من زجاجات المياه إلى أحلام بإنقاذ البشر.. طالب ثانوي من القليوبية يصمم نموذج روبوت بالذكاء الاصطناعي
في غرفة بسيطة بمحافظة القليوبية، وبين أدوات متواضعة وزجاجات مياه بلاستيكية فارغة، يجلس إسلام هاني، طالب بالصف الثاني الثانوي ليصنع هذه الأدوات، شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، يتيم الأب، لكنه لم يسمح لليُتم أو ضيق الحال أن يسرقا منه الحلم، فاختار أن يصنع مستقبله بيديه، حرفيًا، عبر ابتكار روبوتات وأطراف صناعية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
أحلام بـ إنقاذ البشر.. طالب ثانوي يتحدى اليُتم بالابتكار
لم يلتحق إسلام بمراكز تدريب متخصصة، ولم يمتلك أجهزة متقدمة، بل بدأ رحلته التعليمية منذ عام ونصف تقريبًا من خلال الكُتب الأجنبية المجانية والمنصات التعليمية المتاحة على الإنترنت، وقال إسلام خلال تصريحاته لـ القاهرة 24: من سنة ونص اتعلمت برمجة، وحابب أشارك بأول روبوت مصري الصُنع، لأن أغلب الدول ليها روبوتات، وعايز أكون سبب إن مصر يكون ليها بصمة.
وبشغف لافت، استطاع الطالب الصغير أن يصمم روبوتًا، وأطرافًا صناعية، وقلبًا صناعيًا، إلى جانب نحو 30 ابتكارًا مختلفًا، مستخدمًا أدوات بسيطة وبلاستيكات معاد تدويرها، لم يتوقف حلمه عند حدود الابتكار فقط، بل امتد إلى هدف إنساني واضح، وأضاف: عايز أساعد الناس البسيطة اللي فاقدة أحد أطرافها ومش قادرة تدفع، اللي بعمله تكلفته قليلة عشان معمول من زجاجات المياه البلاستيكية.

نماذج أولية لأفكار كبيرة
ورغم أن الجهات التعليمية لم تُدخل مناهج الذكاء الاصطناعي إلا مؤخرًا لطلاب الصف الأول الثانوي، فإن إسلام لم يخجل من الاستعانة بـ كتب أخيه الأصغر، الذي يدرس حاليًا بالصف الأول الثانوي، وتعلم منها أساسيات الذكاء الاصطناعي، ودمجها مع ما اكتسبه من المنصات الأجنبية، ليصنع نماذج أولية لأفكار كبيرة.
حلم إسلام لا يقف عند الأطراف الصناعية أو الروبوتات، بل يمتد إلى ابتكار كُلى صناعية، في محاولة لمواجهة الانتشار الواسع للفشل الكلوي، قائلًا: في المستقبل عايز أعمل كُلى صناعية بدل زراعة الأعضاء، بسبب انتشار الفشل الكلوي، مؤكدًا أن العلم، من وجهة نظره، يجب أن يكون في خدمة الإنسان أولًا.

رغم تواضع النتيجة ما زالت تُنتج التصميمات
شارك إسلام بابتكاراته البسيطة في مسابقة أجنبية إلكترونية، وتمكن من حصد ميدالية، رغم حصوله على مركز متأخر، ورغم تواضع النتيجة، فإنها كانت بمثابة اعتراف بموهبته، وأكد أنه يخطط للتقديم على براءات اختراع لنحو 10 أجهزة من بين ما صممه حتى الآن.
لكن الطريق لم يكن ممهدًا بالكامل، فـ إسلام يواجه صعوبات كبيرة تتعلق بنقص الخامات والآلات، وهو ما يعيق استكمال بعض مشروعاته، وعلى رأسها الروبوت الذي صمم رأسه فقط باستخدام أكثر من 200 جزء، وقال: مشكلتي إن الخامات والآلات مش مساعداني.

وسط كل ذلك، تقف والدته سندًا وداعمًا أساسيًا له، بعد رحيل والده، وتابع إسلام: أنا يتيم الأب وبدأت لوحدي، وأمي بتشجعني، لكنه لا يُخفي خوفه من ألا يتمكن من تحقيق حلمه الأكبر بدخول كلية الهندسة، مُضيفًا: خايف مدخلش كلية هندسة زي ما بحلم، ومحتاج مساندة من الجهات المختصة.
ورغم المخاوف، لا يفقد إسلام الأمل، فحلمه أكبر من الظروف، وطموحه يتجاوز حدود غرفته الصغيرة، قائلًا: نفسي أبقى مهندس شاطر أنقذ البشرية، وبحلم إن مصر تبقى أحسن دولة في العالم.


