الأربعاء 31 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

ما بين ملفات إبستن وفيلم spotlight علاقة وطيدة !

الأربعاء 31/ديسمبر/2025 - 05:38 م

في عالم يمتلئ بالأخبار السريعة كثيرًا ما تضيع الحقيقة بين الصمت والخوف وعندما ننظر إلى ملفات إبستين وفيلم Spotlight - إنتاج عام 2015 - قد يبدو أنهما قصتان مختلفتان لكن بينهما خيط واضح يجمعهما يكمن في هذا السؤال: كيف يمكن للسلطة والنفوذ أن يؤخرا الحقيقة وكيف يمكن للصحافة أن تعيدها إلى الضوء؟ 

فيلم Spotlight يحكي قصة حقيقية عن مجموعة من الصحفيين في صحيفة بوسطن جلوب؛ هؤلاء الصحفيون كشفوا عن تجاوزات خطيرة استمرت لسنوات داخل مؤسسة دينية كبيرة والمشكلة لم تكن في نقص الأدلة فقط بل في الصمت الذي أحاط بالقضية فالجميع كان يعرف شيئًا ما ولكن قليلين منهم تجرؤوا على الكلام، الفيلم يوضح أن الخطر الحقيقي ليس في الجريمة وحدها بل في استمرارها بسبب السكوت والخوف من المواجهة.

أما ملفات إبستين فهي تمثل واقعًا حديثًا صادمًا لرجل واحد يمتلك شبكة علاقات واسعة ونفوذ مالي كبير الأمر الذي ساعده على إخفاء الحقيقة لفترة طويلة؛ ورغم وجود ضحايا وشهادات بقيت الأسئلة معلّقة فلماذا تأخر الكشف؟ ومن كان يعلم؟ وهنا نرى أن الصمت لم يكن فرديًا بل شاركت فيه مؤسسات وإعلام ومجتمع انشغل بالقوة والأسماء الكبيرة ونسِيَ الضحايا!

الربط بين القصتين لا يعني أن الأحداث متشابهة بل إن الطريقة واحدة ففي الحالتين هناك ضحايا لم يُستمع إليهم ومؤسسات حاولت حماية صورتها بدلًا من حماية الإنسان، في Spotlight نرى كيف يمكن للصحافة الجادة أن تكسر هذا الحاجز خطوة خطوة وبصبر طويل، وفي قضية إبستين نرى ما يحدث عندما يتأخر هذا الدور لدرجة أن الجاني قد مات في 2019 وكأنه دفن أسراره معه في قبر واحد وأصبح ممنوع الاقتراب منها أو التصوير.

الفيلم يعلّمنا أن الحقيقة لا تظهر صدفة أو فجأة بل تحتاج إلى صحافة حرة وشجاعة تسأل الأسئلة الصعبة حتى لو أغضبت الأقوياء، وقضية إبستين تذكّرنا بأن غياب هذا النوع من الصحافة يسمح للظلم أن يستمر في الظل، فكم من إيستين يحيا بيننا في هذا العالم.

من زاوية أخرى، كان للجمهور دورًا مهمًا في Spotlight عندما بدأوا يهتمون ويشاركون وأصبح للصوت وزن أكبر، أما في قضية إبستين فقد ساهم الانبهار بالنفوذ والمال في التقليل من أهمية القصص المؤلمة لضحاياه، وهذا يطرح سؤالًا بسيطًا لكنه مهم: من نصدق؟ القوي أم المتألم؟

في النهاية يجتمع Spotlight وملفات إبستين عند رسالة واضحة تكمن في أن الصمت خطر والحقيقة مسؤولية مشتركة فالصحافة الحرة والوعي المجتمعي والشجاعة في مواجهة الخطأ كلها أدوات تمنع تكرار المأساة وعندما تُكشف الحقيقة لا نغيّر الماضي لكننا نحمي من خلالها المستقبل ونحمي معه الأجيال القادمة.

أخيرًا أسأل على طريقة صديقي الراحل المحاور والصحفي الكبير مفيد فوزي: هل لإسرائيل يد في تأخر ظهور الملفات بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها خاصة وأن علاقات جيفري إبستين بالموساد وباراك كانت قوية للغاية؟! مجرد سؤال.

تابع مواقعنا