الدكتور السيد البدوي لـ القاهرة 24: عدت لإنقاذ الوفد من التفكك.. وهناك مصالحة شاملة بلا إقصاء.. ولن أسمح بالمساس برؤساء الحزب السابقين
الخلافات غير السياسية نقلت الوفد من حزب عريق إلى ساحة وشاية ونميمة
عودتي ليست بحثًا عن منصب بل استجابة لنداء تاريخي لإنقاذ الوفد الإقصاء والانتقام يكتبان نهاية الوفد لا بدايته
تمثيل الوفد في القوائم لا يليق بتاريخه.. والرهان الحقيقي كان دائمًا على الفردي
لن أسمح بالمساس برؤساء الوفد السابقين.. هذه قواعد تربينا عليها
لا ترشح رئاسي في 2030 دون قرار الهيئة العليا.. اللائحة فوق الجميع
جاهز لنقل مصنع أدوية كامل إلى غزة فور بدء الإعمار
حين أعلن الدكتور السيد البدوي ترشحه لرئاسة حزب الوفد، لم يبدو الأمر كعودة اسمٍ قديم إلى أسوار بيت الأمة ببولس حنا، بل كظهور لاعب يعرف جيدًا دهاليز الحياة السياسية والحزبية المصرية، فهو الذي خاض معاركه في أصعب لحظات الدولة والحزب.. رجل جمع بين الخبرة السياسية والقدرة التنظيمية، وتولى قيادة حزب الوفد في واحدة من أكثر فتراته تعقيدًا، فترك بصمة لا تزال حاضرة في ذاكرة الوفديين والشارع السياسي على حد سواء.
اليوم، ومع تصاعد أزمات بيت الأمة وتراجع دوره، عاد اسم السيد البدوي ليفرض نفسه بقوة، ليس بحثًا عن منصب كما يذكر، بل استجابة لما يعتبره نداء مسؤولية تاريخية تجاه حزب قاد الحركة الوطنية لعقود، عودته جاءت في لحظة فارقة، يعاد فيها طرح الأسئلة الكبرى حول معنى الوفد، ودوره، وقدرته على استعادة مكانته كحزب مؤسسات لا حزب صراعات.
في حوار خاص مع القاهرة 24، يفتح الدكتور السيد البدوي قلبه للوفديين، ليكشف أسباب ترشحه لرئاسة الحزب، متحدثًا عن رؤيته لمصالحة شاملة تعيد للحزب هيبته وتنقذه من الانقسام، كاشفًا ملامح رجل يعود إلى الساحة من موقع القوة لا الدفاع، واضعًا إرث الوفد وتاريخه قبل أي اعتبار شخصي.
وإلى نص الحوار..
بداية.. كيف ترى وتقيم مكانة حزب الوفد في السنوات الأخيرة؟
للأسف، الخلافات الداخلية داخل حزب الوفد، وبعض الصراعات غير السياسية، فالاختلاف السياسي أمر صحي ومشروع، يُحسم بالتصويت ورأي الأغلبية، وهو جوهر العمل الحزبي، لكن ما حدث في الوفد خلال السنوات الأخيرة كان مختلفًا تمامًا.
فأنا لا ألوم رئيس الحزب، بل ألوم على بعض الشخصيات، وهم لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، فقد نقلوا الوفد من مؤسسة حزبية سياسية عريقة إلى مؤسسة يسودها الوشاية والنميمة والوقيعة والسباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والطعن في الأشخاص، وهو ما أساء للحزب وأبعده عن دوره الحقيقي في الشأن العام، وجعله منشغلًا بصراعات داخلية بدلًا من القضايا الوطنية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك وعود مُنحت لعدد كبير من أعضاء الحزب بعضوية مجلس النواب، وقد حدث هذا الأمر أيضًا في عهد المستشار بهاء أبو شقة، وتسبب ذلك في بعض الخلافات، لكن كان الأصح هو الاعتماد على الانتخابات الفردية، فما حدث مؤخرًا كان الاعتماد فقط على القائمة دون النظر إلى الانتخابات الفردية.
نسبة تمثيل الوفد في قائمة من أجل مصر، بانتخابات مجلسي النواب والشيوخ، ضئيلة ولا تليق بحزب الوفد، لكن حجم الصراعات كان مشهدًا ملحوظًا، الأمر الذي وضع الوفد في مكانة غير مكانته.
