الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

مناديل اقتصادية

مناديل اقتصادية

الإثنين 22/ديسمبر/2025 - 11:10 م

في عالم يتسارع فيه الاستهلاك بشكل مرعب، لم تعد المشكلة في قلة الموارد والامكانيات فقط، بل في طريقة إدارتها، ومن هنا تأتي فكرة المناديل الاقتصادية كرمز اقتصادي بسيط لكنه عميق للفارق بين الاحتياج الحقيقي والمبالغة في الاستهلاك، فالأمر لا يتعلق بالمناديل نفسها، بل في الفلسفة التي تحكم قراراتنا الاستهلاكية اليومية، مهما بدأت صغيرة.

الاحتياج الحقيقي

الاحتياج الحقيقي هو ما يضمن استمرار الحياة بجودة مقبولة، دون إسراف أو تقصير، أما المبالغة في الاستهلاك فهي أن نشتري أكثر مما نحتاج، أو نختار الأغلى دون قيمة مضافة حقيقية، فبعض تقديرات الاستهلاك الواقعية تشير إلى أن 30% من الإنفاق اليومي للأسر يذهب لسلع يمكن استبدالها ببدائل أقل تكلفة دون أي تأثير على مستوى المعيشة.

عندما نُسقط هذه الفكرة على تفاصيل حياتنا، نكتشف أن القرارات الصغيرة هي التي تصنع الفارق الكبير، فاختيار منتج عملي بسعر مناسب قد يوفر 5 أو 10 جنيهات يوميًا، لكنها تتحول إلى 150جنيهًا شهريًا، ثم إلى 1800 جنيه سنويًا، هذا المبلغ البسيط قد يغطي احتياجات تعليمية، أو مساهمة في صندوق طوارئ، أو حتى استثمارًا صغيرًا على المدى الطويل لكن عقلية المناديل لا تفعل ذلك.

الاقتصاد الحقيقي لا يبدأ من البنوك أو الشركات الكبرى، بل من عقلية الفرد، فالشخص الواعي اقتصاديًا لا يسأل: كم ثمن الشيء؟ بل يسأل: كم قيمته؟  فالقيمة الحقيقية ليس كل ما نقدر على شرائه، نحتاج إلى امتلاكه.

المبالغة في الاستهلاك

المبالغة في الاستهلاك غالبًا ما تكون نتيجة ضغط اجتماعي أو انبهار مؤقت بالإعلانات، حيث يتم ربط القيمة الإنسانية بالمظهر الخارجي أو العلامة التجارية وهذا دائما في المجتمعات العربية، لكن الأرقام تثبت أن 70% من القرارات الشرائية العاطفية يتم الندم عليها لاحقًا، لأنها لا تضيف قيمة حقيقية للحياة.

في المقابل، فإن تبني مفهوم “الاقتصادية” لا يعني الحرمان والبخل، بل يعني الاختيار الذكي للأشياء، فهو أسلوب حياة قائم على تحقيق أقصى استفادة بأقل تكلفة، وهو جوهر أي اقتصاد ناجح سواء على مستوى الفرد أو الدولة، فالدول التي نجحت اقتصاديًا لم تنجح لأنها أنفقت أكثر، بل لأنها أنفقت بذكاء وفي أشياء قيمتها عالية.

ومن بين السطور يمكن أن نقرأ حكمة بسيطة المال لا يُهدر دفعة واحدة، بل يضيع في تفاصيل لا ننتبه لها مثل “المناديل الاقتصادية” فكرة أوسع من مجرد منتج؛ فنحتاج لإعادة التفكير في عاداتنا الاستهلاكية اليومية، وفهم الفرق بين ما نحتاجه فعلًا، وما نشتريه بدافع العادة أو المبالغة، فحين نحسن إدارة القليل، نكون قادرين على بناء الكثير دون هدر للمناديل الاقتصادية.

تابع مواقعنا

مواد متعلقة