماغية، تبدأ هذه المنطقة في أداء دورها الدفاعي، فتُفرَز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين بمعدلات غير طبيعية، ما يؤدي إلى فقدان السيطرة على ردّ الفعل المنعكس.

ورغم بساطة الحل، فإننا غالبًا ما نغفل عنه؛ فالحل يبدأ بتغيير مصدر الخوف (المُحفِّز) من الأساس.

وجّه تركيزك إلى رسالتك وليس إلى نظرات الناس أو أحكامهم على أدائك.

فهؤلاء لم يأتوا لتقييمك، بل جاءوا ليستمعوا إلى الفكرة أو المعلومة التي تقدمها.

وضّح رسالتك والفائدة التي سيحصلون عليها منك.

ويمكنك أيضًا أداء تمرين تنفّس بسيط قبل المواجهة:خذ شهيقًا لأربع عدّات، ثم احبس النفس لعدّتين، ثم أخرج الزفير ببطء لسبع عدّات.بهذه الطريقة، تكون قد خاطبت جسدك باللغة التي يفهمها، وأرسلت إليه إشارات بالأمان، فتدخل اللوزة الدماغية في حالة من الهدوء والسكينة.

وهكذا تكون قد نجحت في تحويل القلق والتوتر من عبءٍ عليك إلى مصدر دعم وقوة، من خلال تركيزك على الرسالة التي تودّ تقديمها.

تابع مواقعنا