بسبب روبوتات الدردشة.. دراسة بريطانية تحذر من الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي
دق أطباء وباحثون ناقوس الخطر إزاء تزايد اعتماد الشباب على روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي كمصدر للدعم العاطفي، محذرين من آثار نفسية واجتماعية طويلة المدى قد تُضعف القدرة على بناء علاقات إنسانية مستقرة.
تحذيرات طبية من الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، حذر باحثون من جامعة كوليدج لندن، من أن هذا الاتجاه قد يعرض الشباب لصعوبات في تكوين روابط عاطفية دائمة، داعين إلى تصميم روبوتات الدردشة بطريقة تعزز التفاعل الاجتماعي الحقيقي بدلًا من أن تحل محله، خاصة في ظل حالات موثقة لاعتماد مفرط على ما يُعرف بـ رفقاء الذكاء الاصطناعي.
وأشارت البيانات إلى أن نحو 810 ملايين مستخدم حول العالم يستخدمون ChatGPT أسبوعيًا، مع تقارير تفيد بأن العلاج النفسي غير الرسمي والرفقة من أبرز دوافع الاستخدام، ويأتي ذلك بالتزامن مع تحذيرات مستمرة من تفاقم وباء الوحدة في المملكة المتحدة، حيث أفاد قرابة نصف البالغين بشعورهم بالوحدة، بينما يعاني واحد من كل عشرة تقريبًا من الوحدة بشكل شبه دائم.
روايات مضادة صعبة
وفي مراجعة بحثية نُشرت بالمجلة الطبية البريطانية، أشار العلماء إلى أن روبوتات الدردشة، بخلاف التفاعلات البشرية، توفر توافرًا وصبرًا غير محدودين، لكنها نادرًا ما تقدم روايات مضادة صعبة، محذّرين من احتمال نشوء جيل يتعلّم تكوين روابط عاطفية مع كيانات تفتقر إلى التعاطف والرعاية والتناغم العلائقي الشبيه بالبشر.
واقترحوا أن تتضمن الأنظمة المستقبلية آليات لرصد إشارات الوحدة وتشجيع المستخدمين على طلب الدعم من الأصدقاء والعائلة أو توجيههم إلى خدمات محلية.
وأظهر تحليل لدراسات سابقة أن الاستخدام المكثف قد يرتبط بمؤشرات سلبية؛ إذ وجدت دراسة أجرتها OpenAI على أكثر من 980 مستخدمًا أن من أمضوا ساعات أطول شهريًا على المنصة أبلغوا عن مستويات أعلى من الوحدة وتواصل اجتماعي أقل، وكانت مؤشرات الاعتماد العاطفي أوضح لدى من عبّروا عن ثقة عالية بروبوت الدردشة.
المحادثات مع الذكاء الاصطناعي
كما خلصت دراسة لـ Common Sense Media إلى أن واحدًا من كل عشرة شباب وجدوا المحادثات مع وكلاء الذكاء الاصطناعي أكثر إرضاءً من التفاعلات البشرية، وقال ثلث المشاركين إنهم قد يفضّلون رفقاء الذكاء الاصطناعي في المحادثات الجادة.
ودعا الباحثون المتخصصين في الرعاية الصحية إلى مناقشة استخدام روبوتات الدردشة مع المرضى، وطرح أسئلة مُحددة لتقييم أنماط الاستخدام القهري والاعتماد والارتباط العاطفي، مثل وصف الروبوت بـ صديق أو الاعتماد عليه في اتخاذ قرارات مصيرية، وأشاروا إلى علامات تحذيرية، من بينها الاعتقاد بوجود علاقة خاصة مع برنامج الدردشة، وما قد يترتب عليه من عزلة اجتماعية متزايدة.
والجدير بالذكر، رُفعت دعوى قضائية في الولايات المتحدة ضد شركة Character AI عقب وفاة مراهق، حيث تزعم الأسرة أن روبوت محادثة قابل للتخصيص شجّع على إيذاء النفس، أكدت الأوساط الطبية أن هذه الوقائع تُبرز الحاجة العاجلة لأطر تنظيمية وإرشادات استخدام تحمي الفئات الأكثر هشاشة.



