قصة شجرة الكريسماس.. دلالة خاصة للنجمة الثلجية وزينة تعيد أحداثًا تاريخية
قد لا يعلم البعض قصة شجرة الكريسماس ويرونها مجرد زينة مبتكرة للاحتفال بـ رأس السنة الميلادية أو ميلاد المسيح لدى المسيحيين، ولكن لكل رمز من رموز الشجرة لع معنى ودلالة تاريخية ارتبطت بتاريخ بدء ظهور شجرة الكريسماس في الاحتفالات السنوية. ولا تقتصر قصة شجرة الكريسماس على ميلاد المسيح كما يعتقد البعض، بل لها جذور تسبق ذلك بكثير، وتطورت حتى دخل عليها تغييرات لها دلالات خاصة لدى الدسانة المسيحية. وعبر القاهرة 24 نتعرف على قصة شجرة الكريسماس وكيف تحولت من رمزية دينية إلى شجرة احتفالية تتعاقبها الأجيال وتحييها كل عام.
قصة شجرة الكريسماس
تعود قصة شجرة الكريسماس إلى جذور تاريخية متشابكة بين التقاليد الوثنية القديمة والمسيحية اللاحقة، ففي العصور القديمة، كانت الشعوب الوثنية في شمال أوروبا تقدس الأشجار دائمة الخضرة، خاصة في فصل الشتاء، معتقدين أنها رمز للحياة والخصوبة التي تتحدى برودة الشتاء وظلامه.

كان الرومان القدماء يزينون منازلهم بأغصان الأشجار الخضراء خلال احتفالات "ساتورناليا" في شهر ديسمبر، بينما كان الفايكنج والشعوب الجرمانية يعتبرون الأشجار الخضراء مقدسة ويستخدمونها في طقوسهم الدينية.
أما قصة شجرة الكريسماس لدى المسيحيين كما نعرفه اليوم، فيُعتقد أنه نشأ في ألمانيا خلال القرن السادس عشر الميلادي، حيث تشير إحدى الروايات الشهيرة إلى أن مارتن لوثر، المصلح الديني الألماني، كان يسير في إحدى الليالي الشتوية ورأى النجوم تتلألأ بين أغصان الأشجار دائمة الخضرة، فأعجب بالمنظر وقرر أن يحضر شجرة صغيرة إلى منزله ويزينها بالشموع لتذكير عائلته بجمال السماء في ليلة ميلاد المسيح عليه السلام.
وانتشرت عادة تزيين شجرة الكريسماس تدريجيًا من ألمانيا إلى بقية أوروبا، ثم إلى العالم أجمع، وفي القرن التاسع عشر، نقل المهاجرون الألمان هذا التقليد إلى أمريكا وبريطانيا، حيث لاقى قبولًا واسعًا، خاصة بعد أن تبنته العائلة الملكية البريطانية في عهد الملكة فيكتوريا.
ومع مرور الوقت، تطورت طرق تزيين الشجرة من الشموع البسيطة إلى الزينة الملونة والأضواء الكهربائية والكرات اللامعة والنجوم التي توضع في قمة الشجرة.

رموز شجرة الكريسماس
تُعرف رموز شجرة الكريسماس منذ انتشارها على أنها أساس احتفالات الكريسماس، فهي ليس مجرد شجرة، وأيضًا لا تكون إلا من نوع معين يرمز إلى معنى واضح، وفيما يلي نعرض رموز شجرة الكريسماس:
- شجرة الصنوبر: تستخدم شجرة الصنوبر دائمًا كشجرة لاحتفالات الكريسماس دون غيرها وذلك لارتباطها بالبلد التي نشأت منها فكرة تزيينها، وهي قارة أوروبا، كذلك فإن شكلها المخروطي هو الأنسب لتعليق الزينة.
- لون شجرة الكريسماس الأخضر يرمز إلى الحياة الأبدية والخلود لأنها دائمة الخضرة حتى في الشتاء.
- ترمز شجرة الكريسماس في المسيحية لشجرة الحياة في جنة عدن، والحياة الأبدية من خلال المسيح.

زينة شجرة الكريسماس
لا تتوقف الرموز عند حد اختيار الشجرة ولكن أيضًا زينة شجرة الكريسماس تعني الكثير ويشير كل منها إلى رمزية محددة ومقدسة لدى المسيحيين إذ تشمل:
- النجمة الثلجية على القمة: تمثل نجمة بيت لحم التي أرشدت المجوس، والتي يُعتقد أنها أضاءت ليلة ميلاد المسيح.
- الكرات والزينة: ترمز لثمار شجرة المعرفة في الجنة
- الأضواء: تمثل نور المسيح أو نور العالم
- الشموع (قديمًا): كانت ترمز للإيمان والنور الروحي
- الحلوى وقصب السكر: بعضها يأخذ شكل عصا الراعي
- الهدايا التي توضع تحت الشجرة: تذكر بالهدايا التي قدمها المجوس للمسيح حسب الرواية المسيحية.
ومن المهم فهم أن قصة شجرة الكريسماس ارتبطت بشكل أساسي بالاحتفال بميلاد المسيح عليه السلام في الثقافة المسيحية، رغم أن جذورها الأصلية كانت وثنية، وبالتالي، فإن شجرة الكريسماس ليست مجرد زينة عادية أو تقليد ثقافي محايد، بل هي جزء من الاحتفال الديني المسيحي بعيد الميلاد، حتى لو كان بعض الناس اليوم يتعاملون معها كرمز ثقافي أو تجاري بحت دون ارتباط ديني واضح في أذهانهم.






