الموساد آخر من يعلم.. كتاب جديد للكاتب الصحفي حمادة إمام
أصدرت دار كنوز للنشر والتوزيع كتاب جديد للكاتب الصحفي حمادة إمام بعنوان: الموساد آخر من يعلم.. حكايات من دفتر إخفاقات المخابرات الإسرائيلية في مصر والعالم.
الموساد آخر من يعلم.. كتاب جديد للكاتب الصحفي حمادة إمام
وأكد الكاتب فى كتابه أن فشل التنبؤ بعملية طوفان الأقصى لم يكن الأول في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلي ولن يكون الأخير، فتاريخ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هو تاريخ طويل من الفشل والإخفاقات، رغم أنها اكتسبت منذ تأسيسها غموضا متعمد ساهم في انتشار القصص والأكاذيب المغلوطة التي تعظم من قوة هذه الوكالة في إطار الحرب النفسية المستمرة مع أعدائها في المنطقة والعالم.
وأضاف أن الموساد كجهاز تجسسي يعمل في الظلمة، بعيدا عن الأضواء وخارج أطر الرقابة القانونية والقضائية، أصابه الكثير من مظاهر الفساد والترهل والتضخم، وارتبط اسمه بسلسلة طويلة من الإخفاقات والعمليات الفاشلة التي هزت صورة الجهاز ألحقت ضررا بعلاقاتها على المستوى الدولي.
وأوضح أن بعد كل فضيحة كبرى أو فشل ذريع تعرض له الموساد، وتسرب ذلك إلى وسائل الإعلام، كانت الدعوة إلى ضرورة إجراء إصلاحات وإعادة تنظيم جذرية لأقسام وإعادة هيكلتها وتغيير رئيسها.
وكشف عن أن فترة الولاية القانونية المحددة لمنصب رئيس "الموساد"، مدتها خمس سنوات لكن أغلب الذين تولوا المنصب، اضطروا للاستقالة قبل انتهاء فترة ولايتهم المحددة، بسبب فضائح أو إخفاقات مني بها "الموساد" تحت رئاستهم، أشهرهم الجنرال داني ياتوم، الذى عينه عينه شمعون بيريس رئيسا للموساد في اذار 1996 من أجل تطوير الجهاز واحتواء تمدد فضائحه، إلا أنه اضطر إلى تقديم استقالته في فبراير 1998 بسبب تداعيات فضيحتي الفشل في اغتيال خالد مشعل بالأردن وفشل زرع اجهزة تنصت فى شقة احد قيادات حزب الله مقيم فى وسويسرا.
وأكد أن إسرائيل تسدل ومن خلفها أجهزة الاستحبارات الغربية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص، ستارا خرسانيا وتبني أسوارا صينية حول عملياتهم التي تفشل الواحدة تلو الأخرى، والتي قد تصيب مرة ولكنها تفشل مرات، حتى لاتتزعزع الثقة في حائط الأمن الاسرائيلى الذائع الشهرة والمصنوع من حوائط كرتونية.
وتابع: في ظل هذه الكثافة الدعائية كان من الصعب أن يتقصى أحد الحقيقة عن أكذوبة هذا الجهاز وفشل عملائه وسقوطهم متلبسين بالصوت والصورة ونشر صورهم وهم مكبلين بالقيود ويقادون إلى السجون، مع اعترافات صوتية لهم تكشف أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لا تختلف كثيرا عن حال المريض على جهاز تنفس صناعي لولا الضخ وعمليات تنشيط القلب الذي تمدها إليه أجهزة المخابرات الأمريكية بشكل خاص والأوربية بشكل عام لكانت فضائحة معلقة ومنشورة على كبرى الصفحات.
وانتقل الكاتب إلى نقطة أخرى يتناول فيه عمر الجهاز وتاريخ تأسيسه حيث كشف أن 76 عاما مرت على تأسيس الموساد، والإسرائيليون يتباهون بقوة أجهزة استخباراتهم ونوعية ضباطه، وكانت تصريحات زعمائهم وقاداتهم التاريخيين تؤكد أنه لا يجرؤ أحد على التغلغل داخل إسرائيل حتى جاءت عملية طوفان الأقصى لتسقط ورقة التوت من فوق جسد الأمن الإسرائيلي وتفتح الملف المسكوت عنه وتعلن عجز وفشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
واختتم الكاتب كتابه بعرض نماذج من فشل عمليات الموساد فى مصر والعالم أبرزها:
- في يوليو عام 1973 اغتال عملاء "الموساد" خطأ في منتجع "ليليهامر" الشتوي في النرويج نادلا مغربيا، اعتقدوا أنه المسؤول الفلسطيني (أبو حسن سلامة) عن منظمة أيلول الأسود، وقد اعتقلت السلطات النرويجية عددا من الإسرائيليين وحكم بسجنهم.
- في أغسطس عام 1973 أدت معلومات خاطئة قدمها "الموساد" إلى قيام طائرة حربية إسرائيلية باعتراض طائرة ركاب مدنية ليبية وإجبارها على الهبوط في إسرائيل ظنا أن زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جورج حبش، موجود على متنها، فتبين أنه لا يوجد بين ركابها أي مسؤول في المقاومة الفلسطينية.
- فى عام 1982 اتهم "الموساد" بأنه ساهم في جر وإقحام إسرائيل في المستنقع اللبناني بتقديمه معلومات وأحكام خاطئة ومضللة عن الوضع هناك، وخاصة ما يتعلق بقدرات حلفاء إسرائيل في المليشيات المسيحية المارونية في لبنان.
-في أبريل عام 1991 ألقى شرطي قبرصي القبض بمفرده على 4 من عملاء "الموساد" بينما كانوا يحاولون وضع أجهزة تنصت في السفارة الايرانية في نيقوسيا.
-في 25 سبتمبر 1997 اعتقلت السلطات الأردنية في العاصمة عمان، عميلين إسرائيليين إثر مشاركتهما في محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، خالد مشعل.
-اضطرت إسرائيل إلى إطلاق سراح المرشد الروحي الراحل لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين بعد سجن دام 8 سنوات مقابل إفراج السلطات الأردنية عن عميليها.


