ماذا يحدث للجسم عند تناول سعرات قليلة جدًا؟
يرتبط مفهوم الصحة وإنقاص الوزن لدى كثيرين بتقليل كميات الطعام، باعتباره الطريق الأسرع للوصول إلى نتائج ملموسة، إلا أن خبراء التغذية يحذرون من أن تقليل الطعام بشكل مفرط لا يؤدي بالضرورة إلى صحة أفضل، بل قد ينعكس سلبًا على الجسم بسبب تأثيراته الأيضية.
ماذا يحدث للجسم عند تناول سعرات قليلة جدًا؟
عندما يتعرض الجسم لنقص حاد في السعرات الحرارية لفترة طويلة، يدخل في حالة دفاعية تُعرف بـ وضع التكيّف الأيضي، حيث ينخفض معدل الأيض الأساسي، أي كمية الطاقة التي يحرقها الجسم في حالة الراحة، بهدف الحفاظ على مصادر الطاقة.
وهذا التباطؤ الأيضي قد يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية نتيجة لجوء الجسم إلى تكسير العضلات للحصول على الطاقة، مع انخفاض معدل حرق السعرات الحرارية على المدى الطويل، وصعوبة فقدان الوزن أو استعادته بسرعة بعد التوقف عن الحمية.
تأثيرات هرمونية سلبية
لا يقتصر الأمر على فقدان العضلات، بل قد يصاحب تقليل الطعام بشكل مفرط اضطراب هرموني، أبرزها، ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، مما قد يعزز تخزين الدهون، وانخفاض مستويات الطاقة والشعور بالإرهاق المستمر، وزيادة احتمالية القلق ونوبات الإفراط في تناول الطعام نتيجة الحرمان.
ويشير مختصون إلى أن الحل لا يكمن في تقليل كمية الطعام، بل في تحسين جودته. فاتباع نظام غذائي متوازن يمنع الجسم من الدخول في حالة الطوارئ الأيضية، ويساعده على أداء وظائفه بشكل طبيعي.
وينصح بالتركيز على، البروتينات للحفاظ على الكتلة العضلية، الدهون الصحية لدعم الهرمونات والشعور بالشبع، الكربوهيدرات المعقدة لتنظيم مستوى السكر في الدم.
وإلى جانب نوعية الطعام، يلعب توقيت الوجبات وتوزيعها على مدار اليوم دورًا مهمًا في الحفاظ على نشاط التمثيل الغذائي. فالتناول المنتظم والمتوازن للوجبات يساعد في التحكم بالشهية، واستقرار مستويات السكر في الدم، وتقليل نوبات الجوع المفاجئ.



