الفيلم الذي اعترض عليه زكي بدر ووافق عليه مبارك
شهدت السينما المصرية أفلام كثيرة تتناول سلبيات المجتمع بمنتهي الجرأة والشفافية وكادت هذه الأفلام أن تمنع في أغلب الأحوال عن طريق رئيس الجمهورية نفسه ولكن ما حدث مع فيلم { نهر الخوف } عام 1988 كان أمرا مختلفا.
الفيلم يتحدث عن الخوف بصفه عامة وخوف الناس من الشرطة بصفة خاصة بشكل درامي آخاذ وتم اجتياز الفيلم رقابيا قبل تصويره وبعد تصويره ولكن وزراة الداخلية اعترضت عليه ككل وأوضحت هذا في بيان عاجل لجهاز الرقابة على المصنفات الفنية المصري مما أدي إلي تأجيل عرض الفيلم.
وأصبح الفيلم مهدد بعدم العرض بعد تصويره وقبيل عرضه بأيام بسبب اعتراض وزراء الداخلية حسبما جاء في بيانهم للرقابة على المصنفات الفنية أنه فيلم يسىء للشرطة المصرية ورجالها ويصدر صورة سيئة للدول العربية والغربية عن شرطة مصر ورجالها خاصة أن الوزير زكي بدر وزير الداخلية وقتها اعتبر هذا الفيلم إهانة لكرامة الشرطة المصرية.
ولكن صناع الفيلم لم يقفوا صامتين بل وصل الأمر لوزير الثقافة فاروق حسني وكان قد تولى الوزراة من شهور معدودة وتكاد تكون أول معركة له مع السينما وبالفعل انحاز فاروق حسني لقضية الفيلم وعرض الأمر على رئيس الوزراء دكتور عاطف صدقي الذي لم يستطع اتخاذ القرار قرار فيه إلا بعد أن يري الفيلم وبعد ما رآه ووصل أمر هذا الفيلم للرئيس محمد حسني مبارك وتم إرسال نسخة للعرض له في قصر الرئاسة وعندما شاهد الفيلم الرئيس محمد حسني مبارك لم يبدي أي إعتراض على عرضه بل حسب ما قاله منتج الفيلم تاكفور أنطونيان إن الرئيس مبارك أثنى على الفيلم واستمتع بمشاهدته وقرر عرضه في دور العرض السينمائي في أقرب وقت ممكن.
وقال الوزير فاروق حسني وزير الثقافة إن الرئيس مبارك قرر ألا يمنع فيلم به وجهة نظر ورأي حر في عهده وأن السينما هي مقياس تحضر الأمم وأن كل جهاز شرطة في العالم له سلبيات وإيجابيات، مما أثار غضب وزير الداخلية زكي بدر ولكن كانت سحابه وانتهت في غضون عدة أسابيع قضاها صناع الفيلم بين كبار رجال الدولة حتى الرئيس مبارك نفسه ومن بعدها تنفسوا الصعداء بعد أن قرر الرئيس مبارك بنفسه عرض الفيلم.
وبالفعل تم عرض الفيلم وحقق نجاحا كبيرا لم يتوقعه أحد بل وايرادات فاقت ميزانيته خمس مرات ومثل هذا الفيلم مصر في عدة مهرجانات وحاز علي أربع جوائز دوليه وست جوائز محلية، ونال كل من أبطاله جوائز محمود عبد العزيز ونورا وأحمد راتب و عبله كامل ونبيل الدسوقي، ومخرجه المخرج محمد أبو سيف ، وتصويره المصور طارق التلمساني، وموسيقاه للموسيقار عمر خيرت.
