هبة محمد علي تكتب: (out of cadre 2)
• في تتر البداية لمسلسل (سكر زيادة) تظهر البطلات “نادية الجندي، ونبيلة عبيد، وسميحة أيوب، وهالة فاخر” في لقطات من مشاهد سينمائية لأفلام لعبن بطولتها على مدار مشوارهن السينمائي، وفي خلفية تلك المشاهد تأتي كلمات أغنية التتر بصوت نانسي عجرم التي يقول مطلعها (العُمر عمره ما كان سنين بنعدها.. وتاريخ بنكتبه ع الورق..العُمر رحلة ب حلوها وبمُرها..داخلين مع الأيام سبق) والحقيقة أن اختيار شكل تتر البداية، مع كلمات الأغنية صاحبه توفيق كبير، حيث واجه بشكل عملي، وذكي طوفان الانتقادات المجحفة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعى، ليؤكد على أن تاريخ هؤلاء الفنانات لايمكن الاستهانة به، وأن بلوغهن سن كبيرة لا يعني عدم قدرتهن على العطاء، لكن بالطبع الأمر لا يحتاج إلى مزيد من التأكيدات داخل أحداث المسلسل نفسه، ومشهد الأكشن الذي قامت به “نادية الجندي” في السوبر ماركت عندما تجاوز أحدهم دوره في الطابور، أو جملة مثل التي قالها لها ابنها لتهدئتها (بلاش قبضة المرأة التي هزت عرش مصر دي) وغيرها من الجمل، والعبارات التي تجتر الماضي بشكل مبتذل، من المؤكد أنها ستأتي بنتائج عكسية لمسلسل لم تكن بدايته بالقوة المأمولة بالنسبة لي.
• من يتابع مسلسل ( اتنين في الصندوق) على اعتباره مسلسل كوميدي صرف فلن يجد فيه ضالته، أما من يتابعه دون اعتبارات مسبقة، فسيجد مسلسل جيد، يناقش حياة جامعي القمامة، وما يراودهم من أحلام قد تكون في نظر المجتمع غير مشروعة، وهي زاوية لم تتم مناقشتها منذ الثمانينيات، حينما قدمها النجم “محمود يس” في فيلم (انتبهوا أيها السادة) وفي المسلسل، يحاول الثنائي “حمدي المرغني، وأوس أوس” الابتعاد قدر الإمكان عن إدائهما في اسكتشات (مسرح مصر) والأهم ابتعادهما عن إيفيهات السوشيال ميديا المكررة، والمحفوظة، وهو أمر يحسب لهما بكل تأكيد.
• منذ ست سنوات قدمت “فيفي عبده” برنامج (أحلى مسا) بصحبة المطرب “هشام عباس” وكانت شكوى “هشام” الأساسية بعد إنتهاء عرض الحلقات هي رغبة “فيفي” في السيطرة على البرنامج، وعدم السماح له بالحديث تماما، أو على حد وصفه بأنها كانت تتعامل معه على مدار الحلقات على اعتبار أنها (أسطى) وأنه أحد (صبيانها) الأمر الذي يتكرر بحذافيره في برنامج (خلي بالك من فيفي) مع الفنانة المغربية “زينب عبيد” التي لا أرى مبررا لوجودها طيلة الحلقات، سواء التي تعرض للجمهور المغربي في قناة mbc5 ، أو التي تعرض على قناة mbc مصر.
• وبالمناسبة لا أرى مبررا لظهور الفنان المغربي “عبد الغني قباج” في تتر البرنامج ذاته، والذي يظهرأيضا في مسلسل (اتنين في الصندوق) في دور مطرب مغمور، حتى لو كان التتر موحد في قناة mbc5، و mbc مصر، فالجمهور المغربي بطبيعة الحال عاشق للفن المصري، ولا يحتاج إلى أى (مقبلات) ليقبل عليه.
• في هذا العام نفتقد مسلسل “دنيا سمير غانم” ليس لشئ سوى أن ما تقدمه هو الأقرب بالنسبة لفئة الأطفال الذين يقبلون على مسلسلاتها بشغف لا ينقطع طوال العام، ويبقى الثنائي “هشام ماجد، وشيكو” هما الأقرب لنيل هذه المنزلة في قلوب الأطفال، فالمقالب التي يقوم بها “مازو” و”ويزو” في مسلسل (اللعبة) طريفة جدا، لكن قد يحول دون ذلك صرخات “مي كساب” الهيستيرية، والتي تطلقها من آن إلى آخر دون أدنى توظيف، فيتحول أدائها المفتعل في الشخصية إلى وسيلة تساهم في نفور المشاهدين بدلا من إضحاكهم.
