الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رحلة رغيف الغلابة في الفيوم.. معاناة الأجساد النحيلة أمام لهيب الأفران (صور)

القاهرة 24
أخبار
الأحد 03/نوفمبر/2019 - 08:29 م

بين نار الفرن الملتهبة ونار انتظار الأهالي ومشاجراتهم لأولوية الحصول عليه، تنضج أرغفة الخبز وتملأ رائحته الأركان، فيما يتسابق العشرات من أهالي قرية السنباط التابعة لمركز الفيوم، للحصول على بعض الأرغفة من الأفران الحكومية التي تساعدهم في توفير طعام أبنائهم على مدار اليوم.

وبينما يتسابق الأهالي على باب “المخبز” للحصول على حصتهم من أرغفة الخبز، ويتشاجرون مع أصحاب المخابز على سرعة إعطائهم الخبز ليرحلوا إلى منازلهم لتحضير وجبة الإفطار لأبنائهم، يُعاني العاملون بالمخبز من الاحتراق بنيران الأفران الملتهبة التي جعلت أجسادهم النحيلة تتصبب عرقًا من أجل توفير الكمية المطلوبة إلا أنّ كثرة عدد أهالي القرية وعدم وجود مخابز كافية لخدمتهم يزيد الأمر صعوبة عليهم، حيث يتشاجر معهم الأهالي الذين لا يحصلون على الخبز.

قصتان مختلفتان بطلهما واحد وهو “رغيف الخبز” فداخل المخبز تجد خلية نحل يتنافس بداخلها العُمّال لإنهاء عملهم، فبينما يقوم أحد الشباب بخلط الدقيق بالماء لصنع العجين، يقوم آخر بتقطيع العجين إلى قطع دائرية، فيما يقوم الثالث بوزن العجين للتأكد من مطابقته للوزن المقرر، ليأتي آخر ويأخذ العجين ويضعه على سير الفرن لتسويته، لينتهي به المطاف “خبزًا ساخنًا” بين يدي أحد العاملين الذي يلتقطه من فوق السير ليبيعه للمواطنين.

وعن طريقة صناعة الخبز يقول محمد محمود الذي لم يتجاوز السابعة عشر من عمره، أنهم يقومون بعجن الدقيق مساء كل يوم بخلطه بالمياه والدقيق مع إضافة القليل من الملح والخميرة، ثم يترك ليختمر ويأتون في الثانية ليلًا ويقومون بتقطيعه وتركه ليختمر مرة أخرى، ثم يبدأون خبزه وتوزيعه مع آذان الفجر وحتى صلاة الظهر.

 

ولفت إلى أنّ هناك زحامًا شديدًا على المخبز يوميًا لأنّ الخبز مُدعم، بالإضافة إلى أنّ الخبز نظيف ومصنوع بطريقة جيدة، ويوفر عناء “الخبيز” داخل المنزل من قبل السيدات.

وعن صعوبات العمل في صناعة الخبز، يكشف “محمد” أنّ أكثر من يعانون جراء العمل في صناعة الخبز، هما واضعي الخبز على السير، وملتقط الخبز من فوق السير بعد نضجه بسبب تعرضهم لحرارة الفرن المباشرة لفترات طويلة، لذلك فهما الأعلى أجراً.

على جانب آخر، أشار محمد جمعة أحد أهالي القرية إلى أنّ الأهالي يذوقون العذاب ألوانًا من أجل الحصول على رغيف خبز خصوصًا أنّ عدد أهالي القرية يتجاوز 35 ألف نسمة، ولا يوجد بها سوى مخبزين فقط، وبالتالي ما يقرب من ثلث القرية لا يتمكنون من الحصول على الخبز، وتحدث بينهم مشاجرات كثيرة بسبب أولوية الحصول على الخبز.

وبيّن أنّ أهالي القرية، ينتظرون أمام “المخبز” من الثانية منتصف الليل لضمان الحصول على الخبز، ومن يتأخر ينتظر طويلًا ويرحل إلى منزله بأيديه فارغة بسبب نفاذ الخبز، مؤكدًا أنّهم قاموا ببناء مخبزًا لتلبية متطلبات القرية، وعندما قدموها إلى وكيل وزارة التموين السابق بالفيوم، طلب منهم أن يحضروا توقيع أحد أعضاء مجلس النواب عن دائرتهم وبالفعل أخذوا التوقيع، ولكنه رفض الموافقة على تشغيل المخبز بحجة عدم وجود حصص دقيق زائدة، وعندما تتوفر سيتم تشغيله ومر على ذلك أكثر من عامين دون جدوى.

وطالب “جمعة” مسؤولي التموين بمحافظة الفيوم، بالموافقة على تشغيل المخبز الثالث لتوفير حاجات أهالي القرية من الخبز، ولضمان العدالة الاجتماعية بينهم، من أجل أن يحصل كل شخص على الخبز دون ظلم لأحد.

يذكر أنّ الفراعنة هم أول من اخترعوا الأفران وكانت تتكون من طابقين وتبنى من الطمي، يتم تسوية الخبز من الأعلى بواسطة إشعال النيران في الحطب والأخشاب بالأسفل، وكانوا يخبزون أكثر من رغيف في وقت واحد، بعدما عرفوا طريقة صناعته بالصدفة حينما ترك شخصًا العجين على صخرة وخُبز بواسطة حرارة الشمس، ومن هنا بدأ خبز “العيش” وما يثبت صحة ذلك  الرسومات الموجودة على جدران مقبرة الملك رمسيس الثالث.

    

تابع مواقعنا