الخميس 16 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أبناء الله.. كيف يعيش الأيتام داخل دور الرعاية في ظل فيروس كورونا؟ (معايشة)

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الثلاثاء 28/أبريل/2020 - 05:27 م

قرابة 150 طفلًا تتراوح أعمارهم ما بين الـ7 سنوات وحتى الثامنة عشر، يمرون بالعام الأسوأ لهم داخل دار رعاية للأطفال بلا مأوى في الجيزة، بعدما اقتنص منهم فيروس “كورونا” والذي طرق الأبواب مطلع عام 2020 مغيرًا كافة الأنظمة، معظم الأنشطة الترفيهية، و”شل” حركتهم وحريتهم، وسط التزام بتطبيق الإجراءات الوقائية داخل مؤسسات رعاية الأطفال الأيتام وأطفال بلا مأوى، خاصةً بالتزامن مع شهر رمضان والذي كان يحظى بطقوس خاصة لدى هؤلاء الأطفال.

ما أن تطأ قدميك “دار التربية” لرعاية الأطفال بلا مأوى بالجيزة، تجد الجميع ملثمو الوجه، محافظون على ارتداء الماسك الطبي، متباعدون عن بعضهم البعض، ومن حينٍ لآخر تجد أحدهم يمر حاملًا على ظهره “رشاش كبير” به مواد معقمة، للقيام بمهمة جديدة كُلف بها منذ قرابة شهرين، “التطهير ضد فيروس كورونا”.

الفيروس يقتنص من الأطفال متعتهم ويحرمهم من الأنشطة

لأول مرة منذ أن دخل الطفل “مدثر” ذا الـ11 عامًا المؤسسة، وهو يشعر بهذا الشعور الغريب الذي انتابه في بداية أيامه في “دار التربية”، بعد أن بدأت وزارة التضامن بالمؤسسات التابعة لها، في اتخاذ الإجراءات الوقائية لمحاربة فيروس كورونا فقال: “بعد ما بدأت أحب الدار عشان بنلعب ونخرج وصحابنا من برة بيجوا يزرونا ويلعبوا معانا، فجأة لما جه الفيروس كله راح”.

لا يعلم الطفل صاحب الـ11 عامًا، أي معلومات عن الفيروس، سوى أنه اقتنص منه متعته وحرمه من عددًا من الأنشطة التي كان يقوم بها، فضلًا عن المعرفة بالإجراءات التي يجب عليه اتخاذها لعودة الأنشطة كما كانت عليه قبل 2020 مرة أخرى، حيث يقول: “بنغسل إيدينا، ونسيب مسافات بينا وبين بعض، ومقللين التعامل مع بعض، ومبقناش نلعب كورة زي الأول لحد ما الفيروس يروح ونرجع تاني ونروح رحلة المصيف بتاعت كل سنة”، تلك الرحلة التي ينتظرها كافة أبناء الدار، مع عودة الأنشطة وحياتهم لمسارها الطبيعي.

أحد أطفال دار الأيتام
أحد أطفال دار الأيتام

الإجراءات الوقائية المتبعة لحماية الأطفال

“فيروس كورونا غير كل شيء داخل المؤسسة”، هكذا يقول ياسر خليل، مدير مؤسسة دار التربية بالجيزة، حيث تم تقليص أعداد الأطفال المتواجدين في الدار، رغم قدرتها الاستيعابية التي قد تصل إلى 1000 طفل، فضلًا عن تقليص أعداد أطفال النشاط من 40 لـ10 أفراد فقط، لمراعاة قواعد الحماية الطبية واتخاذ الإجراءات الوقائية.

ياسر خليل مدير مؤسسة دار التربية بالجيزة
ياسر خليل مدير مؤسسة دار التربية بالجيزة

تتبع الدار نظام وقائي معتمد من وزارة الصحة والسكان، وتحت إشراف قطاع الطب الوقائي، كما يشير مدير الدار، والذي أجرى العديد من الاتصالات بوزارة الصحة والطب الوقائي، وبعدها تم وضع ضوابط التعقييم والتطهير للآثاث وكذلك للأطفال والمؤسسة بأكلمها، حيث يتم التعقيم بشكل دوري 3 مرات في اليوم الواحد.

ومن خلال عددًا من الصور المتحركة، وفيديو عرض في سينما الأطفال التابعة للدار، تم التنبيه على الأطفال بالإجراءات الوقائية، ومن حين إلى آخر يتم تذكرتهم، حيث يؤكد “خليل” أن الأطفال اعتادوا النظام المتبع للوقائية من غسل لليدين باستمرار، وغسلها جيدًا مع لمس أي شيء، فضلًا عن ارتدائهم الماسكات الطبية.

الدعم النفسي المقدم للأطفال للتغلب على الملل والكآبة

وعن نفسية الأطفال المُحبطة والمُرتبكة بسبب غياب الأنشطة، وندرة الخروج، أشار ياسر خليل، إلى أنه يفطن ذلك جيدًا، خاصة مع وقف العديد من الأنشطة والخروجات وكذلك منع المجتمع المدني من الزيارات التي كانوا يقومون بها وبالتحديد في شهر رمضان الكريم، مؤكدًا على أنه يقدم الدعم النفسي بنفسه، من حين إلى آخر للطلاب، حتى لا يشعروا بالملل والكآبة، وكذلك الاخصائيين النفسيين، يقدمون لهم ما يحتاجون من تأهيل نفسي لتقبل الإجراءات التي قد تكون صعبة على هؤلاء الأطفال.

