دراسة تكشف ارتباطات جديدة بين لقاح فيروس كورونا وانخفاض الوفيات
كشفت دراسة فرنسية واسعة النطاق، تُعد الأكبر من نوعها حتى الآن، عن نتائج لافتة بشأن الأشخاص الذين تلقوا لقاح فيروس كورونا، حيث أظهرت أن الحاصلين على جرعة واحدة على الأقل قد يتمتعون بفرص أعلى للعيش لفترة أطول مقارنة بغير الملقحين.
لقاح فيروس كورونا مرتبط بانخفاض الوفيات وإطالة العمر
ووفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أظهرت الدراسة التي شملت أكثر من 28 مليون بالغ، قارن الباحثون بين 22.7 مليون شخص تلقوا اللقاح و5.9 مليون آخرين لم يتلقوه، ليتبين أن متلقي جرعة واحدة على الأقل من لقاحات فيروس كورونا المعتمدة بتقنية mRNA من شركتي فايزر أو موديرنا كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 25% لأي سبب، خلال متابعة امتدت لنحو 4 سنوات.
كما أظهرت النتائج أن خطر الوفاة داخل المستشفى بسبب الإصابة بـ فيروس كورونا انخفض بنحو 75% بين الملقحين، في حين كان خطر الوفاة بسبب الفيروس أعلى بـ 5 مرات لدى غير الملقحين مقارنة بمن تلقوا جرعة واحدة على الأقل.
وجاءت هذه النتائج في وقت يتصاعد فيه الجدل حول لقاحات mRNA، بعد مطالبات من بعض مسؤولي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بفرض ضوابط أكثر صرامة، عقب تقارير داخلية أشارت إلى حالات وفاة نادرة بين الأطفال، كما تناولت مخاوف تتعلق بخطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب، إلا أن البيانات الفيدرالية تشير إلى أن هذا الخطر يظل منخفضًا ويبلغ نحو حالة واحدة لكل 100 ألف شخص.
عوامل اجتماعية واقتصادية
وأرجع الباحثون جانبًا من تحسن نتائج الملقحين إلى عوامل اجتماعية واقتصادية، مشيرين إلى أن متلقي اللقاح كانوا في الغالب من ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأعلى، ما يتيح لهم وصولًا أفضل إلى الرعاية الصحية الوقائية ويقلل من مخاطر الوفاة المبكرة أو الناتجة عن الأمراض المزمنة.
ونُشرت الدراسة هذا الشهر في مجلة JAMA Network Open، واعتمدت على بيانات بالغين فرنسيين تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عامًا، أي ما يمثل أكثر من 40% من سكان فرنسا، وتم تقسيم المشاركين إلى فئات عمرية، وكانت الشريحة الأكبر بين 18 و29 عامًا، فيما شكلت النساء 51% من إجمالي العينة.
فحص أسباب الوفاة
وخلال فترة متابعة متوسطة بلغت 45 شهرًا، سُجلت نحو 98 ألف حالة وفاة بين الملقحين (0.4%)، مقابل أكثر من 32 ألف حالة وفاة بين غير الملقحين (0.6%)، وتنوعت أسباب الوفاة بين السرطان، والإصابات والحوادث، وأمراض الجهاز الدوري مثل السكتات الدماغية وأمراض القلب.
كما أظهرت البيانات أن خطر الوفاة لأي سبب انخفض بنسبة 27% بين من تلقوا لقاح فايزر، وبنسبة 12% بين من تلقوا لقاح موديرنا، وكان الفارق في وفيات فيروس كورونا أكثر وضوحًا خلال الأشهر الأولى بعد حملة التطعيم، حيث بلغت نسبة الوفيات المرتبطة بالفيروس بين غير الملقحين 10.5%، مقابل 2% فقط بين الملقحين.
وفي ختام الدراسة، شدد الباحثون على أن النتائج تدعم فعالية لقاحات فيروس كورونا في تقليل معدلات الوفاة، مع التأكيد في الوقت ذاته على ضرورة استمرار مراقبة الآثار الجانبية النادرة، ومواصلة الأبحاث لتقييم التأثيرات طويلة الأمد للتطعيم.


