سيدة قناوية تهزم الأمية وتحفظ القرآن بعد سن الـ80: نفسي أموت وأنا ماسكة المصحف
لم يكن في حياة الحاجة فاطمة عطيتو ما يوحي بأنها ستجلس يومًا ممسكة بالمصحف، تقرأ آياته بصوت ثابت، بعد أن ظلت لسنوات طويلة لا تعرف القراءة ولا الكتابة، فكانت ربة منزل بسيطة من قلب قنا، تحمل في داخلها أمنية مؤجلة، ظلت تكبر معها عامًا بعد عام أن تقرأ القرآن بنفسها.
الحاجة فاطمة عطيتو تحفظ القرآن الكريم كاملا في سن الـ80
في عمر الستين، حيث يختار كثيرون الراحة، قررت فاطمة أن تبدأ، دخلت فصول محو الأمية بخطوات مترددة، يسبقها الخجل أكثر من الحماس، تتذكر تلك اللحظة قائلة لـ القاهرة 24: كنت مكسوفة أقدم، وقلت بعد ما شاب ودوه الكتاب، لكن كلمات معلمها كانت فاصلة في مسار حياتها: امسكي الكتاب واتشرفي بيه.

منذ ذلك اليوم، أصبح الكُتّاب صديقها اليومي، تعلمت الحروف ببطء، وواجهت نظرات سخرية لم تُخفِ قسوتها، بعضهم تنمر، وبعضهم استهزأ، لكنها لم تتوقف، كانت تعرف جيدًا لماذا بدأت، موضحة: كنت عايزة أتعلم القراءة والكتابة عشان أقرأ في المصحف.
خلال 8 أعوام، نجحت فاطمة في تعلم القراءة والكتابة والحساب، ثم فتحت بابًا جديدًا في رحلتها، أكثر عمقًا وتأثيرًا، بدأت حفظ القرآن الكريم، صفحة تلو الأخرى، حتى ختمته كاملًا وهي في عمر تجاوز الثمانين عامًا، مشيرة إلى أن لحظة ختمها حفظ القرآن الكريم لم تكن مجرد إنجاز تعليمي، بل انتصارًا على سنوات الحرمان، وعلى فكرة أن العمر قد يُغلق الأبواب.

وتتابع الحاجة فاطمة عطيتو حديثها قائلة إن إحساسها في أول مرة نجحت فيها في قراءة القرآن من المصحف كان إحساسًا لا يُوصف، مردفة: كنت حاسة إني طايرة من الفرحة، وحسيت إن ربنا كرمني بعد صبر طويل.
وتضيف أنها بعد تلك اللحظة عكفت على قراءة القرآن ليلًا ونهارًا، لا تترك المصحف من يدها، صفحة بعد صفحة، حتى أصبح رفيق يومها وسندها في كل وقت، خاتمة حديثها بأمنية بسيطة قائلة: نفسي كل واحد نفسه يتعلم ما يخافش من السن، ونفسي أموت وأنا ماسكة المصحف، وربنا يجعل القرآن شفيع ليا.








