بسبب إساءة جيل الألفية.. القصة الكاملة لاستدعاء الصحفي السوري إياد شربجي على خلفية دعوى قضائية
كشفت السلطات السورية تفاصيل توقف الصحفي السوري إياد شربجي عقب مراجعته إدارة الأمن الجنائي في العاصمة دمشق، وذلك بناءً على دعوى قضائية مرفوعة بحقه من أحد المحامين، تتهمه بـ إثارة النعرات الطائفية والعرقية بين المكونات السورية بعد إساءته للشباب والمراهقين بشكل مقصود.
استدعاء حكومي عاجل في سوريا للصحفي إياد شربجي
وحسب ما نُشر في وكالة أنباء محلية، أفاد أحد أصدقاء شربجي بأن الصحفي إياد شربجي توجه إلى إدارة الأمن الجنائي استجابةً لاستدعاء رسمي، قبل أن يتم توقيفه وفتح تحقيق معه على خلفية محتوى صحفي سبق أن نشره على منصات التواصل الاجتماعي.
وكان شربجي قد أدلى، في وقت سابق، بتصريحات تناول فيها ضرورة معالجة الأوضاع النفسية والاجتماعية لـ «جيل الألفية» الذي نشأ في محافظة إدلب، وهي تعليقات فسّرها بعض المتابعين على أنها هجوم على أبناء المحافظة، التي شكلت خلال سنوات الحرب مقرا رئيسيا للمجموعات المسلحة التي أطاحت بالنظام السابق.
كما أن الصحفي أوضح لاحقا أن تصريحاته أُخرجت من سياقها الحقيقي، مؤكدا أن هدفه لم يكن الإساءة لأهالي إدلب، بل تسليط الضوء على التحديات الاستثنائية التي واجهها جيل نشأ في ظل ظروف الحرب.
تجاوز حدود حرية التعبير
وبحسب المعطيات المتداولة، فإن الدعوى المقدمة من المحامي رشيد عبد الجليل اعتبرت أن ما نُسب إلى شربجي يتجاوز حدود حرية التعبير، وطالبت النيابة العامة في دمشق بإحالة الملف إلى إدارة الأمن الجنائي لتنظيم الضبط وتحريك الدعوى العامة، بجرائم تتعلق بـ القدح والذم والتحقير العلني وإثارة النعرات الطائفية.

وقبل توقفه، نشر شربجي ردا على التهديدات التي تلقاها بسبب تصريحاته، شدد فيه على أنه لم يرتكب أي خطأ قانوني أو أخلاقي، وأن حديثه تم تأويله بشكل مجتزأ، مؤكدًا احترامه الكامل لأهالي إدلب، وحرصه على تبني خطاب إعلامي مسؤول يراعي حساسية وتعقيد الواقع السوري.

إثارة الجدل بالوسط الصحفي السوري.. وانتظار قرارات النيابة المختصة
وأثار توقيف شربجي تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر صحافيون وناشطون سوريون عن قلقهم مما وصفوه بـ التضييق على حرية الصحافة والتعبير.
وفي السياق ذاته طالبت رابطة الصحافيين السوريين بـ صون حرية التعبير وحماية الصحافيين من الملاحقات المرتبطة بآرائهم المهنية، مؤكدة أن أي مساءلة قانونية يجب أن تتم وفق معايير واضحة، وبما ينسجم مع القوانين السورية والالتزامات الدولية ذات الصلة، مع ضرورة الفصل بين النقد أو النقاش العام وخطاب الكراهية أو التحريض.
وحتى الآن، لم تصدر أي بيانات رسمية توضح ملابسات توقف الصحافي إياد شربجي، في انتظار ما ستقرره النيابة المختصة بشأن القضية.


