زهران ممداني يصنع التاريخ كأول رئيس بلدية لنيويورك يؤدي اليمين الدستورية على القرآن الكريم
مع اقتراب منتصف ليل الأول من يناير 2026، تدخل مدينة نيويورك فصلًا جديدًا في تاريخها السياسي، بتنصيب زهران ممداني رئيسًا لبلديتها في مراسم تحمل دلالات رمزية غير مسبوقة، ويستعد ممداني، رئيس البلدية المنتخب حديثًا، لأداء اليمين الدستورية على القرآن الكريم، ليصبح بذلك أول رئيس بلدية في تاريخ نيويورك يؤدي القسم على كتاب الإسلام المقدس، في خطوة تعكس التنوع الديني والثقافي الذي يميز المدينة، وذلك وفقًا لما نشر في الماركا.
زهران ممداني يصنع التاريخ كأول رئيس بلدية لنيويورك يؤدي اليمين الدستورية على القرآن
ويبرز تنصيب ممداني هويته المتعددة؛ فهو مسلم، واشتراكي ديمقراطي، ويُعد من أصغر من تولوا هذا المنصب منذ أكثر من قرن، ما يمنح لحظة توليه طابعًا تاريخيًا وسياسيًا لافتًا.
ومن المقرر أن يتم انتقال السلطة عبر احتفالين منفصلين، الأول يُقام بعد منتصف الليل بقليل في محطة مترو الأنفاق المهجورة داخل مبنى البلدية القديم، وهو موقع تاريخي مغلق منذ عام 1945، ويُعرف بطرازه المعماري المقبب وأهميته الرمزية.
وخلال هذا الحفل الخاص، سيضع ممداني يده على نسختين على الأقل من المصحف الشريف، من بينهما نسخة عائلية خاصة، وأخرى كانت مملوكة للمؤرخ الأسود البارز أرتورو شومبورغ، الذي ارتبط اسمه بتأسيس مركز شومبورغ للأبحاث في الثقافة السوداء.
وتتولى المدعية العامة لولاية نيويورك ليتيتيا جيمس تحليف ممداني اليمين في هذا الحدث، في تأكيد على البعدين القانوني والرمزي للمراسم.
أما الاحتفال الثاني، فسيُقام في وقت لاحق من اليوم نفسه على درج مبنى البلدية، بحضور جماهيري واسع يضم آلاف المؤيدين ومسؤولي المدينة ووسائل الإعلام، حيث سيؤدي ممداني اليمين مجددًا مستخدمًا مصاحف من مقتنيات عائلته.
وسيقود مراسم هذا الحدث العلني السيناتور بيرني ساندرز، الحليف السياسي البارز لممداني وأحد رموز التيار الاشتراكي الديمقراطي في الولايات المتحدة.
دلالات رمزية وتحول سياسي
يحمل قرار أداء اليمين على القرآن رسالة واضحة حول الاعتراف بالتعدد الديني والتحولات الاجتماعية التي تشهدها نيويورك، إذ يجمع ممداني بين إيمانه الشخصي ومسؤوليته العامة، في مشهد يمزج بين الخصوصية الدينية والواجب المدني.
ولا يقتصر الحدث على رمزيته الدينية فقط، بل يعكس أيضًا تحولًا أوسع في المشهد السياسي للمدينة، حيث يمثل فوز ممداني صعود التيارات التقدمية وزيادة تأثير الناخبين الشباب، المطالبين بسياسات تركز على العدالة الاجتماعية، والقدرة على تحمل تكاليف المعيشة، وتوسيع دوائر التمثيل السياسي.


