مدرسة في ميلانو تقدّم أغنية عن فلسطين خلال احتفال الميلاد.. وانقسام الشارع الإيطالي حولها
أفادت جريدة Mosaico الإيطالية بأن مدرسة Moscati الابتدائية في مدينة ميلانو شهدت، خلال احتفالها التقليدي بعيد الميلاد في 29 نوفمبر، أداءً لافتا قدّمه كورال يضمّ أكثر من 180 طفلًا، حيث أنشد التلاميذ أغنية باللغة العربية تتناول معاناة الأطفال الفلسطينيين، وهو ما أثار تفاعلًا واسعا داخل المدرسة وخارجها.
وفقا للتقارير الصحفية، انقسمت آراء أولياء الأمور حول هذا الاختيار؛ إذ وجد البعض أنّ إدراج أغنية ذات طابع إنساني يعكس قيما تربوية مهمّة ويُشجّع التلاميذ على فهم قضايا عالمية تخصّ حقوق الطفل والسلام.
ورأى هؤلاء أنّ المدرسة تُعزّز من خلال هذا العمل روح التسامح والتضامن بين الشعوب، خاصة في ظل تنوّع الخلفيات الثقافية للطلاب.
في المقابل، عبّر عدد من الأهالي عن تحفّظهم، معتبرين أنّ احتفال الميلاد يُفترض أن يحافظ على طابعه الديني والثقافي التقليدي، وأن إدخال أغنية ذات بُعد سياسي أو إنساني مرتبط بمنطقة نزاع قد لا يكون مناسبا للأطفال في هذا السياق، ورأى البعض أنّ المدرسة كان بإمكانها اختيار رسالة إنسانية محايدة أو أغنية ذات طابع عالمي غير مرتبطة بصراع قائم.
تعليق الهيئة التعليمية: رسالة إنسانية وليست سياسية
ورغم عدم صدور بيان رسمي من إدارة المدرسة بشأن تفاصيل الاختيار، أشار بعض المعلّمين - بحسب ما نقلته الجريدة - إلى أنّ الفكرة جاءت ضمن مشروع تربوي يهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات، وتحفيز الأطفال على التعرّف إلى لغات وموسيقى مختلفة.
وأكدوا أن الهدف لم يكن سياسيا، بل إنسانيا وتعليميا بحتا، يتماشى مع البرامج الحديثة التي تركّز على التربية الشاملة والتعاطف.
الإعلام الإيطالي يرصد التفاعل
كما بثّت قناة TG4 تقريرا مصوّرا يظهر فيه التلاميذ وهم يؤدّون الأغنية داخل القاعة المدرسية، مشيرةً إلى أنّ الحدث أثار اهتمام الإعلام والرأي العام المحلي لما يحمله من خروج عن المألوف في احتفالات الميلاد المدرسية، واعتبرت القناة أنّ الواقعة مثالا على التحولات الثقافية في المدارس الإيطالية، التي أصبحت تضمّ تلاميذ من خلفيات متنوعة، ما ينعكس بطبيعته على الأنشطة التربوية.
تفاعل الشارع الإيطالي وعلى منصّات التواصل
وخارج المدرسة، جاءت ردود الفعل متباينة بين من رأى في الخطوة تجسيدا لقيم السلام، ومن اعتبرها تسييسا لمناسبة دينية، فقد رحّب البعض بالعرض باعتباره مبادرة تفتح المجال أمام الأطفال لفهم معاناة الآخرين، بينما عبّر آخرون عن خشيتهم من إدخال مواضيع ذات حساسية سياسية في بيئة مدرسية يفترض أن تبقى محايدة.
