الثلاثاء 16 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

بعد إزاحة الستار عنهما.. صور نادرة خلال تجميع وترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث بالأقصر | صور

 تجميع وترميم تمثالي
أخبار
تجميع وترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث بالأقصر
الإثنين 15/ديسمبر/2025 - 05:33 م

كشفت أعمال الترميم والتجميع التي أُجريت داخل معبد ملايين السنين للملك أمنحتب الثالث بالبر الغربي في الأقصر عن تفاصيل فريدة لتمثالين جالسين عملاقين من حجر الألباستر، يُعدان من أندر وأضخم التماثيل التي نُحتت من هذا الحجر في عصر الدولة الحديثة.

بعد إزاحة الستار عنهما.. صور نادرة خلال تجميع وترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث بالأقصر | صور 

وقد وُضع التمثالان عند بوابة الصرح الثالث للمعبد، وتم نحتهما بشكل استثنائي من حجر الألباستر المصري المستخرج من محاجر حتنوب في مصر الوسطى، على خلاف معظم التماثيل العملاقة للملك أمنحتب الثالث التي نُحتت من الحجر الرملي أو الكوارتزيت، كما يتميز التمثالان بتقنية فنية متقدمة؛ حيث استُكمل جزء من تكوينهما باستخدام قطع نُحتت بشكل منفصل، ثم ثُبتت داخل الكتلة الرئيسية عبر نظام دقيق يعتمد على الانزلاق والتعشيق.

 تجميع وترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث بالأقصر
 تجميع وترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث بالأقصر
 تجميع وترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث بالأقصر
 تجميع وترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث بالأقصر
 تجميع وترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث بالأقصر
 تجميع وترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث بالأقصر
 تجميع وترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث بالأقصر
 تجميع وترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث بالأقصر

وقد أُقيم كل تمثال فوق قاعدة من الألباستر شُيدت بدورها على قاعدة سفلية من كتل ضخمة من حجر الجرانيت، نُقشت عليها نصوص تحمل اسم المعبد واسم المحجر الذي استُخرج منه الحجر. 

وتشير الدراسات الأثرية إلى أن زلزالًا عنيفًا وقع نحو عام 1200 قبل الميلاد أطاح بالتمثالين، ما أدى إلى تحطمهما وفقدان عدد من أجزائهما، وتفكك كتل قواعدهما، حيث أُعيد استخدام بعض هذه الكتل لاحقًا في معبد الكرنك، قبل أن تُعاد مرة أخرى في العصر الحديث وتُدمج ضمن القواعد الحالية خلال أعمال الترميم.

ويبلغ الارتفاع الإجمالي الحالي للتمثال الشمالي، شاملًا القاعدة، نحو 14.5 متر، بينما يبلغ ارتفاع التمثال الجنوبي نحو 13.6 متر، ويظهر الملك في كلا التمثالين جالسًا في وضع رسمي، ويداه مستقرّتان بشكل مسطّح على فخذيه، مرتديًا غطاء الرأس «النمس» يعلوه التاج المزدوج، إلى جانب التنورة الملكية ذات الطيات، واللحية الاحتفالية المخططة، وذيل الثور التقليدي الذي يُكمل زيه الملكي.

وتُصاحب تمثالَي الملك تماثيل لعدد من أفراد الأسرة الملكية؛ إذ تقف الزوجة الملكية العظمى الملكة «تي» بجوار الساق اليمنى للملك، مرتدية ثوبًا طويلًا ضيقًا، وتمسك في يدها اليسرى العصا المزينة بالزهور الخاصة بالملكات، بينما يلتف نبات البردي حول معصمها الأيمن، وفي التمثال الجنوبي، تظهر الملكة «تي» وهي ترتدي شعرًا مستعارًا عريضًا يعلوه غطاء رأس على هيئة نسر، تعلوه إكليل من اللوتس مثبت عند جبين النسر ومحاط بثعباني كوبرا، بينما كانت تعلو الشعر المستعار قاعدة تاج «موديوس» تحمل في الأصل ريشتين عاليتين.

وبالقرب من الساق اليسرى للملك، كان يوجد في الماضي تمثال للملكة الأم «موت إم ويا»، إلا أنه دُمر بمرور الزمن، وبين ساقي الملك تقف الأميرة «إيزيس»، التي حملت اللقب التشريفي «الزوجة الملكية»، في مشهد يعكس الأهمية السياسية والدينية لأفراد العائلة الملكية في فن النحت المصري القديم.

وتُظهر زخارف العرش جوانبه مزينة بمنظر «السماتاوي»، الذي يرمز إلى توحيد أرضي مصر العليا والسفلى، حيث يقوم اثنان من آلهة النيل «حابي» بربط نبات البردي وزهرة اللوتس، كما لا تزال بقايا الألوان الأصلية واضحة حتى اليوم؛ إذ تظهر آثار اللونين الأحمر والأصفر على تسريحة شعر الملكة «تي» وقلادتها، وعلى الكوبرا المثبتة عند جبين التمثال الشمالي، إضافة إلى بقايا اللون الأحمر على زهور اللوتس المصوّرة في منظر السماتاوي على جانبي العرش.

وتُبرز الصور النادرة التي وثّقت مراحل التجميع والترميم حجم الجهد العلمي والهندسي المبذول لإعادة إحياء هذه التحف الفريدة، بما يعكس عظمة الفن المصري القديم ويؤكد على مكانة معبد ملايين السنين للملك أمنحتب الثالث كأحد أهم مواقع التراث الإنساني في البر الغربي بالأقصر.

تابع مواقعنا