دراسة تحدد طريقة فعالة للتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب وتجنب آثارها الجانبية
يواجه الكثير من الأشخاص صعوبة في التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب، حيث يعاني الكثيرون من آثار جانبية مروعة تشمل مشاكل في المعدة والتهيج والأرق، ومع تقديرات تشير إلى أن حوالي 7 ملايين بريطاني يتناولون أدوية موازنة المزاج، فإن معرفة كيفية إيقاف هذه الأدوية القوية من الفئة أمر بالغ الأهمية، ولكنه ظل لغزا محيرا للخبراء لعقود.
دراسة تحدد طريقة فعالة للتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب
وأوضحت نتائج دراسة حديثة، نشرت في مجلة لانسيت للطب النفسي، أن أفضل طريقة للتوقف عن تناول الحبوب هي تقليل الجرعة ببطء، بدعم من أخصائي الصحة العقلية المدرب، مثل الطبيب النفسي، وإن هذا قد يمنع الانتكاس لدى 20% من المرضى، مما يتيح لهم العيش بحرية أكبر وعدم الاعتماد على الأدوية الموصوفة.
وقالت الدكتورة ديبورا زاكوليتي، المشاركة في تأليف الدراسة: تشير نتائجنا إلى أنه في حين أن مضادات الاكتئاب فعالة في منع الانتكاسات الاكتئابية، إلا أنها ليست بالضرورة علاجًا طويل الأمد للجميع، ولا تستخدم مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب فحسب، بل لعلاج عدد من اضطرابات المزاج بما في ذلك القلق، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمة.
وتعمل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وهي واحدة من أكثر أنواع الأدوية الموصوفة على نطاق واسع، عن طريق زيادة كمية السيروتونين المتاحة، والتي يطلق عليها هرمون السعادة في الدماغ.
وأوضحت كريستين فيلونغ، الرئيسة المشاركة لجمعية الاكتئاب الفرنسية، بمجرد تغيير أو تقليل جرعة مضادات الاكتئاب، يصبح ذلك مصدر قلق للشخص، ولتقييم الأثر الصحي للإفراط في وصف الأدوية، قام خبراء من المركز المتعاون لمنظمة الصحة العالمية للبحوث والتدريب في مجال الصحة العقلية وتقييم الخدمات، بفحص أكثر من 75 دراسة للتوصل إلى أفضل طريقة لتوقف المريض عن تناول الدواء، ومن خلال تحليل السجلات الطبية لأكثر من 17000 فرد، وجد الباحثون أن الطريقة الأكثر فعالية هي خفض الجرعة تدريجيا إلى جانب زيارة المعالج، فإن هذا قد يساعد في منع الانتكاس لدى واحد من كل خمسة مرضى، ما يساعد بشكل كبير في تقليل عدد المرضى غير القادرين على التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب.


