السبت 18 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بطريرك الأقباط الكاثوليك: نصلي من أجل الرئيس السيسي لمواصلة العمل لإسعاد المصريين

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الثلاثاء 24/ديسمبر/2019 - 11:32 م

هنأ بطريرك الأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق، جميع أبناء الكنيسة القبطية الكاثوليكية في مصر وبلاد المهجر، بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

وقال إسحق، شكرًا للرب الذي مكننا أن نجتمع باسمه، هذه الليلة، لنرفع قلوبنا إلى فوق ونحتفل بعيد ميلاده، مع مئات الملايين الذين تفيض قلوبهم غبطة وشكرًا وخشوعا لهذه الذكرى العطرة. وهي ليست مجرد احتفال طقسي أو عادة لتقليد مسيحي، إنما هي فرح عظيم لاستقبال ميلاد الرب يسوع في قلوبنا وفي حياتنا.

وأضاف، جدير بالانتباه أن أوَّل الأسئلة في الكتاب المقدس هو سؤال الله للإنسان “آدم ادم أين أنت؟” فاجاب آدم «سمعت وقع خطاك فخفت لأني عريان فاختبأت» (تك3 : 9 _ 10).

ويهرب الإنسان من الله لأنَّه خائف، فلماذا يخاف منه؟ بينما ألفته السابقة معه تؤكد العكس. وهذا السؤال مازال مطروحًا على كل واحد فينا. أين أنت؟ أين أنت من ثقة الله فيك ومحبته لك وانتظاره لتجاوبك معه؟.

وتابع، هناك فرق شاسع بين مخافة الله بمعنى احترام قدسية حضوره في حياتي، وبين الخوف منه بناءً على تصورات سلبيّة غير حقيقية عنه، كما لو كان خصمًا للإنسان وكأن رفعة الله لا تقوم إلاّ على الحطّ من قيمة الإنسان وكرامته وكم من الفلاسفة عبروا عن هذا الفكر المشّوه، وهذا الخطر الذي يهددنا دومًا. وقد يدفع الخوف من الله إلى نوعين من التطرف.

فإمَّا أن ينكر الإنسان وجود الله على الصعيد النّظريّ أو على الصعيد الحياتيّ فيعيش كما لو كان الله غير موجود بالمرة أمَّا التطرف الثاني فهو عيش العلاقة مع الله كنوع من العبوديّة خوفًا من غضبه وبالتالي من عقابه، مما يدفع البعض إلى التعصب ورفض الآخر ظنًا منه أنَّه يدافع عن حقوق الله، بينما هو لا يستخدم أساليبه.

في حدث ميلاد الرّبِّ يسوع، الذي نحتفل به، يبحث الله عنا من جديد، يبحث عن المختبئين خوفًا، وإليهم يرسل ملاكًا يقول لهم لا تخافوا، هاأنذا أبشركم بفرح عظيم، إنها رسالة قوية قادرة أن تكسر قيود الخوف.

واستكمل: الهدية على قدر الشخص الذي يهديها، فماذا يا ترى يهدي الله غير ذاته؟! وهل هناك أروع من ذاته؟ هناك تمييز بين الغني والكريم والجوّاد فإذا كان الغنى هو مَن يمتلك الكثير، والكريم هو من يعطي مما يمتلك، فالجواد هو يعطي ذاته «هكذا أحب الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (يو 3: 16)

الله يعطي ذاته لكي يخلصنا. مماذا يخلصنا ؟ يخلصنا من الخوف غير المبرر منه، إذ نكتشف عمق محبته للبشر، ولأننا نصبح أبناءه.

يخلصنا من سلطان الشر وطغيانه، لأننا بنعمة روحه القدوس نهزم الشر بالخير «لا تدع الشر يغلبك بل أغلب الشر بالخير» (رو ٢١:١٢) فنكون اداة للسلام ونزرع الحب والغفران حيث الحقد والكراهية (صلاة القديس فرنسيس الأسيزي).

