كان يُدرس لهم الكيمياء منذ نصف قرن.. أول تعليق من معلم بسوهاج بعد زيارة 3 طلاب يمنيين له
في لفتة إنسانية مؤثرة تجسد أسمى معاني الوفاء والعرفان بالجميل، زار ثلاثة يمنيين، من بينهم قاضٍ ورجل أعمال ونائب محافظ سابق، معلمهم المصري بعد قرابة نصف قرن من الزمن، وذلك في مسقط رأسه بمحافظة سوهاج.
أول تعليق من معلم بسوهاج بعد زيارة 3 طلاب يمنيين له بمسقط رأسه
وأكد محمد عبد العال أحمد، الحاصل على بكالوريوس العلوم والكيمياء من جامعة أسيوط، والمقيم بقرية أولاد يحيى الحاجر بمركز دار السلام بمحافظة سوهاج، في تصريح خاص لـ القاهرة 24 أن سعادته بهذه الزيارة لا توصف، مشيرًا إلى أنها كانت مفاجأة كبيرة أعادت إليه ذكريات سنوات طويلة من العطاء في مجال التعليم.
وأوضح عبد العال أنه في بداية مشواره المهني وبعد تخرجه مباشرة، تم اختياره ضمن بعثة تعليمية للعمل مدرسًا لمادة الكيمياء، حيث وقّع عقد عمل وسافر ضمن بعثة تعليمية إلى مدينة عدن، ثم جرى توزيعه للتدريس بمحافظة شبوة في اليمن الشقيق، بمدرسة الشهيد قحطان، والتي كان من بين طلابه هؤلاء الثلاثة.
وأضاف عبد العال أنه فوجئ باتصال هاتفي من طلابه القدامى يؤكدون فيه رغبتهم في لقائه، موضحين أنهم موجودون في مصر في رحلة علاجية، ولم يترددوا في قطع المسافات الطويلة للوصول إليه في قلب صعيد مصر، تقديرًا لمعلمهم واعترافًا بفضله.
وأشار عبد العال إلى أن اللقاء كان مؤثرًا للغاية، لافتًا إلى أنه لم يتمكن من تذكرهم فورًا إلا بعد مرور نحو ساعتين من الحديث واسترجاع الذكريات، حيث تذكر موقفًا طريفًا لأحدهم خلال تكسير بعض الأنابيب داخل معمل الكيمياء بالمدرسة، الأمر الذي أعاد إليه ملامحهم ومواقف أخرى جمعتهم بزملائهم في تلك المرحلة.
وأشار محمد عبد العال إلى أن هذه الزيارة تعكس أصالة الشعب اليمني وأخلاقه الرفيعة، وتؤكد أن رسالة المعلم لا تضيع مهما طال الزمن، وأن العطاء الصادق يظل محفورًا في الذاكرة والقلوب.
واختتم حديثه معبرًا عن فخره الشديد بطلابه وما وصلوا إليه من مناصب ومكانة مرموقة، معتبرًا أن هذا اللقاء هو أحد أثمن لحظات حياته، وأشعرة أنه قدم شيئا عظيما لطلابه.


