مصاب بكورونا: “غسلت والدي دون علمي بإصابته بالفيروس.. وقعدنا في أوضة ضلمة بمستشفى صدر شبين”
كشف محمود بحيري، المقيم في بركة السبع التابعة لمحافظة المنوفية، ملابسات وفاة والده، داخل مستشفى الصدر في شبين الكوم، يوم السبت الماضي ومعاناته، التي واجهها في تغسيل وتكفين والده، داخل المستشفى حتى نقله إلى مستشفى العزل بكفر الدوار بعد ثبوت إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وقال محمود بحيري لموقع “القاهرة 24”: الأربعاء الماضي كانت بداية مرض والدي بعد شعوره بتكسير تام في الجسم، فأحضرت له بعض المسكنات من الصيدلية حتى الصباح، وذهبت به صباح الخميس إلى مستشفى بركة السبع، وقمنا بعمل تحاليل صورة دم كاملة لوالدي، ولم تٌظهر أي أعراض للفيروس، متابعا تحسن والدي قليلاً بعد إعطائه حقنة، لكن بعد الذهاب للمنزل عاود التعب من جديد، فأخذته إلى طبيب خاص وطلب تحاليل صورة دم جديدة مع تحاليل أخرى ولم تظهر أي جديد أيضا سوى بعض الأملاح على الكلى.
قرية مجيريا بالمنوفية تستعد لاستقبال جثمان أول ضحايا فيروس كورونا (صور)
وأضاف بحيري ذهبت إلى مستشفى القصر بشبين الكوم، وتم التشخيص المبدئي لوالدي على إنه التهاب رئوي، وتحويله إلى مستشفى الصدر، بعد التوجه للمستشفى، طلبت طبيبة من المتواجدين في سيارات الكشف أمام المستشفى، تحاليل دم أخرى وأشعة على الصدر، ثم أشعة مقطعية على الصدر، وبعد فحصها، شخصت الحالة التهاب رئوي، وطلب طبيب آخر احتجاز والدي وعمل تحاليل كورونا.
وأشار نجل المتوفي إلى احتجازه مع والده في غرفة لا يوجد بها إضاءة وانتظروا لمدة ساعة، داخل الغرفة، لإحضار مفروشات لسريرين موجودين داخل الغرفة، وقام بفرشهما دون تدخل من التمريض، بالإضافة إلى تعطٌل حمام الغرفة، مؤكدا إخبار الطاقم الطبي أن والده مريض سكر قبل الدخول.
المنوفية تسجِّل 277 إصابة بفيروس كورونا منذ ظهور الفيروس
واستكمل الحديث قائلا أعطوا والدي حقنة وبرشامة فقط ولم يمر علينا أحد حتى ثاني يوم صباحاً لإعطائه أنسولين، وقامت طبيبة بالمرور اليوم الثاني، بعد شكاوي عديدة، وطلبت تحليل سكر، ليرد عليها الممرض بعدم وجود جهاز سكر في المستشفى، وأضاف وفِي آخر النهار أخذوا مسحة من والدي، ولم تظهر نتيجتها، إلا بعد وفاته وقيامي بتغسيله وتكفينة، مؤكداً تعرض والده لضيق في التنفس وأنه توفي بين يده قبل نقله إلى العناية ومحاولة فاشله لإنقاذه.
وأوضح نجل المتوفي، بعد ظهور نتيجة والده الإيجابية أخذوا منه هو أيضا مسحة، مشيراً إلى تركه المستشفى ليقوم بدفن والده بمقابر العائلة في بركة السبع، وسط تأمين من الداخلية، وإشراف الطب الوقائي، وتم إبلاغه عصر أمس، بإصابته بفيروس كورونا.
بينهم طفلة شهرين.. 54 حالة مصابة بفيروس كورونا داخل فندق اليونيسكو بالمنوفية
وأكد على تركه المنزل مجهزاً ملابسه وتم إيصاله عن طريق نجل عمه بسيارته الخاصة إلى مستشفى الصدر ، وتم إبلاغه بتحركه بعد ساعة إلى مستشفى العزل ، موضحًا أنه لم يتحرك سوى في الساعات الأولى من صباح اليوم ، بعد عرضه الأحداث على فيسبوك وتداوله العديد من رواد السوشيال ميديا ، ووصل مستشفى عزل كفر الدوار الساعة السابعة والنصف صباح اليوم .
وطالب محمود البحيري بصفته مصابا بفيروس كورونا ونجل متوفي بالفيروس ، بإجراء تحقيق لما شاهده داخل مستشفى الصدر في شبين الكوم ، والإهمال الذي قابله وأدى إلى وفاة والده وإصابته بالفيروس بعد قيامه بتغسيل والده وتكفينه وعدم وجود متخصص لذلك ، وأنهى حديثه بأنه لو كان يعلم كل هذه المعاناة التي عاشها والده لما أخرجه من منزله .
