الإثنين 17 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وكيل الأزهر السابق يعترض على طريقة الرؤية: أشبه بزيارات المسجونين

القاهرة 24
أخبار
الأحد 28/يوليو/2019 - 12:34 م

اعترض الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف السابق، على الطريقة التي يتم التعامل بها في مع الطفل المحضون واستضافته، مع أحد والديه.

وأوضح شومان في تدوينة مطولة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، “من الأمور التي تحتاج إلى معالجة هادئة عاقلة ، تحقق مصلحة المحضون وتحفظ حقوق والدية ،وتشبع عاطفة الأبوين تجاه والدهما – بعد الانفصال مهما كانت أسبابه ومن دون نظر إلى المتسبب فيه – مسألة رؤية المحضون لغير الحاضن ،وهو غالبا الأب حيث إن الحضانة حق للأم بلا نزاع ولاخلاف متى كانت صالحة لذلك وليس فيها مايخشى على تنشئة ولدها المحضون منه”.

وأشار إلى أن “وإذا كانت الحضانة خالصة للأم فلاينبغي بحال إغفال حق الطرف الآخر وهو الأب في رؤية ولده المحضون والاطمئنان عليه وعلى أحواله ،والرؤية بشكلها الحالي الذي يكون وفق إجراءات قضائية وبطريقة أشبه ماتكون بزيارات المسجونين ليست في مصلحة الطفل في المقام الأول ولاتشبع عاطفة الأبوة التي يحملها الوالد لولده ،ناهيك عن جو الريبة والحذر والترقب خوفا من اختطاف والد المحضون لولده في غفلة من الحاضنة!”.

وأكد أنه من الأفضل أن “يكون من الأنسب وبعيدا عن القوانين والتقاضي أن يوقن الأب والأم أن مصلحة ولدهما في استمرار صلتهما بقدر متوازن بولدهما رغم انفصالهما ،والابقاء على صورة الأبوين في نفس المحضون مثالية بعيدة عن التشويه المتعمد والمكذوب في كثير من الأحيان من قبل الأبوين ،حيث يجتهد كل واحد منهما في تشويه الآخر في نفس الطفل ليضمن التصاقه به ونبذ الطرف الآخر غير منتبهين إلى الأضرار الجسيمة التي تصاب بها نفسية الطفل وفقده الثقة والقدوة في والديه معا”.

وأضاف شومان: “وقد كان فقهاؤنا يملكون نظرة متقدمة بشكل كبير عن نظرة خبراء وحكماء العصر حيث نصوا في كتبهم القديمة على أحقية والد المحضون في أن يكون عنده ولده نهارا يؤدبه ويعلمه ثم يبيت المحضون عند حاضنته ليلا ففي المقنع لابن قدامة ، وإن اختار أمه كان عندها ليلاً وعند أبيه نهاراً؛ ليعلمه الصناعة والكتابة ويؤدبه، ففي المقنع لابن قدامة : ( يكون عندها -أي أمه- ليلا ويكون عند ابيه نهارا يعلمه الصناعة والكتابة ويؤدبه…) ، ومثل هذا النص في كتب مذاهب أخرى”.

وتابع: “ولو أن أحدا قال بهذا في زماننا فالله وحده يعلم حجم الحرب التي تشن عليه من جبهات كثيرة ، ولست أريد بكل تأكيد أن أكون هو ، فهذا الرأي تجاوزه الزمان وثقافات الناس ،لاسيما بعد تغير أنماط الحياة ونظم التربية والتعليم ،ولكن بقي المضمون يتسع لما يختلف حوله الناس اختلافا شديدا وهو مايطلقون عليه الاستضافة أو الاصطحاب”.

وتسائل وكيل الأزهر: “ما المانع أن يكون المحضون في حضن والده يوما في الأسبوع مثلا يعايش والده في بيته وبين إخوته من زوجة أبيه إن كان له من الأبناء غيره ،حتى يقف عن قرب على كيفية تعامل والده مع إخوته وزوجته ويألفهم جميعا ويعود إلى حضن أمه بقية الأسبوع؟! ويلزم الأب هنا أن يراعي مصلحة ولده النفسية فلا يذكر أمه إلا بخير كما يلزمها هي ذكر والده بكل خير حتى لايشب الولد معقدا كارها لأحدهما أو لكليهما ،ولامانع من عقاب الوالد بالحرمان من الاستضافة بشكل مؤقت إن تجاوز المدة المتفق على إقامة المحضون فيها عنده ، ولو أن الأب والأم اتفقا على هذا والتزما به لحققا مصلحة ولدهما ولتجنبا ساحات المحاكم ووفرا نفقات المحاماة والمواصلات والوقت لتربية المحضون ورعايته ،ولما كانت هناك حاجة إلى مايعرف بالرؤية بشكلها الحالي غير الملائم”.

تابع مواقعنا