الثلاثاء 14 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الاكتئاب والتوتر أكثر الأمراض النفسية انتشارا في بيئة العمل

القاهرة 24
صحة وطب
الجمعة 20/ديسمبر/2019 - 11:30 م

أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن هناك نوعان من الأمراض الناتجة عن بيئة العمل حيث أن الأمراض النفسية وأخرى نفسية ذات خلفية اجتماعية.

وأوضح هندي لـ”القاهرة 24“، أن بيئة العمل الضاغطة المتمثلة في طبيعة العمل القاسية، وقوانين المؤسسة وأسلوب الإدارة داخل هذه البيئة ووسائل الاتصال الرسمية وغير الرسمية تضغط العامل، وتصيبه بالقلق والتوتر والعصبية.

أما عن الأمراض النفسية ذات الخلفية الاجتماعية، أضاف الطبيب النفسي أنها أمراض غير مكتسبة من بيئة العمل، ولكنها أساسها التكوين النفسي للموظف الذي يكون متشبع بها من تربيته وأسرته مثل الحسد والنميمة والوشاية ونقل الكلام والإيقاع بين الناس.

وعدد هندي، سمات بيئة العمل الضاغطة، حيث القوانين المغلظة، ووجود عقاب دون ثواب أو تحفيز، وسائل التواصل بداخلها رسمية فقط، وليس بها مشاركة إنسانية، كل ذلك من شأنه أن يجعل الموظف شاعر بعدم انتماء للمؤسسة ويؤدي مهامه دون إبداع.

وأضاف: “الموظف في بيئة العمل الضاغطة بيشتغل على قدر الفلوس التي يأخذها، الحمل النفسي الواقع عليه يذهب معه لمنزله، ويصحي بيه تاني يوم عنده كسل وبطء في الإنتاج، ولو تثنت له الفرصة هينال من المؤسسة في أسرع وقت من خلال التزويغ، وعدم الكفاءة في العمل وكسر قواعد ولوائح المؤسسة، حيث يصبح سريع الاستثارة وعصبي وانفعالاته غير موجهة، ودائما ما يثير المشكلات مع الزملاء الذين غالبا هتكون شبكة العلاقات بينهم مخترقة”.

الأمراض النفسية

وأكد استشاري الصحة النفسية، أن هناك دراسات نفسية ذكرت أن العاملين ببيئة عمل ضاغطة مسببة لأمراض نفسية أكثر عرضة للتدخين وتناول المهدات والمشروبات المكيفة المليئة بالكافيين، من نظرائهم العاملين ببئات عمل غير ضاغطة.

وتابع، المشكلات العصبية والنفسية للعاملين بالمؤسسات الضاغطة تذهب معهم لبيوتهم، وقد لوحظ أن معدلات الشجار الأسري وحالات العنف ضد الأطفال ومعدلات الطلاق للعاملين بمؤسسات ضاغطة أكثر من نظرائهم في بيئات عمل عادية.

وبين هندي: “الأمراض النفسية الناتجة عن بيئة العمل الضاغطة تمتد على المدى البعيد إلى أعراض اكتئاب وانسحاب اجتماعي، ونقد دائم مصاحب بملل، وللأسف ليس في مصر عيادات متخصصة لاستقبال المرضى الذين يعانون من ضغوط في العمل، ولذلك فهم يلجأون لجماعات الأقران والمقاهي، ومؤخرا المكوث طويلا أمام شاشات التليفون لخلق عالم موازي كوسيلة للتنفيث”.

“القاهرة 24” يُطلق حملة “كونوا رحماء” للتوعية بالأمراض النفسية ودعم ذويها

وعن حالات المرضى من ضغوط العمل، فأوضح هندي، أنه قليلا ما يقابل مريض نفسي بسبب ضغوط العمل، فهو بالفحص الإكلينيكي يعرف أن المريض يعاني من ضغط العمل، فالمصري دائما ما يميل لدسمنة المرض النفسي، حيث أن المرض النفسي يأخذ شكل عضوي، مثل خشونة في الركبة أو آلام في الظهر وتساقط الشعر والحكة الجلدية وصعوبة في التنفس، ولذلك فهم يذهبون لطبيب عضوي، كل ذلك  دون جدوى لأن هذا عرض وليس مرض.

الإدارة بالمشاركة هي أفضل طرق العلاج من الأمراض النفسية الناتجة عن بيئة العمل من وجهة نظر الطبيب النفسي، حيث إنه لابد من تطوير لوائح العاملين بالمؤسسات بشكل يتماشى مع معطيات العصر الحديث، واحتياجات منسوب العمل.

وأسهب هندي، في وضع روشتة علاج للمرضى النفسيين نتيجة بيئة العمل، حيث انتقاء الكفاءات في الإدارة بعيدا عن الواسطة والمحسوبية، ومراعاة البعد الإنساني في صياغة نظم وقوانين المؤسسة، والاعتماد على وسائل التواصل غير الرسمية داخل مؤسسة العمل.

وأردف: “يجب الاهتمام بالموظف كإنسان وعدم التعامل معه كآلة من خلال التعرف على مشكلاته ودراسة شخصيته ووضع محفزات له وإقامة العديد من الأنشطة التي تساعد على الارتقاء بالعمل مثل اختيار الموظف المثالي، وعمل أعياد ميلاد جماعية مع عقد لقاء مفتوح بصفة دورية مع رئيس العمل للفضفضة والحديث عن المشكلات التي قد تؤثر على مستوى كفاءة الموظف”.

تابع مواقعنا