رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية: الشراء المكثف خلال العامين الماضيين أحد أسباب انخفاض المبيعات حاليا
كشف أشرف هلال، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية، عن تراجع ملحوظ في مبيعات الأجهزة الكهربائية خلال الفترة الأخيرة، موضحًا أن نسبة الانخفاض وصلت في بعض القطاعات والفترات إلى أكثر من 40%، خاصة في الأجهزة المعمّرة مثل الثلاجات والغسالات وأجهزة التكييف، وذلك مقارنة بالعامين الماضيين اللذين شهدا طلبًا مرتفعًا بشكل غير طبيعي.
أسباب تراجع المبيعات
وأوضح هلال في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن هذا التراجع يعود إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، في مقدمتها الارتفاع الكبير في أسعار الأجهزة نتيجة زيادة تكلفة الاستيراد وتأثرها بسعر الصرف، إلى جانب تراجع القوة الشرائية للمستهلكين، وتشبع السوق بعد موجة شراء مكثفة شهدتها الفترات السابقة، كما ساهمت زيادة تكاليف التشغيل والنقل على التجار، فضلًا عن حالة الحذر التي تسيطر على المستهلكين وتأجيلهم لقرارات الشراء غير الضرورية، في تعميق حالة الركود.
وأشار رئيس الشعبة إلى أن الركود الحالي كان له تأثير أشد على صغار التجار وأصحاب المحال الصغيرة، حيث تراجعت السيولة لديهم بشكل ملحوظ، وواجهوا صعوبات في تدوير رأس المال والوفاء بالالتزامات المالية مثل الإيجارات والضرائب.
وأضاف أن بعض التجار اضطروا إلى تقليص نشاطهم أو اللجوء إلى الإغلاق المؤقت، في حين استطاعت السلاسل التجارية الكبرى الصمود نسبيًا بفضل ما تمتلكه من مرونة مالية وقدرة على تقديم عروض تمويلية متنوعة.
وحول ما إذا كان الركود مؤقتًا أم مرشحًا للاستمرار، أكد هلال أن الركود يُعد في الأساس مرحليًا، لكنه قد يستمر على المدى القصير إذا لم تتحسن مؤشرات الدخل ويحدث قدر من الاستقرار السعري، ولفت إلى أن تحسّن سعر الصرف، وزيادة المعروض من الأجهزة، وعودة ثقة المستهلكين، من شأنها أن تساهم في تحريك السوق تدريجيًا خلال الفترة المقبلة.
وبيّن أن موجة الشراء المكثف التي شهدها السوق خلال العامين الماضيين كانت أحد الأسباب الرئيسية في تراجع الطلب الحالي، حيث اندفع المستهلكون آنذاك إلى الشراء خوفًا من ارتفاع الأسعار أو نقص المعروض، ما أدى في النهاية إلى تشبع السوق وانخفاض الطلب في الوقت الراهن.
وأضاف أن الأسعار الحالية أصبحت خارج نطاق القدرة الشرائية لشريحة واسعة من المستهلكين، لا سيما متوسطي ومحدودي الدخل، وهو ما انعكس بوضوح على حجم المبيعات، ودفع العديد من المستهلكين إلى الاتجاه نحو إصلاح الأجهزة بدلًا من استبدالها، أو اللجوء إلى شراء الأجهزة المستعملة.
حلول الشعبة لإعادة التوازن بين السعر والقوة الشرائية
وأوضح رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية أن الشعبة ترى ضرورة التوسع في مبادرات التقسيط بفوائد مخفّضة، إلى جانب تخفيض هوامش الربح بشكل مؤقت لتنشيط السوق، كما شدد على أهمية دعم الصناعة المحلية لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتقديم حوافز ضريبية وجمركية تسهم في خفض التكلفة النهائية على المستهلك، فضلًا عن تنظيم معارض موسمية وإطلاق عروض حقيقية تستهدف المستهلك النهائي.
واختتم مؤكدا أن تطبيق هذه الإجراءات بشكل متكامل من شأنه أن يسهم في إعادة التوازن تدريجيًا بين الأسعار والقدرة الشرائية، وتحريك عجلة سوق الأجهزة الكهربائية من جديد.