ففي انتخابات 2015 كانت حصة الحزب 8 مقاعد أيضًا، لكن نجح لنا 36 بالفردي، ودخل 70 مرشحًا جولة الإعادة، ولم أحزن من تمثيلنا الضعيف في القائمة وقتها، بل لم يحدث مثل ما نشاهده الآن، لأننا اشتغلنا في الفردي، وكنا الحزب المعارض الأكبر تحت قبة البرلمان، وكان لدينا رؤساء لجان مهمة، مثل النائب أحمد السجيني، والمستشار بهاء أبو شقة، بالإضافة إلى النائب طلعت السويدي، بل وقدمنا نماذج مهمة، وجيلًا أصغر، وكوادر تقود الآن المشهد الحزبي، فما حدث مؤخرًا ترك أثرًا سيئًا في نفوس من لم يُكتب لهم نصيب القوائم وتسببت في خلافات داخل الحزب.
لكن كيف ترى من غادروا الوفد وتوجهوا إلى أحزاب أخرى؟
بالفعل، توجه عدد كبير من الحزب إلى أحزاب أخرى، كان عندنا بيت الخبرة ومعهد الدراسات السياسية، وقد ساهما في إعداد كوادر سياسية وبرلمانية مؤهلة، إضافة إلى اتحاد شباب الوفد، الذي لعب دورًا وطنيًا مهمًا في مختلف المحطات السياسية.
فالوفد في ذلك التوقيت كان يعمل بأسلوب علمي سياسي، بل كان لدينا التفاف حول المشروع، بالإضافة إلى جبهة داخلية قوية، وبالتالي قدرنا نعمل حاجة، وهذا الجيل لا يزال موجودًا لكنه مبتعد لم يًُسمح له بالعمل.
في آخر حواراتك معنا تحدثت بأنك لا ترغب في الترشح لرئاسة الحزب مرة أخرى وتكتفي بمنصب كبير العائلة الوفدية.. فما الذي دفعك لتغيير الدفة وإعلان ترشحك لرئاسة الوفد؟
دائمًا ما أتحدث دون حسابات أو مناورات، وبصدق كامل فيما أقول بإذن الله، بالفعل، لم أكن أرغب في الترشح لرئاسة حزب الوفد، بل لم يخطر الأمر ببالي طوال السنوات الثماني الماضية أن أطرح نفسي مرة أخرى، وكنت مكتفيًا بمدتين فقط، استطعت خلالهما أن أنجو بالوفد من محطات شديدة الصعوبة في تاريخ مصر.
كنا سندًا للدولة المصرية في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وتشكلت جبهة الإنقاذ داخل بيت الأمة، وأنا من أطلقت عليها هذا الاسم تأثرًا بجبهة الإنقاذ الوطني التي تشكلت عام 1935.
وكان هدفنا منذ اليوم الأول ليس إسقاط جماعة الإخوان، بل إسقاط دستور الإخوان، وشارك الوفد حينها بما يقرب من 35 عضوًا في لجنة المائة، على رأسهم الدكتور عمرو موسى، وفؤاد بدراوي.

لهذا السبب، لم أكن أفكر في رئاسة الحزب مطلقًا، وحتى قبل أسبوعين فقط من إعلان نيتي الترشح، لم يكن الأمر واردًا على الإطلاق، لكن الوفديين مارسوا عليّ مطالب وضغوطًا كبيرة للترشح، إلى حد أنني لم أعد أستطيع النوم، بدأت تصلني رسائل تقول: إذا لم تترشح فأنت تخون تاريخ الوفد وتخون الوطنية المصرية.
إحدى الرسائل المؤثرة التي وصلتني قالت: عندما تقابل سعد باشا، والنحاس باشا، وفؤاد باشا، ماذا ستقول لهم؟ هل ستقول إنك اخترت راحتك ومصالحك وتركـت الوفد يضيع؟ هنا وجدت نفسي تحت ضغط أخلاقي كبير، والحقيقة أن هذه الرسائل حركت داخلي مشاعر عميقة، وجعلتني أفكر كثيرًا، إلى أن اتخذت قرار الترشح.
