الإثنين 27 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

واجهت الظروف بالعمل وتحلم بـ”الستر”.. قصة “نسمة” من بكالوريوس نظم ومعلومات لقيادة “تاكسي” (صور وفيديو)

القاهرة 24
أخبار
الثلاثاء 11/فبراير/2020 - 09:23 م

يومًا بعد الآخر تُثبت بنات حواء مدى قدرتها على الصمود ومواجهة أحلك الظروف حتى وإن تخلى عنها الجميع، وهو ما جسدته “نسمة أحمد فرج” السيدة ذات الأربعة وثلاثين ربيعًا، بنت بندر ديرب نجم بمحافظة الشرقية، الحاصلة على بكالوريوس نظم المعلومات؛ إذ كان انفصالها عن زوجها وطردها من شقتها وتحملها لمسئولية أطفالها الثلاثة في غياب الزوج مجرد جزء من معاناة كبيرة عاشتها وتحملتها حتى أصبحت نموذجا يُشار له بالبنان ويتمنى الجميع أن يحذو حذوها.

تقول نسمة لـ”القاهرة 24″، إنها تزوجت قبل 14 سنة، زواجًا أثمر عن إنجاب ثلاثة أطفال (ولد وبنت توأم بعمر 12 سنة، وطفلة بعمر 5 سنوات ونصف)، لكن قبل أن تأتي طفلتها الصغيرة “ساندي” للحياة كانت الظروف بدأت في إظهار وجهها العابث بوجه الأم وطفليها (علي وسلمى)؛ بعدما استمر زوجها برحلة عمله في الأراضي السعودية، إذ توفي والده وطمع شقيقه في الشقة التي كانت تأويها هي وأطفالها وطردها في الشارع بعدما استغل غيابها ليُعلن استيلائه على الشقة مستغلًا غياب زوجها (شقيقه)، لتأتي الدنيا على كا ما تبقى لها وتجد نفسها آنذاك وحيدة دون سند في مواجهة الظروف الجديدة “الصعبة”.

ضربت “نسمة” أروع أمثلة التحدي والصمود فور فقدانها المسكن والمأوى، خاصةً في ظل غياب زوجها وعدم عودته للاطمئنان عليها وعلى أطفاله أو حتى إظهار الاهتمام، في طريق حتمَّ عليها الانفصال وطلب الطلاق في نهاية المطاف، لكن فور تعرضها للطرد استأجرت شقة واستمرت في عملها بإعداد وجبات “الأكل البيتي” وبيعها لمن يرغب، على أن يتم توصيل الوجبات بواسطة “توك توك” بعد الحجز بـ 24 ساعة، في مشروع حقق صداه وقتها وجلب لها دخلًا بالكاد يكفي لنفقاتها وإيجار الشقة ومصروفات أطفالها الثلاثة.

ولأن الدنيا لا ترحم والنفقات لا تنتهي، بدأت نسمة مشروع جديد وبسيط في بيع العسل لأهل المنطقة والمحلات المنتشرة بأرجائها، وهو ما كان يُدر عليها دخلًا بالكاد يصل إلى ثلاث مئة جنيه بصورة شهرية، وعنه تقول: “اللي كان بيشتري عسل مش بيحتاج تاني غير بعدها بشهر والمكسب يا دوب جنيه ولا اتنين”.

استمر الحال على منوال واحد طوال 4 سنوات بعد غياب الزوج، حتى حصلت نسمة على الطلاق منه بعدما تأكدت أن غيابه ليس من أجل العمل وحده؛ فرفيق دربها ورحلتها تبين أنه متزوج هناك، في زيجات تختلف جنسياتها من امرأة لأخرى لكن المحصلة أموال فقط يتقاضاها ولا يعبأ بالعودة إلى وطنه وأحضانها وأحضان أطفاله.

فور حصولها على الطلاق بدأت نسمة العمل ضمن لجنة التعداد السكاني، والتي مارست عملها قبل نحو عامين، في فترة مرت وانقضت سريعًا، لكن بعدها بدأت نسمة تستعيد وترتب أفكارها لينتهي بها المطاف وقد عزمت على العودة إلى مهنة التصوير التي تعلمتها خلال رحلتها الأخيرة إلى زوجها خارج البلاد، لتشتري كاميرا مستعملة كانت لدى صديقةً لها، وتبدأ في تصوير الأفراح وحفلات الزفاف عسى أن يُعينها ذلك على تحمل المسئولية، لكن المحصلة كانت أيضًا لا تكفي.

زادت الأعباء وكثرت الهموم والنفقات على “نسمة”، لكن في إحدى جلساتها مع “طنط سامية” جارتها التي تصفها دائمًا بأنها “زي ماما وأكتر”، انتهت جلسة الدردشة بأن اقترحت “نسمة” أن تشتري سيارة جارتها المركونة أسفل المنزل، خاصةً وأنها مُعطلة تتراكم عليها الأتربة يومًا بعد الآخر، لكنها طلبت أن يكون الشراء بإيصالات آمانة، على أن تصبر جارتها عليها حتى تعمل على السيارة في بيع العسل وتوصيل البنات من خلال مشروع نفذته وعنونته فيما بعد بـ”تاكسي البنات”.

نفذت نسمة فكرتها واستعانت بالسيارة لتتصدر قصتها فيما بعد صفحات التواصل الاجتماعي ويود الجميع معرفة تفاصيلها وتشجيعها واتخاذها مثالًا ونموذجًا للنجاح والتفوق، لكنها في نهاية حديثها أشارت إلى أن أكثر ما تطلبه من الله “الستر” وأن يرزقها وحدة سكنية تأويها وتأوي أطفالها ويكفيها شر تقلب الظروف وأعطال سيارتها.

تابع مواقعنا