الأهرامات ليست لغزًا فضائيًا.. خبير أثري يكشف كذب مزاعم هوجربيتس
أثار مقطع فيديو نشره فرانك هوجربيتس، المتخصص في التنبؤ بالزلازل، جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان «من بني أهرامات الجيزة؟»، حيث زعم أن الأهرامات بنيت بمعرفة فلكية متقدمة للغاية تشمل أحجام الكواكب وسرعة الضوء ونقاط الأوج، مؤكدًا أن المصريين القدماء لم يكن بإمكانهم امتلاك مثل هذه المعرفة.
الأهرامات ليست لغزًا فضائيًا.. خبير أثري يكشف كذب مزاعم هوجربيتس
ومن جهته، قال مجدي شاكر، كبير الأثريين في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: هذه المزاعم غير علمية، وتحاول سلب المصريين القدماء عبقريتهم الهندسية الحقيقية المبنية على التنظيم والإدارة والرياضيات والعمل الشاق.. كل ما يُثار بشأن سحر الأرقام أو ربط الأهرامات بسرعة الضوء أو مواقع الكواكب ليس إلا خدعة رقمية لا أساس لها في الواقع.
وأوضح شاكر، أن الادعاءات بشأن تكنولوجيا مستحيلة وحفر الجرانيت بدقة عالية بدون أدوات متقدمة، قد تم الرد عليها منذ سنوات من قبل علماء الآثار التجريبية، معلقًا: المصريون استخدموا مناشير ومثاقب من النحاس مع مواد كاشطة مثل رمل الكوارتز أو مسحوق الكوراندوم الذي يتفوق صلابته على الجرانيت، والتجارب العملية أثبتت أن الأدوات البسيطة كانت كافية لإنتاج الدقة العالية، لكن ذلك تطلب وقتًا وجهدًا بشريًا هائلًا، وهو ما كان متوفرًا لديهم من خلال التنظيم والإدارة والعمالة الكبيرة، وليس ليزر فضائي.
وأوضح كبير الأثريين، أن مزاعم سرعة الضوء أو محاولة ربط أبعاد الهرم بالمتر الحديث غير صحيحة تاريخيًا، إذ إن المصري القديم كان يقيس بالذراع الملكي وليس بالمتر، الذي اخترع في القرن الثامن عشر، وبالتالي أي تشابه أرقام هو مجرد صدفة رقمية بلا معنى علمي.
التاريخ الفعلي لبناء الهرم الأكبر
واختتم شاكر قائلًا: أن التاريخ الفعلي لبناء الهرم الأكبر يعود لعهد الملك خوفو (حوالي 2550–2560 قبل الميلاد) وفق اختبارات الكربون المشع والسجلات التاريخية، وليس عام 3088 قبل الميلاد كما ادعى هوجربيتس، ما يكشف عن محاولة لتزييف التاريخ لخدمة فرضيته، والحقيقة الأبسط والأعظم هي أن المهندس المصري القديم صمم الأهرامات لأسباب دينية وهندسية معقدة، خاصة بخلود الملك، دون أي تدخل غامض أو معرفة فضائية.