شعرت أن التخاذل عن هذه المسؤولية سيكون تقصيرًا في حق تراث الوفد، فنحن استلمنا الحزب وهو قائم على وضع سياسي واضح، ومن واجبنا أن نسلمه للجيل القادم كما استلمناه، عودة الوفد تمثل انتعاشة حقيقية للحياة السياسية والحزبية في مصر، ولذلك جاء تقدمي للترشح بدافع وطني خالص، ومن منطلق انتمائي لحزبي ولوطني.
البعض يرى أن الدكتور السيد البدوي هو المرشح التوافقي.. كيف تابعت ردود الأفعال الوفدية بعد إعلان ترشحك لرئاسة الحزب؟
أنا أعرف قدري جيدًا لدى الوفديين، ولم يحدث في أي وقت انقطاع في التواصل بيني وبين أبناء الحزب، أعرفهم جيدًا وأعرف أبناءهم، وردود الأفعال التي تابعتها بعد إعلان ترشحي جاءت متوافقة تمامًا مع توقعاتي، أنا أدرك أصالة الوفديين وعمق انتمائهم للحزب.
كنت عضوًا بالمكتب التنفيذي منذ عام 1994، وعضوًا بالهيئة العليا مع والد الدكتور محمود أباظة، وعشت كل المراحل التنظيمية والسياسية داخل الوفد، لذلك فإن هذا التفاعل لم يكن مفاجئًا بالنسبة لي، بل امتدادًا لعلاقة طويلة قائمة على الثقة والتاريخ المشترك، وفي النهاية، نحن مطالبون بأن نسلم حزب الوفد للأجيال القادمة كما تسلمناه، حزبًا قويًا، متماسكًا، ومعبّرًا عن دوره الوطني والسياسي الحقيقي.
لكن ماذا عن البرنامج الذي يعود به الدكتور السيد البدوي للحزب؟
ترأستُ حزب الوفد في ظروف قريبة إلى حدٍ كبير من الظرف الحالي، وكانت الصراعات الداخلية بين أبناء الحزب حاضرة بقوة، وكان الوصول إلى التوافق آنذاك مسألة شديدة الصعوبة ومع ذلك، بدأنا هذه التجربة، وشرعنا في مسار التوافق والمصالحة الداخلية، وحرصنا على ممارسة ديمقراطية حقيقية، بعيدة تمامًا عن الإقصاء أو الانتقام.

ومن هنا، فإن البداية الجديدة التي أسعى إليها اليوم يجب أن تكون بداية مصالحة شاملة، لا بداية تصفية حسابات، من يريد أن يبني لا يفكر في الانتقام، لأن الانتقام نقيض البناء التسامح وحرية الاختلاف جزء أصيل من التراث الوطني لحزب الوفد، لكنه غاب خلال الفترة الماضية، وكان غيابه سببًا مباشرًا في تفاقم الأزمات، لكن إذا بدأنا مرحلة جديدة في تاريخ الوفد على أساس الإقصاء أو الانتقام أو تصفية الحسابات، فنحن لا نؤسس لبداية جديدة، بل نكتب نهاية جديدة للحزب.
لدينا نماذج عديدة في دول مختلفة خاضت تجارب مماثلة، وكان أبرزها نموذج نيلسون مانديلا، الذي اختار طريق المصالحة وبناء الدولة بدلًا من الانتقام، فصنع تجربة إنسانية وسياسية خالدة، ومن هذا المنطلق، فإن رئيس الوفد الحالي والسابق، وكل من تولى رئاسة الحزب، لهم جميعًا كامل الاحترام والتقدير، ولن أسمح بالمساس بأشخاصهم أو النيل منهم بأي شكل هذه قواعد تربينا عليها داخل الوفد، أنا لا أدخل هذه المعركة لأكون رئيس حزب، بل أدخلها لأنني أؤمن بقدرتي على إعادة الوفد إلى ما كان عليه، حزبًا وطنيًا عريقًا، له مكانته ودوره في الحياة السياسية المصرية.
لكن إذا لم أستطع تحقيق ذلك، سأُعلن هذا الأمر بوضوح، وسأُعلن أسبابه دون تردد، ولن أتراجع عن مصارحة الناس إذا وصلت إلى قناعة بأنني غير قادر على الاستمرار، أتمنى ألا نصل إلى هذه النقطة، وأنا واثق في قدرتي على تحقيق التوافق بين جميع الأطراف الوفدية، حتى المتشاحنة فيما بينها، فترشحي ليس طمعًا في منصب، فقد عُرض عليّ تولي رئاسة الوزراء مرتين ورفضت، ولذلك أقول إن أفضل وأشرف منصب بالنسبة لي هو أن أكون «كبير العائلة الوفدية».
