كالوشا بواليا: منتخبا مصر والمغرب مرشحان بقوة للتتويج بأمم إفريقيا 2025| حوار
بين المجد والألم، وبين دموع الفقد وفرحة التتويج، يقف كالوشا بواليا كأحد أعظم رموز كرة القدم الإفريقية، أسطورة زامبيا الذي عاش أقسى لحظات الحزن بعد فاجعة 1993، ووجد نفسه قائدًا لـ “الرصاصات النحاسية” حيث كان الناجي الوحيد من حادثة الطائرة الزامبية 1993 فقط لأنه لم يركبها، وقاد جيلًا يافعًا لنهائي نسخة 1994، وعاد بعد سنوات ليكتب التاريخ بأحرف من ذهب عندما كان رئيسًا لـ الاتحاد الزامبي لكرة القدم حيث قاد بلاده للتتويج بكأس الأمم الإفريقية 2012.
حوار كالوشا بواليا مع القاهرة 24
في حوار خاص وحصري لـ القاهرة 24 ضمن سلسلة الحوارات لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025، يتحدث كالوشا بواليا عن كواليس اللحظة التاريخية، وكيف بُني منتخب زامبيا خطوة بخطوة حتى اعتلاء القمة، ويسترجع ذكرياته المؤثرة، وعلاقته بكرة القدم المصرية، ورأيه في فرص الفراعنة بأمم إفريقيا المقبلة، إلى جانب تقييمه لأبرز المرشحين للتتويج وطموحات زامبيا في البطولة القادمة.. وإلى نص الحوار

في البداية.. كان الفوز بكأس الأمم الإفريقية 2012 لحظة تاريخية لزامبيا فـ كيف تصف تلك اللحظة؟
أعتقد أن فوز زامبيا عام 2012 كان تاريخيًا، زامبيا هي واحدة من فريقين فقط من جنوب القارة، إلى جانب جنوب إفريقيا، التي فازت عام 1996.
كان عام 2012 تاريخيًا لأننا أسسنا فريقًا، أسستُ الفريق بنفسي كمدرب للمنتخب الوطني الزامبي لكرة القدم عام 2003، وأتذكر أننا وصلنا إلى عام 2006 في الإسكندرية، هناك لعبنا ضد تونس عندما كنتُ مدربًا، ثم لعبنا ضد غينيا، ثم فزنا على جنوب أفريقيا 1-0، وكان كريستوفر كاتونجو هو من سجل هدف الفوز في تلك اللحظة.
في عام 2008، بنينا فريقًا، بقيادة المدرب هيرفي رينارد، لعام 2010 في أنجولا، وفي أمم إفريقيا 2010، تأهلت زامبيا إلى الدور الثاني لأول مرة بعد أن كانت في الدور نفسه عام 1996، خسرنا أمام نيجيريا فقط بركلات الترجيح، لكن كان لدينا خطة نتبعها.
ثم بدأنا نبني ببطء شديد، وفي عام 2012 كنت رئيسًا لـ الاتحاد الزامبي لكرة القدم، وحينها أعتقد أن كل شيء سار على ما يرام بالنسبة لنا، تغلبنا على معظم الفرق الكبيرة الموجودة لدينا اليوم في إفريقيا، مصر وكوت ديفوار، والمغرب، وتونس، وغانا، والكاميرون، وكل ذلك بلاعبين محليين و2 فقط خارج زامبيا، وكانت لحظة فخر جدًا بالنسبة لي، وأبرز إنجاز في مسيرتي.

