مدير صندوق مكافحة الإدمان يستعرض تأثير المخدرات على تحقيق أهداف التنمية المستدامة
شارك الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي والخبير الدولي بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في فعاليات المنتدى العربي للشباب والبيئة، الذي عُقد بمحافظة الأقصر، بمشاركة 250 شابًا وفتاة ووفود من 9 دول عربية، هي: الجزائر، تونس، ليبيا، السودان، الصومال، الأردن، لبنان، الكويت، والسعودية، إلى جانب ممثلي مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، ووزارة الشباب والرياضة، والاتحاد العربي للشباب والبيئة، وبحضور الدكتور ممدوح رشوان الأمين العام للاتحاد.
وشهد المنتدى مشاركة علمية وأكاديمية من أكثر من 10 جامعات مصرية وأوروبية وعربية، حيث تم عرض مشروعات بحثية وأفكار مبتكرة تعكس وعي الشباب بقضايا البيئة والتنمية المستدامة ودور البحث العلمي في خدمة المجتمعات.
وألقى الدكتور عمرو عثمان محاضرة تناول خلالها مخاطر تعاطي المخدرات وتأثيرها المباشر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، موضحًا أن مشكلة المخدرات تمثل تحديًا حقيقيًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والصحية، نظرًا لارتباطها بتراجع الكفاءة الإنتاجية، وارتفاع معدلات البطالة، وانتشار الجريمة والعنف.
وأشار إلى وجود ارتباط وثيق بين تعاطي المخدرات وضعف القدرة على العمل خلال فترات الإدمان النشط، مؤكدًا أن التدخين، باعتباره بوابة التعاطي، يستنزف أكثر من 7% من دخل الأسرة، بينما يتضاعف العبء المالي بشكل أكبر مع التعاطي والإدمان.
وأوضح أن المخدرات تسهم في ترسيخ دائرة الفقر، حيث يوجّه المتعاطي جزءًا كبيرًا من دخله لشراء المواد المخدرة، بما ينعكس سلبًا على مستوى المعيشة والاستقرار الأسري، فضلًا عن تأثيرها السلبي على الصحة الجسدية والنفسية، حيث تتسبب المخدرات في وفاة أكثر من 500 ألف شخص سنويًا على مستوى العالم.
مدير صندوق مكافحة الإدمان يستعرض تداعيات مشكلة المخدرات على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالمنتدى العربي للشباب والبيئة
كما استعرض مدير الصندوق تأثير التعاطي والإدمان على التعليم، نتيجة تراجع القدرة على التحصيل الدراسي وضعف الوظائف الإدراكية، لافتًا إلى جهود الصندوق في دمج مكون علمي توعوي عن مخاطر المخدرات داخل المناهج الدراسية بمراحل التعليم الأساسي.
وأكد أن المخدرات تمثل عائقًا أمام تحقيق هدف العمل اللائق والنمو الاقتصادي، إذ تتراجع الإنتاجية وترتفع معدلات الحوادث المهنية إلى ثلاثة أضعاف عند مباشرة العمل تحت تأثير المخدرات، مشددًا على أن الاستثمار في الوقاية المبكرة أقل تكلفة وأكثر فاعلية من العلاج، حيث يوفّر كل دولار يُنفق على التوعية أكثر من عشرة أضعافه من تكاليف العلاج والخسائر الاقتصادية.
وأشار عثمان إلى ما ورد في تقرير الأمم المتحدة حول المخدرات، والذي كشف أن 316 مليون شخص تعاطوا المخدرات عالميًا بزيادة 20% خلال العقد الأخير، مع وجود فجوة علاجية كبيرة، حيث يحصل مريض واحد فقط من كل 12 على خدمات العلاج، بينما في مصر تُقدَّم خدمات العلاج مجانًا وبسرية تامة ووفق المعايير الدولية.
واستعرض تجربة صندوق مكافحة الإدمان باعتباره الآلية الوطنية للحد من الطلب على المخدرات، من خلال تنفيذ محاور الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات، التي أُطلقت برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تشمل الوقاية والتوعية والعلاج، إلى جانب تنفيذ حملات إعلامية كبرى أبرزها حملة «أنت أقوى من المخدرات»، التي ساهمت في زيادة الاتصالات على الخط الساخن لعلاج الإدمان بنسبة 500%، وحققت أكثر من 190 مليون مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصدت جوائز دولية كإحدى قصص النجاح في مجال مكافحة الإدمان.


