مشاهد البداية والنهاية لقرية كفر جعفر “المعزولة” في أول ليلة حظر كامل (صور)
“حواجز حديدية – رجال الداخلية- أبواب مغلقة- شوارع هادئة” مشاهد سيطرت علي إحدي قرى المحروسة، بعد أن هاجمها فيروس ” كورونا” واستطاع أن يتخلل إلي جدران أبنائها ويضع 13 من بينهم داخل حجر صحي، ويصيب آخريين بالخوف والذعر.
كفر جعفر هي القرية التي لم تمنع حواجزها عن خروج شهامه شبابها بعد صدور قرار بعزل 800 أسرة عقب وصول مصابيها الي 12 حالة، فمنهم من بادر بالتطهير وآخرين في رفع الوعي، وآخريين سخروا انفسهم لقضاء حوائج الناس، مطالبين النساء والأطفال بالتزام منازلهم متطوعين في خدمة توصيل طلباتهم “دليفرى” دون مقابل.
شيوخ وشباب وعمال وفلاحيين يطوفون شوارع قريتهم المعزوله نهارا لتطهيرها، ويسكنون ليلا حالمين أن يشرق عليهم شمس يوم جديد بلا كورونا.. ذلك الشبح الذى يطارد أطفالهم ونسائهم وأمهاتهم دون أن يرى بالعين المجردة، يتغلغل بينهم ليؤدي بهم إلي مصير لا يعمله إلا الله.
البداية كانت علي يد عجوز يبلغ من العمر 74 عاما، ارتفعت درجة حرارته ولم تكن تتخيل أسرته البسيطة، أنه الكورونا الذي انتقل اليه من أحد ابنائه الذي يعمل بمحافظة البحر الأحمر، فور التأكد من ايجابية حالته وعزله بالحجر الصحي بمدينة كفر الزيات _ لم ينتهي الأمر عند هذا الحد – بل وصل الفيروس إلي ثلاث من أهله ثم انتقل إلي الأقارب والجيران ليصل العدد إلي 12 مصابا.
الذعر يخيم علي القريه التي لم يشهد أهلها حروبا منذ اكتوبر 73 ويعم بها السلام دائما، إلي أن صدر قرار بعزل مربعين يضموا 800 أسرة بإجمالي 13 الف نسمه، ليتوحد الجميع حول مطلب واحد .. انتقال قوافل طبية لعمل مسح كامل لكل ابناء القرية من المخالطين بالمصابين خوفا علي أطفالهم ونسائهم، إلي أن يشرق شمس يوم جديد بلا كورونا.
وفي النهاية يبقي دور الدكتور طارق رحمى محافظ الغربية بأن ينفذ قراره بشأن توجيه مديرية الصحة بالغربية فضلا عن تعيين الخدمات الأمنية الواجبة للحفاظ على المواطنين من الاختلاط ومنعًا لانتشار الفيروس، بالإضافة إلي توفير المحافظة كافة سبل الدعم للقرية داخل الحجر الصحي المنزلي، والاهتمام بالمواطنين وتوفير كافة احتياجاتهم من السلع والمواد الغذائية تنفيذا لتكليفات القيادة السياسية.