لا توجد أهواء أو تمييز بين الوفديين، فجميعهم على مسافة واحدة مني، والحزب يضم قيادات قادرة على تحمّل المسؤوليات في مختلف المواقع.
لكن ماذا عن رؤيتك لـ لائحة الحزب الداخلية؟
اللائحة بالفعل تحتاج إلى تعديل، لكن لا يمكن تعديلها من شخص، وبمشاركة جميع اللجان، والهيئة الوفدية، وسأسميها لائحة النظام الداخلي “دستور الوفد”، بالإضافة إلى تطوير برنامج السياسي لحزب الوفد، خاصة في ظل المتغيرات الجارية.
في أحاديثك السابقة وجهت انتقادات لسياسات الدكتور عبد السند يمامة بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية الماضية ومع وضعك في الاعتبار أن رئاستك للحزب في حالة فوزك ستستمر حتى عام 2030.. هل هناك احتمال أن تتبع نهجه في المستقبل وتقرر الترشح لـ منصب رئاسة الجمهورية؟
في عام 2018 قررت خوض الانتخابات الرئاسية، ولم يكن هذا القرار نابعًا من طموح شخصي، وإنما بدافع وطني خالص في ذلك التوقيت كان المرشح الوحيد هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كان يتمتع بشعبية طاغية، وكان لديّ قلق حقيقي من أن يُطعن في الشرعية الدولية للانتخابات في ظل وجود مرشح واحد فقط، خاصة مع شدة التربص الخارجي بمصر في تلك المرحلة.

قراري لم يكن يستهدف الفوز، ولم أكن أسعى إلى النجاح، بل كنت مدركًا تمامًا أن ترشحي في هذا التوقيت قد يُصوَّر باعتباري «كومبارس»، حتى إن ابني قال لي صراحة: «لو نزلت، أنا هانتخب الرئيس السيسي ومش هانتخبك» ومع ذلك، كنت أرى أن ما أقوم به هو دفاع عن بلدي، وقلت لنفسي إن الضباط الذين يستشهدون دفاعًا عن الوطن يقدمون دماءهم، وإذا كان عرضي السياسي سيتعرض للانتهاك في سبيل حماية سمعة مصر وشرعيتها الدولية، فهو أهون من نقطة دم تُراق لشهيد.
لكنني لم أكن أستطيع اتخاذ قرار الترشح بشكل فردي، فقررت دعوة الهيئة العليا لحزب الوفد لاتخاذ القرار، التزامًا باللائحة والتقاليد الحزبية إلا أن الهيئة العليا رفضت ترشحي، وأعلنت تأييدها للرئيس عبد الفتاح السيسي هذا الرفض فاجأني بشدة، خاصة أن أقرب الناس إليّ هاجمني داخل الهيئة العليا بعنف، حتى قبل أن نبدأ مناقشة الأمر.
وأؤكد هنا أنني لم أكن ضد ترشح الدكتور عبد السند يمامة من حيث المبدأ، وإنما كان اعتراضي الأساسي على عدم الرجوع إلى قرار الهيئة العليا فاللائحة واضحة، وإذا وافقت الهيئة العليا على الترشح، فحينها يكون القرار شرعيًا وملزمًا للجميع، بما فيهم أنا عند انتخابات 2030.
لننتقل معًا إلى إعلان بعض الأسماء ترشحها لرئاسة الحزب معك مثل الدكتور هاني سري الدين والدكتور ياسر حسان.. ما رسالتك لهم؟
تحدثت مع الدكتور ياسر حسان، وهو بمثابة «ابني»، إنسان نقي ومحترم ومثقف بدرجة كبيرة، دار بيننا نقاش قبل إعلانه الترشح، وأكدت له بوضوح أنني لم أعلن ترشحي لأكون ضده، وإنما استجابة لمطالب عدد كبير يمثلون الوفديين، بهدف استعادة ما فقده الوفد في الشارع السياسي، ياسر عزيز عليّ جدًا، ودخل حزب الوفد على يدي، وكان عنصر جذب مهمًا للعديد من الشخصيات الجيدة، ويؤلمني أن أكون في مواجهة معه، وسيكون بيننا لقاء قريب.
