الخميس 25 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

خالد الجندي يحذر: لا تُجرِّب في نفسك أمور الدين فالعاقبة نار

الشيخ خالد الجندي
أخبار
الشيخ خالد الجندي
الخميس 25/ديسمبر/2025 - 07:23 م

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن أخطر ما قد يقع فيه الإنسان هو أن يُجرِّب في نفسه في أمور الدين، مشددًا على أن العاقبة ليست تجربة دنيوية يمكن التراجع عنها، وإنما هي مصير أخروي يرتبط بنار الله عز وجل، ما يوجب على العبد أن يكون لديه قدر عالٍ من الاحتياط في العبادة، موضحًا أن هذا الاحتياط هو جوهر عقيدة الورع التي سار عليها أولياء الله الصالحون، وأن الطريق إلى الله محطات ومقامات، من أهمها مقام الورع الذي يقوم على ترك الشبهات وعدم المجازفة في الدين.

 خالد الجندي يحذر: لا تُجرِّب في نفسك أمور الدين فالعاقبة نار

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج لعلهم يفقهون، المذاع على قناة dmc، اليوم الخميس، أن بعض الناس يتعامل مع قضايا عقدية كبرى بمنطق التجربة، مثل إنكار عذاب القبر بحجة وجود آراء مختلفة، مؤكدًا أن المنهج الصحيح هو الأخذ بالأحوط، لأن الإنسان إن دخل القبر وقد احتاط فآمن واستعد، ثم تبيّن عدم وجود عذاب قبر – على فرض ذلك – فلن يكون قد خسر شيئًا، أما إن أنكر واستهان ثم فوجئ بالحقيقة، فلن يكون هناك مجال للتدارك أو الاعتذار، متسائلًا: من الذي سينقذه حينها؟

وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الأمر ذاته ينطبق على قضايا عملية كالحجاب، حيث يردد البعض أن هناك من يقول بفرضيته وآخرين ينفون ذلك، مؤكدًا أن الاحتياط يقتضي الالتزام بما يقرّب إلى الله، لأن المرأة إن التزمت بالحجاب طوال حياتها ثم وقفت بين يدي الله ولم يكن واجبًا – على فرض ذلك – فإنها لم تخسر شيئًا، بل عاشت في طاعة وقرب، أما إن تهاونت وتركته ثم تبيّن يوم القيامة أنه فريضة، فلن ينفعها الندم ولا تبريرات من قبيل «فلان قال» أو «الشيخ علان أفتى».

وشدد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على أن الندم في الآخرة لا يُجدي، مستشهدًا بقوله تعالى: «إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ»، مؤكدًا أن الورع الحقيقي هو الابتعاد عن كل ما فيه شبهة، ومحاسبة النفس على كل لفظة وكل تصرف، لأن السلامة في الدين لا تكون بالمغامرة، وإنما بالاحتياط والبعد عن مواطن الهلاك.

الحلال والحرام والمنطقة الرمادية.. الشيخ خالد الجندي يوضح مقام الورع ويحذر من التهاون في الشبهات

فيما، أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن حديث النبي ﷺ «الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس» من أخطر الأحاديث التي يغفل كثير من الناس عن معناها العميق، مشيرًا إلى أن المشكلة الحقيقية لا تكون في الحلال الواضح ولا في الحرام الواضح، وإنما في تلك المساحة الوسطى التي تلتبس فيها الأحكام، فلا يدري الإنسان أيفعل أم يترك، أيُقبل أم يُعرض، وهو أمر قد يقع فيه عامة الناس بل وحتى العلماء.

وأوضح أن هذه المنطقة الرمادية بين الحلال والحرام تحتاج إلى وعي شديد وحساسية خاصة، لأنها مقام الورع، وهو مقام دقيق لا يحتمل التسرع أو الاستهانة، لافتًا إلى أن الخلط بين الحرام والعيب من أخطر ما يقع فيه الناس، فليس كل ما يُستقبح عرفًا يكون حرامًا، وليس كل ما سكت عنه الناس يكون مباحًا، مؤكدًا أن الشبهات تتكاثر حين يغيب الدليل الواضح أو يلتبس الفهم، وهنا يظهر معدن الإنسان ووجهته: أهي وجهة لله والآخرة أم اندفاع وراء الشهوة والمصلحة.

وضرب مثالًا توضيحيًا بالطريق الذي يُقال إن به خطرًا محتملًا، مبينًا أن العاقل لا يغامر بنفسه وأهله اعتمادًا على كلام غير موثوق، بل يختار الطريق الآمن الذي أجمع الناس على سلامته، مؤكدًا أن هذا هو جوهر حديث النبي ﷺ «فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه»، داعيًا إلى الابتعاد عن مواطن الشك والالتزام بما هو واضح الحِلّ، لأن السلامة في الدين لا تأتي بالمغامرة، وإنما بالاحتياط والورع وحسن التقدير.

تابع مواقعنا