الأحد 16 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

دمج العلوم باللعب.. صيادلة يؤسسون “شغف” لتعليم الأطفال الكيمياء داخل معامل صغيرة (صور)

القاهرة 24
كايرو لايت
الأحد 10/نوفمبر/2019 - 11:40 م

“ماما أنا كنت النهاردة طبيب طول اليوم” بهذه العبارة يوضح الطفل الصغير الذي لم يتجاوز عمره أربع سنوات فرحته ودهشته لوالدته مدللًا ببطاقة “ID” التي تحمل لقب طبيب قبل اسمه، ويسهب طفل آخر في الحديث عن كيفية فوزه في سباق وكان أسرع طفل، من وسط بقية أصحابه، ينفخ في وسط حمضي لونه “بمبي” ويحوله لوسط شفاف عن طريق غاز ثاني أكسيد الكربون الخارج من فمه عند التنفس، في تجربة علمية أجراها الطفل داخل “مدرسة شغف” التي مكنتهم من تحقيق أحلامهم في أن يكونوا أطباء ولو لمدة يوم واحد.

18/3/2018 كان بداية الرواج لأسرة “شغف” المكونة من 6 أفراد أساسيين من خريجي وطلاب كليات الصيدلة، ثم ازداد عددهم مع الوقت ليصل الآن لـ 24 شخصًا، ولكن هذا التاريخ ليس هو بداية “فكرة شغف” التي بدأت مع مروة الدالي، طالبة بصيدلة القاهرة، منذ صغر سنها، والتي قالت لـ”القاهرة 24″ إنها حينما كانت طفلة صغيرة كانت تحلم بأن تكون عالمة وتكتشف اكتشافات جديدة تفوز على إثرها بجائزة “نوبل”، حتى أنها كانت تجلس “تحت الشجرة” منتظرة أن تسقط عليها فاكهة غير التفاحة لكي تكتشف شيئًا جديدًا غير الجاذبية التي اكتشفها “نيوتن”.

مجموعة شغف لتعليم الأطفال
مجموعة شغف لتعليم الأطفال
مجموعة شغف لتعليم الأطفال
مجموعة شغف لتعليم الأطفال

وتابعت، أنها لم تكن تعرف الكلية التي تمكنها من تحقيق ذلك عندما تكبر، ولم تجد سوى إجابة واحدة على أسئلتها الغريبة وهي “ذاكري وكوني من الأوائل حتى تدخلي كلية علمية وتكملي فيها الدراسات العليا وتستطيعي عمل الأبحاث التي من شأنها أن تفيد الناس”، وبالفعل ظنت مروة أن كلية الصيدلة ستكون بدايتها العلمية، لكنها أحبطت من نظام التعليم النظري داخل الكلية.

الطفل حمزة، ابن شقيق مروة، كان هو كلمة السر لانطلاق فكرة “شغف” لدى الصيدلانية الصغيرة، فقد رأت مروة فيه نفسها حينما كانت طفلة صغيرة، نفس الفضول ونفس التساؤلات والتعجب، الأمر الذي أشعر مروة بالمسئولية تجاه حمزة، وقررت أن تساعده وتجيبه على كافة أسئلته، ما أدهش حمزة وأصدقائه.

وبحسب صاحبة فكرة شغف: “عرضت الفكرة على أصحابي وحبوها لأنهم كان عندهم نفس الفضول وهم صغار وبأقل مجهود كنت مكونة الفريق، ومن ضمنهم محمد صلاح وعبدالله وتسنيم عصام وتسنيم علي وندى ويمنى ومصطفى هم أساس الفريق وجميعهم من كلية صيدلة، وبعد تكوين جروبنا أصبح الموضوع سهلًا وبدأ ينضم لنا ناس من هندسة وعلوم مختلفة ومغمورة بالنسبة للأطفال مثل الميكروبيولجي والزواحف والوراثة والإلكترونيات وغيرها”.

مجموعة شغف لتعليم الأطفال
مجموعة شغف لتعليم الأطفال
مجموعة شغف لتعليم الأطفال
مجموعة شغف لتعليم الأطفال

وعن تسمية المجموعة باسم “شغف”، أرجعت مروة سببها لحمزة ابن أخيها، الذي أخبرها أن كلمة “شغف” سهلة على لسان الأطفال وتستطيع الأطفال أن تتداول الاسم بسهولة، كما أن الاسم يحمل رؤية المجموعة حيث إثارة الشغف لدى الأطفال في مجال العلوم.

وأردفت مروة: “صغر سننا ساعدنا على النزول لمستوى الطفل حتى في الحديث، والتعامل معه بطريقة يفهمها، لازم نفكر في كيفية لفت انتباه الطفل للعلم وذلك بدمج العلوم باللعب وهذا الأمر يكلفنا الكثير بدنيًا وماليًا، فالمواد الكيميائية التي نستخدمها مرة واحدة لا تصلح للاستخدام مرة أخرى مما يجعلنا نوفر الأموال باستمرار، فحينما تتحول الفكرة من ورق لواقع تكلف الكثير، وكل هذا أتكبده بشكل شخصي، فوالدتي وأخي دائمًا يعطوني الأموال للاستمرار فيما أفعل”.