والدكتور هاني أحمل له المشاعر نفسها، فأنا من ضممته إلى حزب الوفد، ولا أزال سعيدًا به، فهو اسم وقيمة كبيرة لا يوجد بيننا أي خلاف، فنحن لسنا في صراع، بل دخلنا لخدمة الحزب، هذا المنصب ليس منصبًا تنفيذيًا، وإنما عبء مادي وسياسي وتنظيمي وإصلاحي كبير، ولا أحد يدخل هذه المعركة بحثًا عن منصب، وكلانا له مكانته وتقديره.
خلال مسيرتك داخل حزب الوفد تعرضت مرتين للفصل من الحزب بقرارات اتخذها رئيس الحزب مباشرة دون الرجوع إلى مكتب تنفيذي أو الهيئة العليا وفقًا للوائح الحزب في حالة فوزك برئاسة الحزب.. هل تنوي اتخاذ أي قرارات مشابهة بهذا الأسلوب؟
على مدار تاريخنا داخل الوفد، لم نخالف اللائحة أبدًا، ولن يحدث ذلك مستقبلًا أي فصل يتم دون تطبيق اللائحة لا يُعتبر فصلًا ولا يُعتد به، على سبيل المثال، الدكتور عبد السند يمامة أعاد عضويتي بعد أن فُصلت في عهد الرئيس الأسبق الدكتور بهاء أبو شقة، بينما قرار فصلي السابق أراه صادرًا في لحظة انفعال فقط، نفوسنا خالية من الضغائن، وعلاقتي بكل من الطرفين جيدة جدًا.
لنتقل إلى المشهد الحزبي العام.. كيف ينظر إليه الدكتور السيد البدوي خاصة في ظل تصدر قيادات كانت تحسب على الوفد؟
الوفد غني بقياداته وكوادره، وهناك العديد ممن ابتعدوا عن الحزب سيعودون تدريجيًا، وهذا يمنحني أملًا كبيرًا في استعادة جزء كبير ممن غادروا، فالوفد يمثل أساس الليبرالية في مصر، وهناك نقاط تشابه واضحة بينه وبين بعض الأحزاب الأخرى، مما يعزز دوره في الحياة السياسية.
كان لك حديثًا بإنشاء مصنع للأدوية في قطاع غزة.. ماذا عن تفاصيل ذلك؟
بالفعل، فور إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة بدأت التحرك مباشرة، إذ تربطني علاقات قوية بأهالي القطاع، كنت أرسل لهم قوافل غذائية وطبية منتظمة، ومؤخرًا تواصل معي أحد أصحاب المصانع هناك وعضو بنقابة الصيادلة، وأبلغوني بتدمير مصنعين بالكامل جراء الحرب، قلت لهم إنني سأقوم بإنشاء مصنع في غزة، وأنهم سيكونون شركاء في المشروع، إذ يوجد مصنع جاهز يمكن تفكيكه وإعادة تركيبه بالكامل، والماكينات متوفرة، مما يتيح بدء التشغيل في وقت قصير.

لكن المشكلة الأساسية تكمن في دخول خامات الأدوية عبر معبر كرم أبو سالم، حيث يفرض الاحتلال الإسرائيلي رسومًا مبالغًا فيها وتأخيرًا طويلًا لوصول المواد، ما يعوق التشغيل الفوري.
للتوضيح، هذه ليست المرة الأولى التي أقوم فيها بمشاريع إنسانية وتنموية، فقد أنشأت مصنعًا في السودان بقيمة 16 مليون دولار لصالح الشعب السوداني، لكنه مغلق حاليًا نتيجة الحرب وسيطرة قوات الدعم السريع.
نريد تقديم رسالة أخيرة للجمعية العمومية الوفدية؟
أنتم أصحاب القرار وأصحاب الاختيار، وأنا أطرح نفسي فقط لإعادة الوفد إلى مكانته التي يستحقها، القرار النهائي في أيديكم، وأثق تمامًا أن نجاح أي رئيس للوفد يتطلب جهدًا جماعيًا، فالوفد يحتاج إلى تعاون كل أطرافه الأصيلة، ولا يمكن لأي رئيس أن يحقق النجاح بمفرده.



