في ذكرى ميلاده.. كيف حافظ عبد المنعم مدبولي على مدرسته الفنية؟
في ذكرى ميلاد الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، لا يمكن استدعاء اسمه بوصفه مجرد ممثل كوميدي، بل كأحد أعمدة الفن المصري الذين صنعوا الضحكة وفي داخلها معنى، وتركوا أثرًا لا يبهت مهما تغيّرت الأجيال.
في ذكرى ميلاده.. كيف حافظ عبد المنعم مدبولي على مدرسته الفنية؟
مدبولي لم يكن نجم إفيه أو صاحب ضحك عابر، بل كان مدرسة قائمة بذاتها، مزج فيها بين البساطة والعمق، وبين خفة الظل والوجع الإنساني، فخرجت شخصياته قريبة من القلب، تشبه الناس وتُشبه بيوتهم وهمومهم اليومية، من الموظف المكافح، إلى الأب القَلِق، إلى المواطن البسيط الذي يحاول النجاة وسط الزحام.
تميّز عبد المنعم مدبولي بقدرة نادرة على تحويل التفاصيل الصغيرة إلى لحظات صادقة، فكان صمته أحيانًا أبلغ من الكلام، ونظرة عينيه تحمل من المعاني ما تعجز عنه الكلمات.
لم يكن يضحك الجمهور فقط، بل يجعله يفكر، ويتعاطف، ويتأمل نفسه من خلال شخصياته.
وعلى خشبة المسرح، كان مدبولي واحدًا من صُنّاع الوعي الفني، ليس فقط بأعماله، بل بدوره في تأسيس فرق مسرحية خرّجت أجيالًا من النجوم، مؤمنًا بأن الفن رسالة ومسؤولية، وأن الاستمرارية الحقيقية تأتي من احترام الموهبة والعمل الجاد.
ورغم رحيله، ظل عبد المنعم مدبولي حاضرًا في الذاكرة، لأن ما قدّمه لم يكن مرتبطًا بزمن أو موضة، بل بإنسانية خالصة تعبر كل العصور.
فنان عاش بسيطًا، وترك خلفه تراثًا يبتسم له الجمهور كلما مر اسمه على الشاشة.



