بين الإشادة والانتقاد.. هل أخطأ الدحيح في تقديم مأساة الأندلس بأسلوب ساخر؟
بالتزامن مع طرح صانع المحتوى أحمد الغندور حلقة جديدة بعنوان أين ذهب أهل الأندلس؟ أثارت الحلقة حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تعرّضت لانتقادات حادة بسبب أسلوب التناول الذي جمع بين السرد التاريخي وحسّ الدعابة، رغم حساسية القضية التي تتناول واحدة من أكثر الفترات دموية في تاريخ المسلمين بالأندلس.
هل أخطأ الدحيح في تقديم مأساة الأندلس بأسلوب ساخر؟
تناولت حلقة الدحيح أين ذهب أهل الأندلس؟ مصير ما يقرب من نصف مليون عربي وأمازيغي مسلم عاشوا في الأندلس عقب سقوط الحكم الإسلامي، مسلطة الضوء على ما تعرّض له هؤلاء من اضطهاد ممنهج وتعذيب قاسٍ على يد محاكم التفتيش الإسبانية، في واحدة من أكبر عمليات التطهير العرقي في التاريخ.

واستعرض الدحيح قصة الموريسكيين منذ مرحلة التقبّل القسري الظاهري، مرورًا بسياسات الاضطهاد الديني والثقافي، وصولًا إلى الاختفاء القسري والتهجير.
وفي المقابل، حظيت الحلقة بإشادات قطاع كبير من المتابعين، رأوا أنها أعادت فتح ملف تاريخي شديد الأهمية، ونجحت في تسليط الضوء على جرائم محاكم التفتيش ومصير المسلمين بعد سقوط الأندلس، وهي حقبة لا تحظى بحسب رأيهم بالاهتمام الكافي في المحتوى العربي المعاصر.
إلا أن موجة هجوم واسعة جاءت اعتراضًا على الأسلوب الفكاهي المصاحب للسرد، إذ اعتبر المنتقدون أن توظيف الدعابة خلال الحديث عن المجازر والتعذيب يُفقد الحدث جلاله، ولا يراعي حجم المعاناة الإنسانية التي تعرّض لها الضحايا.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات غاضبة، من بينها: حلقة محزنة جدًا، وطريقة السرد لا تناسب فداحة الحدث، رحم الله الشهداء.
فيما كتب آخر: الظلم الذي وقع على المسلمين في الأندلس لا يمكن وصفه، ولم يكن من المناسب تناوله بأسلوب ساخر احترامًا لأرواح الضحايا.
وأشار البعض إلى أن الإفيهات الكوميدية خلال الحديث عن أساليب التعذيب تركت لديهم شعورًا بعدم الارتياح، معتبرين أن الموضوع كان يستحق طرحًا أكثر وقارًا وشجنًا، على غرار حلقات سابقة تناولت قضايا تاريخية وإنسانية بنفس القدر من الألم.