• مدة الحلقة الأولى في مسلسل (البرنس) هي ساعة كاملة، والمؤسف هنا ليس فقط المدة الزمنية المبالغ فيها في موسم مكتظ بالمسلسلات، لكن المؤسف حقا أن نصف هذه المدة تقريبا كان من الممكن اختزالها لو لم يفرد المؤلف والمخرج “محمد سامي” مساحات من الوقت للتعريف بالشخصيات على أن يتم اكتشاف العلاقة التي تربطهم ببعضهم من خلال الأحداث، بالإضافة إلى المساحات التي تركت ل” محمد رمضان” ليلقى فيها حكمه، ومواعظه، فالحلقة مليئة بجمل من قبيل (ماحدش يزعق في أبوه كده لأنه كما تدين تدان) و (سكة البودرة اللي بيدخلها يا بيموت، يا بيتسجن، يا بيتلحس) وغيرها من الجمل والمترادفات التي لا يترك تكرارها أثرا سوى في نفس قائلها.
• في الحلقة الثانية من مسلسل (ونسني) الذي يلعب بطولته نجوم برنامج (snl ) بالعربي، يوجد مشهد مطابق تماما لإعلان أحمد حلمي لإحدى شركات الإتصالات، حيث يتفاخر أهل العروسة، وأهل العريس بنسبهما أمام بعضهما البعض، (احنا اسطول مراكب صيد.. واحنا عندنا حاملات طائرات) وهكذا، حتى تفسد الزيجة، ويتفرق الحبيبان، والحقيقة أننا نعاني منذ سنوات من سرقة الأفكار من أعمال عالمية، أما سرقة فكرة من إعلان كان لا يزال يعرض على الشاشات حتى وقت قريب فهو مستوى غير مسبوق من التبجح واستغباء المتفرج.
• في مسلسل (الفتوة) الكثير من العناصر الجاذبة التي تضمن له مكانا لدى قاعدة عريضه من الجمهور يستهويها هذا النوع من الدراما، حيث تظهر تفاصيل الحارة المصرية القديمة والتي تم تقديمها حتى الآن بشكل متقن، لكن يبقى الحوار في المسلسل هو الحلقة الأضعف، فمن المستحيل التصديق بأن لغة الحوار في سنة 1850 بها عبارات مثل (تشكر يا ذوق) أو (علمهم و علم عليهم) وغيرها من العبارات التي نسمعها حاليا في حياتنا اليومية، حتى عندما أرادت “مي عمر” أن تستعطف والدها ليوافق أن تحضر حنة خادمتها قالت له (بالله عليك) وهو لفظ خليجي مستورد مؤخرا، ولم يكن ضمن قاموس المصريين من عشر سنوات لا من 170 سنة!
• أجمل ما في مسلسل (الاختيار) الذي تعد حلقته الأولى من أفضل الحلقات الجاذبة للمشاهدة هو الدمج بين التسجيلي، والروائي، بمعنى وجود مشاهد حقيقية للقبض على “هشام عشماوي” ولعملية رفح الأولى، ودمجها مع مشاهد تمثيلية متقنة جدا، بالإضافة إلى الاهتمام بالتفاصيل، فنجد ورقة من جريدة معلقة لإخفاء الشق في إحدى جدران منزل المجند الفقير “مسعد” الذي راح أخيه ضحية الهجوم على كمين مربع البرث مكتوب عليها (مصر سلخانة الأخوان) حتى صوت “هشام قنديل” رئيس الوزراء في زمن الأخوان، والمنبعث من الراديو وهو ينصح المواطنين بإرتداء الملابس القطنية، وغيرها من التفاصيل الصغيرة التي اعتنى بها المسلسل ساهمت بشكل كبير في أن يعيش الجمهور تفاصيل حالة لم تنمحي آثارها من وجدانه بعد، أتوقع أن يكون (الاختيار) هو الورقة الرابحة في هذا الموسم.