وتستكمل مروة سرد الصعوبات التي تواجهها مبينة أنها تصطدم في بعض الأحيان بثقافة الناس المحبطة، التي تستهين بفكرتها وتقلل منها، مدعية في ذلك أن الأطفال ستقوم بعمل التجارب حينما يكبرون، فلم العجلة؟.

مجموعة شغف لتعليم الأطفال
مجموعة شغف لتعليم الأطفال
مجموعة شغف لتعليم الأطفال
مجموعة شغف لتعليم الأطفال

وأوضحت صاحبة الفكرة، أن رد فعل الأطفال هو الدافع لاستمرارها، فالأطفال عادةً ما تنبهر بما تفعله “شغف”، حيث أخبرتها أم ذات يوم أن ابنها ولأول مرة يستطيع فهم آلية عمل القلب، بالإضافة إلى سرور الأطفال عندما يحكون عن “شغف” لأسرهم وذويهم.

وعن النشاط الذي تقوم به مجموعة شغف، فأشارت مروة إلى أن شغف، على سبيل المثال، تقوم بتهيئة الطفل عن طريق عرض أفلام تتحدث عن الزواحف بجودة عالية ثم بعد ذلك يقوم مهند “متخصص في علم الزواحف”، بشرح كل ما يخص الزواحف للأطفال بشكل يؤهلهم من الإمساك بالثعابين والضبوب والتماسيح، بل وتربيتها على أسس علمية دون خوف.

أما عن تجارب “شغف” في الكيمياء، فعددتها الصيدلانية الشغوفة، حيث إنهم يملئون بالون بغاز الهيدروجين ويشعلونها، فيفهم الطفل عبارة “غاز الهيدروجين يساعد على الاشتعال” التي يقرأها في منهجه بشكل نظري دون تخيل دقيق لذلك، كما أن مجموعة شغف توفر لهم مواد علمية من شأنها إنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون ثم تعرضه لشمعة فيطفئها، فيتأكد الطفل هنا من عبارة “غاز ثاني أكسيد الكربون يطفئ النيران”، وهكذا العديد من التجارب العلمية على كل المعلومات في كافة المجالات العلمية حتى يعي الطفل منذ صغره حقيقة المواد العلمية ويحدد طموحه المستقبلي وفق رغبته.

وكشفت مروة عن نيتها في تهيئة مكان ليصبح كمركبة للفضاء، وكذلك ستقوم بتفصيل بدل فضاء، ليحاكي الطفل بيئة مركبات الفضاء وكأنه رائد فضاء، ثم سيقدمون كافة المعلومات العلمية الخاصة بالفضاء في شكل مبسط يستقبله الطفل في سن الأربع أو الخمس سنوات.

وذكرت أن فريق شغف يلاقي صعوبة في تجميع المعلومات من الكتب العلمية في كافة التخصصات، فالكتب العربية في هذه العلوم قليلة وغير كافية، ولذلك فإن الفريق يقوم بترجمة الكتب الأجنبية بعد البحث عنها، ويحاول تبسيط المعلومة حتى يقدمها للطفل في شكل يفهمه ويحبه.

مجموعة شغف لتعليم الأطفال
مجموعة شغف لتعليم الأطفال
مجموعة شغف لتعليم الأطفال
مجموعة شغف لتعليم الأطفال

وعن السلامة والحماية داخل معامل الأطفال، بيّنت الصيدلانية أن فريق شغف يعرف جيدًا الاحتياطات المُتخذة عند إجراء التجارب الكيميائية للأطفال، فمعظم الفريق من طلاب الصيدلة ومعتادون على دخول المعامل، فقبل إجراء التجربة للطفل يقوم الفريق باختبارها وتحديد أبعادها، بالإضافة إلى أنهم يجرون التجربة في أجواء معينة.

وأسهبت: “نحن نراعي ما تتطلبه التجربة أثناء التنفيذ، هل يجب أن تتم في مكان جيد التهوية أو مكان ليس به تهوية، ولو هناك مواد مفرقعة ننفذها نحن بعيدًا عن الطلاب على أن يكتفوا هم بالمشاهدة، أما التجارب البسيطة فيقومون هم بتنفيذها بأنفسهم، بالإضافة إلى أن المكان مزود بطفايات حريق في كافة أنحائه”.

تتمنى مروة أن تصبح “شغف” معروفة وواسعة الانتشار في مصر ويزداد عدد الأطفال بداخلها، حتى تصبح “شغف” مكانًا كبيرًا مثل مدينة “ديزني لاند” للأطفال، يسود فيها الانبهار منذ أن يدخلها الطفل حتى الخروج منها، وما يساعدنا حاليًا في تحقيق ذلك هو رسم شخصية لأعضاء “شغف” عن طريق الرسم على الوجه والملبس وحتى الشعر بحيث يتعرف الطفل على أعضاء شغف من شكلهم فقط.

تابع مواقعنا