هل تتويج زامبيا بـ أمم إفريقيا بلاعبين محليين شبيه بإنجاز مصر مع حسن شحاتة؟
مصر مع الكابتن حسن شحاتة تمكنوا من الفوز بكأس الأمم الإفريقية بلاعبين محليين في الغالب، هذا الجيل الذهبي، عندما تمكن الكابتن حسن شحاتة ومصر من الفوز بكأس أمم إفريقيا 3 مرات متتالية، لذا بالنسبة لي، سأستخدمه كمثال.
زامبيا في عام 2012 كان لديها جميع اللاعبين باستثناء لاعب أو لاعبين فقط، يلعبون في إفريقيا، سواء في مازيمبي أو كانوا في الدوري الممتاز، أعتقد أنه كان لدينا 12 لاعبًا في الدوري الزامبي، كان لدى مازيمبي 4 أو 5 لاعبين والبقية كانوا قادمين من زامبيا، ثم كان هناك لاعب أو لاعبان فقط يلعبان خارج البلاد، لذا، بفضل الفريق المحلي المُجمّع، تمكنت زامبيا من الفوز بالبطولة في عام 2012.
كم كانت مأساة 1993 حاضرة في أذهانكم أثناء التتويج بكأس الأمم الإفريقية 2012؟
كنا نؤمن إيمانًا راسخًا بأن الفريق الذي مات قبالة سواحل الجابون عام 1993 وتحطمت طائرته، كان معنا بروحه في 2012، وبالنسبة لنا، كان ذلك مهمًا، ذرفنا الكثير من الدموع بسبب عام 1993 بكى الناس، وحتى اليوم لا يزالون يبكون، لكننا تمكنا من رفع الكأس في 2012 لذا كانت لحظة فخر.
كان كينيث كاوندا -رئيس زامبيا سابقًا- حاضرًا آنذاك، كان الأب المؤسس لزامبيا لفترة طويلة، وعندما حمل الكأس، انهمرت الدموع من عينيه لأنه على مر السنين، بنى فرقًا لا يزال الناس في إفريقيا يتحدثون عنها.

بالحديث عن المنتخب المصري.. ما هي أول ذكرياتك أمام الفراعنة وكيف ترى مكانة الكرة المصرية لدى الشعب الزامبي؟
جئت إلى المنتخب الزامبي في عام 1982 بعد كأس الأمم الإفريقية التي لُعبِت في ليبيا، احتلت زامبيا المركز الثالث، لذا فهذا هو الوقت الذي أتيت فيه إلى المنتخب الوطني، ثم بدأنا اللعب ضد اللاعبين المصريين الكبار مثل محمود الخطيب في عام 1983، لذلك كان لي شرف التواجد في الملعب كشخص بدأ للتو في المنتخب الوطني الزامبي، لذا فإن الشعب الزامبي يكن احترامًا كبيرًا للمنتخب الوطني المصري لكرة القدم.
ما تقييمك للمنتخب المصري حاليًا من حيث العقلية والخبرة القارية.. خاصة مع تولي حسام حسن المهمة الفنية؟
حسام حسن، كان من الشرف لي مواجهته، أعتقد في عام 1998 عندما هزمونا، وفي مباريات أخرى أيضًا، لذا، نعم، أعرف تاريخ الفراعنة، الرئيس صديق عزيز جدًا لي، هاني أبو ريدة، أعرفه منذ سنوات طويلة جدًا، وبالطبع، بعض أبرز لاعبي كرة القدم خرجوا دائمًا من مصر، محمد صلاح كان يرفع العلم المصري في المحافل العالمية لسنوات طويلة جدًا ومازال، لذا، نعم، إنه فريق حاضر دائمًا، أعتقد أن مصر حاضرة دائمًا.

منتخب مصر لديه عقلية رائعة للعب في البطولات، إذا نظرت إلى الأهلي، بيراميدز، الزمالك، كل هذه الفرق، عندما تلعب، تُخرج أفضل ما في جماهيرها، ليس فقط من الجماهير، بل أيضًا من اللاعبين، لذا، نعم، بالنسبة لي، مصر مرشحة للتتويج ببطولة أمم إفريقيا 2025، لذا أتمنى لـ مصر كل التوفيق.
من مُرشحًا آخر للتتويج بـ أمم إفريقيا 2025 مع منتخب مصر؟
المغرب مرشح قوي، أعتقد أن المغرب كان أفضل فريق إفريقي في كأس العالم الأخيرة في قطر، وهناك العديد من الفرق الجيدة في إفريقيا اليوم، السنغال، الكاميرون، كوت ديفوار، جنوب إفريقيا، ونحن منتخب زامبيا أيضًا.
أخيرًا.. ما هو هدف زامبيا في أمم إفريقيا المقبلة؟
هدفنا كزامبيا هو التأهل من مجموعتنا إلى الدور الثاني، هذا كل شيء، أتمنى أن تحيا كرة القدم الإفريقية، ونأمل أن تُنصف الأمم الإفريقية في المغرب المواهب العديدة الموجودة في إفريقيا اليوم.