البرنامج اليومي المعتمد داخل الدار

بحسب طلال محمد أبو القاسم، اخصائي اجتماعي بمؤسسة دار التربية، فإن البرنامج اليومي المتبع لأطفال الدار، يبدأ من الساعة السادسة صباح كل يوم، بالنظافة الشخصية، وبعدها يتناولون وجبة الفطار، ويستعدون لطابور المؤسسة، وبعدها يتم توزيعهم على المدارس والورش، موضحًا أن هناك بعض الحالات التي تحتاج إلى دعم نفسي معين، لا تذهب لأي مكان وتظل تحت المتابعة من الاخصائي.

طلال محمد أخصائي بدار التربية بالجيزة
طلال محمد أخصائي بدار التربية بالجيزة

وبالنسبة للنصف الآخر من اليوم، يبدأ بالنظافة الشخصية بعد العودة من المدارس، وبعدها يتناولون فترة الغذاء، ومن ثم يذهب الطفل إلى الجزء الأكثر متعة في البرنامج، كما يشير الاخصائي بالمؤسسة، ألا هو الأنشطة، فهناك أنشطة “دينية، وثقافية واجتماعية، وترفيهية”، إلا أن النشاط الأكثر متعة هو لعب كرة القدم، بعدها يقوم المشرف الليلي بجولة نظافة عامة، عقب تناول وجبة العشاء، يليها مشاهدة التلفزيون ويأتي النوم في العاشرة، ويشرف على ذلك البرنامج اليومي الأخصائيين.

تقلص البرنامج بسبب الفيروس.. كيف يقضي الأطفال يومهم في زمن كورونا؟

نشاط الأطفال اليوم لا يتخطى قاعة الكمبيوتر والسينما والمكتبة، كما يوضح محمد مصطفى، أحد مسئولي الأنشطة لدى الدار، مشيرًا إلى أن جميع البرنامج اليومي تغير في ظل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها المؤسسة لمحاربة فيروس كورونا، وتم وقف معظم الأنشطة، سواءً الداخلية بالمؤسسة أو الخارجية.

محمد مصطفى مسئول مبنى الأنشطة بالدار
محمد مصطفى مسئول مبنى الأنشطة بالدار

فبالنسبة للأنشطة الداخلية والتي يقوم بها الطلاب بأعداد قليلة ولفترات محدودة منعًا للتجمعات والتكدسات، فهي “كمبيوتر، وقاعة المكتبة والسينما، وقاعة الموسيقى، وتنس الطاولة، وقاعة البلياردو”، فضلًا عن مسرح كبير متوقف أيضًا بشكل مؤقت كما يشير مسئول الأنشطة، وهو ما يصيب بعض الأطفال بالملل، لأنهم يجدون المتعة الأكبر في المؤسسة هي البرنامج الترفيهي.

لكسر تلك الحالة، يتم فتح قاعة الكمبيوتر والسينما، أمام 10 أطفال أو أقل للقاعة الت تتسع لـ40 طفلا، وعن طريق سينما الدار الملحقة بالمكتبة، يتلقى الأطفال معلوماتهم عن الإجراءات الوقائية من خلال أفلام ورسومات متحركة، كما يقول محمد مصطفى، أحد مسئولي الأنشطة في دار التربية بالجيزة، مؤكدًا على تقديم الدعم النفسي للأطفال لتخطي الأزمة، وكسر ما لديهم من ملل وسأم من الإجراءات والتي تحجم حركتهم وتمنعهم من التمتع الأنشطة في ظل الخوف عليهم من كورونا.

أحد أطفال دار الأيتام في قاعة الكمبيوتر
أحد أطفال دار الأيتام في قاعة الكمبيوتر

مجهودات مكثفة من التضامن

ورصد “القاهرة 24” أثناء المعايشة، المجهودات الكبيرة التي تقوم بها وزارة التضامن الاجتماعي، لاتخاذ كافة التدابير والإجراءات الوقائية لحماية الأيتام من فيروس كورونا داخل دور الرعاية المختلفة.

وكانت وزارة التضامن، قد أعلنت في وقت سابق عدم اقامة احتفالات مطلع الشهر الجاري، بالتزامن مع احتفالات يوم اليتيم، نظرًا لما يمر به العالم والبلاد خلال هذه الفترة من انتشار فيروس كورونا المستجد واتخاذ الدولة لبعض الإجراءات الاحترازية التي من شأنها مواجهة هذا الفيروس ومنع انتشاره داخل دور الرعاية المختلفة، وكذلك حرصًا من الوزارة على صحة الفئات المستفيدة داخل هذه الدور.

وحرصت الوزارة، على تعقيم وتطهير جميع دور الأيتام على مستوى الجمهورية، وعمل حملات توعية للأبناء بمخاطر الفيروس وطرق انتقال العدوى طبقا للتعليمات الصحية التي أقرتها وزارة الصحة، كما تم منع الزيارات داخل دور الأيتام منعًا للتجمعات أو العدوى للحفاظ على الأطفال، كما أنه تم منع استلام دور الأيتام لأى وجبات ساخنة جاهزة، على أن يتم طهي طعام الأطفال داخل الدور لحفظ وسلامة الأطفال والتأكد من صلاحية جميع الأطعمة.

تابع مواقعنا