ارتفاع الذهب محليًا بدعم مكاسب أسبوعية للأوقية وتزايد رهانات التيسير النقدي
ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع للبورصات العالمية، بعد أن حققت الأوقية مكاسب أسبوعية بنحو 1%، مدفوعة بتنامي التوقعات باستمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تبني سياسة تيسير نقدي خلال العام المقبل، وفقًا لتقرير منصة آي صاغة.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن أسعار الذهب محليًا صعدت بنحو 5 جنيهات للجرام، ليسجل عيار 21 مستوى 5785 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بنحو 40 دولارًا خلال الأسبوع الماضي لتسجل 4339 دولارًا.
وأضاف أن جرام الذهب عيار 24 بلغ 6611 جنيهًا، وعيار 18 سجل 4959 جنيهًا، فيما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 46280 جنيهًا.
أسعار الذهب العالمية
وسجلت أسعار الذهب العالمية مستويات قياسية جديدة قبيل عطلة نهاية الأسبوع، بدعم من بيانات أظهرت تراجع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة، إلى جانب انخفاض طفيف في توقعات التضخم. وخلال الأسبوع، لامست الأوقية أعلى مستوياتها عند 4374 دولارًا يوم الخميس، مقتربة من ذروة العام البالغة 4381 دولارًا، رغم ارتفاع عوائد السندات العالمية.
وفي هذا السياق، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعد قرار بنك اليابان رفع أسعار الفائدة من 0.50% إلى 0.75%، ما دفع عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات للارتفاع بنحو 2.5 نقطة أساس إلى 4.147%، كما صعدت العوائد الحقيقية الأمريكية إلى 1.907%، وهي عادة ما تتحرك عكسيًا مع أسعار الذهب، إلا أن المعدن الأصفر واصل مكاسبه مدعومًا بعوامل الطلب.
ارتفاع معدل البطالة واستمرار تراجع شراء السلع المعمرة
وأظهرت بيانات جامعة ميشيجان تراجع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي خلال ديسمبر إلى 52.9 نقطة مقابل 53.3 في القراءة السابقة، وأقل من التوقعات البالغة 53.5 نقطة، مع توقع المشاركين في الاستطلاع ارتفاع معدل البطالة واستمرار تراجع شراء السلع المعمرة للشهر الخامس على التوالي. كما ارتفعت توقعات التضخم لعام واحد إلى 4.2%، بينما استقرت توقعات الخمس سنوات عند 3.2%.
من جانبه، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، إن البيانات الأخيرة تشير إلى مزيد من التراجع في معدلات التضخم، معتبرًا أن الارتفاع في البطالة قد يكون ناتجًا عن تشوهات مؤقتة، ومؤكدًا عدم وجود حاجة ملحة لتعديل السياسة النقدية في الوقت الراهن.
أسعار المستهلك الأمريكي لشهر نوفمبر
وتترقب الأسواق خلال الأسبوع المقبل حزمة من البيانات الاقتصادية الأمريكية، مع قصر الأسبوع بسبب عطلة عيد الميلاد، تشمل متوسط التغير في التوظيف وفق بيانات ADP، والقراءة الأولية لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، وطلبات السلع المعمرة، وبيانات الإنتاج الصناعي.
وفيما يتعلق بالتضخم، أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر نوفمبر ارتفاعًا بنسبة 2.7% مقابل 3% في القراءة السابقة، إلا أن اقتصاديين حذروا من قراءة البيانات بحذر في ظل تأثير إغلاق حكومي استمر 43 يومًا على دقة بعض المؤشرات.
وبحسب بيانات كابيتال إيدج، لا تزال احتمالات خفض أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل في 28 يناير عند نحو 22%، بينما تسعّر الأسواق خفضًا تراكميًا بنحو 60 نقطة أساس خلال العام المقبل، مع ترجيح أول خفض في يونيو، وفي الوقت نفسه، يقدّر المتداولون احتمالية تقارب 20% لخفض الفائدة في يناير.
وعلى صعيد أوسع، واصلت المعادن النفيسة تحقيق أداء قوي هذا العام، إذ يتجه الذهب والفضة لتسجيل أفضل أداء سنوي منذ عام 1979؛ حيث تضاعف سعر الفضة أكثر من مرتين، بينما ارتفع الذهب بنحو الثلثين، مدعومًا بزيادة مشتريات البنوك المركزية وتدفقات الاستثمارات إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالسبائك.
وأشار محللو جولدمان ساكس إلى أن تراجع أسعار الفائدة الأمريكية دفع مستثمري صناديق المؤشرات إلى منافسة البنوك المركزية على المعروض المحدود من السبائك، مرجحين استمرار الدعم الهيكلي من الطلب الرسمي والدعم الدوري الناتج عن خفض الفائدة في تعزيز أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.



