الثلاثاء 16 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

استووا.. اعتدلوا.. لا تختلفوا فتختلف قلوبكم

القاهرة 24
الثلاثاء 28/أبريل/2020 - 11:38 ص

كم هي نعمة عظيمة كنا نقصر فيها، بسبب سباق مع لقمة العيش مرة، أو تكاسلا مرة آخرى، أو خوفا من أن نترك ملذات الدنيا، فنترك من أجلها لذة الأنس بالله، أو لأي سبب آخر “أنسانيه الشيطان أن أذكره”، والآن نرجوا من الله أن يعيدها، لأنها هي نقطة تلاقينا معه، والتي كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا أهمه شيء أو غمه أمر ما من أمور الدنيا، استتر منه بلذة الوقوف مع الله، فاستتر همه وذهب غمه، هذه اللذة التي لم يكن رسولنا- صلى الله عليه وسلم- يرتاح إلا بها، حتى ينادي في بلال: “أرحنا بها يا بلال”، نسأل الله أن يعيدنا إلى صلاة الجماعة قريبا، لما فيها من الخير والبركة، ودليل وحدة المؤمنين، لذلك نحب أن نؤديها على أفضل هيئة لها.

وإذا كانت الخطوة التي نخطوها إلى بيوت الله “المساجد” لأداء الجمعة والجماعة لها فضل عظيم، لذلك وصف الله – سبحانه – زواره قائلا: “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِين”، لكن الحفاظ على النفس من مقاصد الشريعة وأولى أولوياتها، لذا وجب علينا أن نلزم طرق الوقاية من هذا الوباء والتي في مقدمتها، التجمع حتى لو كان هذا التجمع لغرض العبادة.

وإذا كان نداء “صلوا في رحالكم” حل محل “استووا.. تراصوا”، الذي تتوق قلوبنا قبل آذاننا لسماعه، لكن يجب أن نلزم جميعا خندقا وأحدا متسترين فيه من هذا العدو اللعين، الذي بدل جمعنا عزلة، “إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا”، وإذا كانت القلوب مشتاقة لسماع قول المنادي “استووا يرحمكم الله”، حتى لا يتخلل الشيطان صفوف المصلين فيفسد عليهم صلاتهم، فإن حياة البشر اكثر شوقا إلى التوحد والتألف، وتوحيد الجهود، كي لا يتخلل صفوف البشرية شياطين الأنس، الذين يسعون لشق الصف، وأحداث الفرقة، فيفسدوا على الناس حياتهم، ويهدموا قوامها المتمثل في: التآخي، والتكافل، والتعاون، وتبادل المنفعة، ومحاولة صرفهم عن معرفة العدو الحقيقي، الذي يشكل خطر على الوجود البشري في هذا الكون، والاستعداد له، حتى إذا أتاهم وجدهم في “غمرة ساهون”.

لكن ما أحوجنا في هذه المحنة التي ابتلينا بها، أن نجتمع دون خلاف، وأن نقف دون اعوجاج، ويجب أن ندرك جميعا أن التنوع في الرأي والسلوك والطباع والتباين في اللون والعرق، والفوارق الاجتماعية، والتفاوت الثقافي، سنة كونية، يجب أن يستغلها البشر لتكتمل عجلة دوران هذا الكون، لأنه إذا كانت تسوية الصوف من تمام الصلاة، فإن التوحد والالتفاف على مبدأ الإنسانية من تمام الحياة.

تابع مواقعنا