اليوم تعامد الشمس على "الكرنك" يُعلن عن بدء الانقلاب الشتوي.. ومفاجآت حول "المراصد الفلكية" للفراعنة
تتجه أنظار العالم صوب محافظة الأقصر اليوم الأحد، لرصد ظاهرة فلكية استثنائية تتكرر مرة واحدة كل عام، وهي تعامد الشمس على "قدس الأقداس" بمجموعة معابد الكرنك، إيذانًا ببدء الانقلاب الشتوي رسميًا.
ظاهرة فلكية فريدة تتحدى الزمن.
وحول هذه المعجزة الهندسية، كشف الدكتور الطيب غريب، مدير معابد الكرنك السابق، في تصريحات لـ"القاهرة 24"، عن الكيفية التي استطاع بها المصري القديم تطويع علوم الفلك بدقة متناهية دون امتلاك تكنولوجيا حديثة.


وأوضح "غريب" أن المصريين القدماء اعتمدوا بشكل رئيسي على "العين المجردة" كأداة رصد فعالة، مدعومة بأدوات بسيطة وسجلات دقيقة لحركة النجوم والكواكب.


"كبير الرائين".. عين مصر على السماء
وأشار إلى أن لقب (Wr m33) أو "كبير الرائين"، الذي ظهر منذ الدولة القديمة، كان يُطلق على الكاهن المتخصص في رصد السماء بمدينة "أون" (عين شمس)، والذي كانت مهمته تسجيل الظواهر الفلكية للاستفادة منها في الحياة اليومية والزراعة.
اكتشافات حديثة تؤكد دقة الرصد الفلكي
استشهد "غريب" وفي سياق التدليل على وجود مراصد متخصصة، بالكشف الأثري الهام الذي حققته بعثة المجلس الأعلى للآثار في يونيو 2025 بمدينة "بوتو" (عاصمة مصر القديمة)، حيث تم العثور على مرصد فلكي ضخم يمتد على مساحة 850 مترًا مربعًا يعود للقرن السادس قبل الميلاد.
تضمن هذا المرصد غرفًا لتخزين أدوات القياس، وساعة شمسية حجرية، ونقوشًا تمثل شروق وغروب الشمس، مما يؤكد أن المعابد كانت مؤسسات علمية وليست دينية فقط.


أسرار "غرفة الشمس المشرقة" والخرائط السماوية
واختتم مدير معابد الكرنك السابق تصريحاته بالإشارة إلى الشواهد المعمارية التي لا تزال قائمة، مثل "غرفة الشمس المشرقة" بمعبد الأخ-منو بالكرنك التي صُممت بنافذة تواجه الشرق لرصد حركة النجوم، بالإضافة إلى الخرائط السماوية الملونة والفريدة في معابد دندرة وإسنا ومقبرة سننموت، والتي تمثل سجلًا فلكيًا خالدًا يشهد على عبقرية الأجداد.

تعد ظاهرة تعامد الشمس على الكرنك دليلًا حيًا على تقدم علم الفلك في مصر القديمة، حيث استخدم الفراعنة المراصد الفلكية ببراعة لرصد الانقلاب الشتوي.
وتزخر الحضارة المصرية بآثار فلكية مثل مرصد بوتو وسقف معبد دندرة، مما يبرز ريادتهم العلمية.