يخلصنا من أنانيتنا، على المستوى الفرديّ والجماعي، التي تجعلنا نحوّل كُلّ حياتنا إلى حالة حرب دائمة ضدّ كل من نظن أنَّهُ يهدد سلامنا وسعادتنا. بينما “المحبة لا تعرف الحسد ولا التفاخر ولا الكبرياء، لا تسئ التصرف ولا تطلب منفعتها ولا تحتد ولا تظن السوء، ولا تفرح بالظلم بل تفرح بالحقَّ، المحبة تصفح عن كُلّ شيء وترجو كُلّ شيء وتصبر على كُلّ شيء، المحبة لا تسقط أبدًا” (1 كور 13: ٤-٧)

لأن الله محبة، وهذا ما يتجلى في هذه الليلة بالذات.

وأكمل، هذا الفرح ليس حكرًا على أقليّة ولا على نسل معين من البشر، لأنَّه مقدَّم لجميع الناس دون استتثناء. ولكن أي فائدة من الملح إذا لم يختلط بالطعام؟ وأي فائدة من النور إذا تمت تغطيته؟ وأي فائدة من الخميرة إن لم توضع في العجين؟

كم نحنُ في حاجة إلى أن نعيد اكتشاف قوة وجمال هذه البشرى وهذا الفرح، فان الله يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحقّ يبلغون، وهو يريد أن يمتلئ بيته في وليمة الخلاص. فكم من النفوس تموت جوعًا ويسوع هو خبز الحياة، وكم من النفوس تموت من الظلمة ويسوع هو نور العالم، وكم من النفوس تموت من العزلة، والله يقول نعيمي أن أكون بين بني البشر. هذا الفرح العظيم، الذي أعلنه الملائكة منذ أكثر من ألفي عام للرعاة، هو لجميع الناس وعلينا نحنُ اليوم أنْ نعلنه ونشهد له بالحياة قبل الكلام وبالأفعال قبل الأقوال.

وأردف، أدعوكم في هذا المساء إلى أن نصلي ونفكر في مَن نقص عندهم هذا الفرح، من الآباء والأمهات الذين يعيشون في قلق من عدم قدرتهم أن يوفروا لأبنائهم حياة إنسانيّة كريمة من المرضى الذين لا يجدون العلاج اللازم والرعاية الواجبة من كبار السن الذين يعيشون في خوف من كونهم غير مفيدين لأحد بل يمثلون عبئًا حتّى على أقرب المقربين اليهم.

نفكر ونصلي أيضًا من أجل الفرح الذي ينقص لدى الأجيال الشابة، فكم من خريجيين لا يجدون عملاً وكم من الأطفال ينشأون في أجواء عائلية غير مستقرة فيكونون ضحايا الصراعات نفكر ونصلي من أجل كُلّ المهمشين والمعوزين واليائسين الذين يعيشون فيما بيننا.

ليكن احتفالنا بعيد ميلاد الربّ يسوع مناسبة لاستعادة وزيادة الفرح الحقيقي الذي لا يعطيه إلاّ الله. وبدورنا نسعى أن نجسّده عمليًّا للآخرين. هذا هو المعنى الجقيقي أن يكون الفرح العظيم لجميع الناس والذي انطلق ليلة عيد الميلاد المجيد.

ونرفع صلاتنا متحدين مع قداسة البابا فرنسيس الذي يجول على مثال معلمه يسوع يصنع خيرًا وينشر الفرح في قلوب الأكثر احتياجا، ليمنحه الرب الصحة والقوة.

نتحد في الصلاة مع أصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك الذين ملأ لقاءهم، في اجتماعهم الدوري بالقاهرة نهاية الشهر الماضي حول موضوع “الإعلام في خدمة الإنجيل”، قلوبنا بالفرح والبهجة. ليمنح الرب بلادنا السلام والفرح والأمان.

ونصلي من أجل وطننا الغالي مصر، ومن أجل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، وكل المعاونين له في خدمة الوطن، طالبين لهم الصحة والعون لمواصلة العمل من أجل كرامة وسعادة كل المصريين.

واختتم نصلي ونهنئ كل الذين يحتفلون بعيد ميلاد الرب يسوع من اليوم وكل الأيام المقبلة، متمنيين ان يغمر فرح المسيح قلب كل إنسان،عمانوئيل، الله معنا، إليك نطلب تعال إلى بيوتنا ومجتمعنا لتبهج القلوب الحائرة والنفوس المضطربة واملأ بالسلام والفرح كل من تشتاق حياتهم إلى قوة ومعنى وفرح وسلام، بشفاعة أمنا القديسة مريم العذراء.

وكل عام وبلادنا وعائلاتنا وحضراتكم بألف خير.

تابع مواقعنا