مساعد وزير الخارجية الأسبق: اعتراف إسرائيل بأرض الصومال تطور خطير يهدد أمن القرن الإفريقي
أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الاعتراف الإسرائيلي الأحادي بما يسمى «أرض الصومال» يُعد تطورًا خطيرًا وغير مسؤول، يهدف إلى إرباك المشهد في واحدة من أكثر المناطق الاستراتيجية حساسية، وهي منطقة القرن الإفريقي، لما لها من تأثير مباشر على حركة الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس، وأمن الخليج والمنطقة بأكملها.
حجازي: الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال تطور خطير
وأوضح حجازي، في تصريحات تليفزيونية، أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا واضحًا لمبدأ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وهو المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه ميثاق الاتحاد الإفريقي، محذرًا من أن أي مساس بالحدود الموروثة يفتح الباب أمام اضطرابات إقليمية وانتعاش الجماعات الإرهابية مثل «داعش» و«الشباب».
وأشار إلى أن بيان وزارة الخارجية المصرية، ثم البيان المشترك لمجموعة الدول العابرة للأقاليم، وفّرا غطاءً ودعمًا دبلوماسيًا قويًا، مؤكدًا أن هذه الإجراءات الإسرائيلية لا ترتب أي حقوق قانونية ولا تغيّر من الواقع شيئًا، وإنما تعكس مسعى إسرائيليًا لإيجاد موطئ قدم عسكري في الإقليم، خاصة قرب ميناء بربرة، وبالتوازي مع تحركات إثيوبية في الاتجاه ذاته.
وشدد حجازي على أن مصر تتحرك على عدة مسارات لمواجهة هذا التطور، تشمل التحرك الدبلوماسي والسياسي عبر جامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي، ومجموعة الدول العابرة للأقاليم، مع إمكانية اللجوء إلى مجلس الأمن، فضلًا عن دعم الصومال أمنيًا من خلال المشاركة في قوة دعم الاستقرار بالقرن الإفريقي التي تبدأ مهامها مطلع يناير المقبل.
كما أكد أن توقيت الاعتراف الإسرائيلي يحمل دلالات خطيرة، خاصة مع محاولة ربطه بمخططات تهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن الموقف المصري كان ولا يزال حاسمًا في رفض أي سيناريوهات للتهجير القسري، سواء داخل المنطقة أو خارجها، وأن مصر نجحت في إفشال أخطر هذه المخططات منذ بداية الأزمة.
واختتم السفير محمد حجازي تصريحاته بالتأكيد على أن كشف هذه التحركات وفضح أهدافها كفيل بحشد موقف دولي رافض لها، والحفاظ على وحدة الصومال، وأمن البحر الأحمر، واستقرار المنطقة.
