بورسعيد تحتفل بعيدها القومي الـ 69.. مشاهد وطنية وفعاليات متنوعة تعيد ملحمة النصر إلى الواجهة
عاشت محافظة بورسعيد أيامًا استثنائية تزامنًا مع احتفالاتها بالذكرى الـ69 لعيد النصر والجلاء، حيث تحولت المدينة الباسلة إلى ساحة مفتوحة للاحتفاء بتاريخها النضالي، عبر سلسلة من الفعاليات الوطنية والثقافية والتنموية التي جمعت بين استحضار الماضي المجيد، واستعراض الحاضر المليء بالإنجازات، ورسم ملامح مستقبل تنموي واعد.
بورسعيد تحتفل بعيدها القومي الـ69
وبدأت ملامح الاحتفال مع إشراقة صباح يوم عيد النصر، حين وضع اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول بميدان الشهداء، بحضور قيادات عسكرية وأمنية وتنفيذية، في مشهد مهيب عزفت خلاله الموسيقى العسكرية سلام الشهيد، وارتفعت الأعلام المصرية بأيدي طلاب المدارس والشباب، في لحظة امتزجت فيها مشاعر الفخر بالوفاء لتضحيات أبطال بورسعيد.
وامتدت الفعاليات إلى احتفالية كبرى نظمتها مديريتا التربية والتعليم والثقافة، حيث شهد المحافظ عروضًا فنية وكورالًا وطنيًا قدمه طلاب المدارس، عبّر عن روح الانتماء والاعتزاز بتاريخ الوطن، مؤكدًا خلال كلمته أن عيد النصر سيظل ملحمة وطنية خالدة تجسد قوة الإرادة المصرية، وأن المؤسسات التعليمية والثقافية تلعب دورًا محوريًا في بناء وعي الأجيال الجديدة وترسيخ قيم الولاء والانتماء.
وعلى صعيد المشاهد الجماهيرية، أعادت المحافظة إحياء طابور العرض العسكري والفني أمام ديوان عام المحافظة بعد غياب سنوات، في خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا من أهالي بورسعيد، حيث شاركت تشكيلات من قوات الأمن، وفرق فنية وشبابية، وطلاب الجامعات، وسيارات الأحياء المزينة بالأعلام، في لوحات وطنية عكست وحدة الصف وتلاحم مؤسسات الدولة، وسط حضور جماهيري كثيف أعاد إلى الأذهان أجواء الاحتفالات التاريخية للمدينة.
ولم تقتصر الاحتفالات على الطابع الرمزي فقط، بل تزامنت مع جولات ميدانية حملت رسائل واضحة بأن التنمية تسير جنبًا إلى جنب مع الاحتفاء بالتاريخ، حيث تفقد محافظ بورسعيد، يرافقه عدد من القيادات الوطنية، معدلات التنفيذ بمشروع إنشاء استاد النادي المصري، لمتابعة الأعمال الإنشائية والتشطيبات النهائية، مؤكدًا أن الاستاد الجديد سيكون صرحًا رياضيًا يليق بتاريخ النادي وجماهيره، وواجهة حضارية للمحافظة.
كما شهدت الاحتفالات تفقد أعمال تطوير المرحلة الأولى من كورنيش بورسعيد، في أضخم مشروع لتطوير الواجهة البحرية منذ أكثر من عشرين عامًا، بهدف إعادة الكورنيش إلى مكانته كمتنفس سياحي وحضاري، من خلال تصميمات عصرية، وإضاءات حديثة، ومسارات للمشاة والجري، ومناطق ترفيهية تخدم المواطنين والزائرين.
وشملت الفعاليات افتتاح نموذج تطوير شارعي الحميدي والتجاري، في إطار خطة إعادة إحياء قلب المدينة التجاري والحفاظ على طابعها التراثي، إلى جانب افتتاح أعمال تطوير حديقة جمال عبد الناصر بحي الضواحي، ضمن خطة زيادة المسطحات الخضراء وخلق متنفسات حضارية تخدم مختلف الأحياء.
وفي رسالة اجتماعية وإنسانية، تفقد المحافظ بدء العمل في مشروع إنشاء 111 عمارة سكنية بالحي الإماراتي، وفاءً بوعد سابق، وتأكيدًا على أن ملف الإسكان يأتي في مقدمة أولويات المحافظة، بالتوازي مع متابعة أعمال تطوير المنطقة المحيطة بمحكمة بورفؤاد الجديدة، لتحسين المظهر الحضاري والسيولة المرورية بالمدينة.
وتُوّجت الاحتفالات بعقد مؤتمر موسع لاستعراض حصاد الإنجازات وخطط التنمية المستقبلية، استعرض خلاله محافظ بورسعيد ما تحقق على أرض الواقع في قطاعات السياحة، والبنية التحتية، والنقل، والتحول الرقمي، والتنمية الحضرية، مؤكدًا أن شرق بورسعيد تمثل قاطرة التنمية ومحورًا رئيسيًا لجذب الاستثمارات، وأن الهدف هو بناء مدينة سياحية وتنموية تليق بتاريخها ومكانتها.
واختُتمت مظاهر الاحتفال باحتفالية جماهيرية كبرى بساحة مصر على ضفاف قناة السويس، بحضور عدد من المحافظين وقيادات الدولة، حيث تفاعلت الجماهير مع الفقرات الفنية والوطنية التي جسدت تاريخ بورسعيد المشرف، في أجواء أكدت أن عيد النصر ليس مجرد ذكرى، بل حالة وطنية متجددة تعكس روح الصمود والعمل والأمل في مستقبل أفضل.
عيد بورسعيد
هكذا احتفلت بورسعيد بعيدها القومي الـ69، احتفالًا جمع بين الوفاء للتاريخ، والاحتفاء بالإنجاز، والتطلع بثقة إلى الغد، لتؤكد من جديد أنها مدينة لا تعرف إلا الصمود والانتصار.








