عنف متزايد ضد الصحفيين الأمريكيين تحت حكم ترامب.. تقرير للجارديان يكشف تفاصيل صادمة
شهدت الولايات المتحدة زيادة كبيرة في أعمال العنف ضد الصحفيين منذ أن عاد دونالد ترامب إلى منصب الرئاسة، وفق تقرير جديد نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
وأفاد تقرير مؤسسة حرية الصحافة غير الربحية، التي تتعقب مثل هذه الحوادث، بأن معظم الصحفيين والمصورين الذين تعرّضوا للاعتداء من قبل عناصر إنفاذ القانون كانوا يغطون احتجاجات على سياسات إدارة ترامب المتعلقة بترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
وأضاف التقرير أن الصحافة الأمريكية تعرّضت هذا العام تقريبًا لنفس عدد الاعتداءات التي سجلت في السنوات الثلاث السابقة مجتمعة.
وأرجع التقرير هذا الارتفاع جزئيًا إلى أن الصحفيين يكونون أكثر عرضة للهجوم خلال تغطيتهم للاحتجاجات المدنية الكبيرة، لكنه أشار أيضًا إلى أن الخطاب المناهض للإعلام من الرئيس وأعضاء بارزين في الإدارة زاد من عداء الجمهور تجاه الصحفيين، ما يؤدي إلى تصاعد العنف، وفق خبراء حرية الصحافة وباحثي الإعلام.
ترامب وحرية الصحافة
وقد كرّر ترامب انتقاده للإعلام الأمريكي التقليدي، واتهمه دون دليل بالكذب حوله وحول سياساته، ووجه إهانات متكررة لعدد من الصحفيين علنًا.
وقال لارس ويلنات، أستاذ جامعة سيراكيوز والمتخصص في تأثير الاستقطاب السياسي على تصورات الصحفيين: عندما يُظهر الرئيس السخرية والتقويض، فإن ذلك يرسل رسالة إلى مؤيديه بأن الصحفيين أهداف مشروعة، مضيفًا أن هذا التغيير مهم لأن العنف يصبح أسهل تبريره عندما يُنظر إلى الصحفيين على أنهم أطراف سياسية وليس مراقبين محايدين.
وشهد عام 2025 احتجاجات واسعة شارك فيها ملايين الأمريكيين ضد ما اعتبروه إجراءات سلطوية من الإدارة، بما في ذلك عمليات ترحيل أشخاص دون إجراءات قانونية مناسبة.
وأوضح التقرير أن قوات إنفاذ القانون، التي كان من المفترض أن تتحكم في الحشود، استخدمت أحيانًا الهراوات أو أطلقت النار على الصحفيين بشكل عشوائي، رغم وضوح وجودهم لتوثيق الأحداث.
وسجلت المؤسسة حتى 16 ديسمبر الحالي نحو 170 اعتداءً ضد الصحفيين، معظمها خلال احتجاجات تتعلق بسياسات الإدارة في الهجرة، في حين كان مجموع الاعتداءات بين 2022 و2024 يبلغ 175 حالة فقط.


