الثلاثاء 30 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ثمة أمل لكن ليس من نصيبنا.. قصص الإجهاض في زمن كورونا (شهادات بالفيديو)

القاهرة 24
أخبار
الخميس 04/يونيو/2020 - 10:55 م

أمل ورغبة، دعاء لا ينقطع من منال التي مر عامين منذ زواجها ولم ينبت بداخلها الروح لطفل تتمناه من العالم، إحساس المرض الذي تعاني منه منذ طفولتها بـ”القلب” يجعل اثقب أكثر ألمًا من نظرات البعض بكونها ليست أم، لكن ذلك كله كان أن يتبخر ويتحقق الحلم السعيد بعد اكتشاف حملها في بداية العام الجاري 2020، حينها عرفت إنه هناك أمل.

تقول منال إن حياتها امتلئت بالبهجة، أمل المرض مع الحمل كان أشبه بدغدغات السعادة التي رغم ألمها تجعلنا نضحك ونبتسم، لكن مع الجائحة وبداية انتشار فيروس كورونا، لم يصبح اكتئاب الحمل وحيدًا وإنما اكتئاب من احتمالية أن يصبح الطفل مريضا فيموت قبل أن يرى الحياة فتنتهي الفرصة قبل أن تبدأ ويبقى الحزن أكبر، أو أن نصاب جميعا مع المعاناة من “القلب” من البداية، لتتجه بشكل أكبر لمواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة الملل.

تضيف منال إن شعور “الإجهاض” كان موجودا في الداخل قبل كل شيء، لكن مع وجود إعلانات تمليء السوشيال ميديا في فترة جائحة كورونا وكأن الأمر أصبح إجباريا أن يفكر فيه العقل ويمتليء به القلب، فما كان منها سوى اتصال تليفوني بالرقم الموجود على الإعلان والمتابعة معه، شهر وحيد كان كفيلًا بأن يتحول الأمل من أن تصبح أم، إلى أن يصبح التخلص من هذا الأمر أملًا في حد ذاته، وفي النهاية تحقق الإجهاض.

شعور منال كان متشابها مع العديد من الحوامل في زمن كورونا، ما دفع أطباء في الصين لعمل دراسة على نساء حوامل مصابات بكوفيد 19، لم يلحظ الأطباء ظهور أية أعراض للمرض على المواليد؛ إذ انتهت نتائج الفريق البحثي بشكل مبدئي، إلى أن “كوفيد 19” لا ينتقل من الأم المصابة بالفيروس إلى جنينها عبر المشيمة خلال الثلث الأخير من الحمل.

تشير الدكتورة مي أبو النصر طبيب النساء والتوليد إلى أن حالات الاستشارة من حوامل للإجهاض او منع الحمل خلال الفترة الاخيرة تزايدت بشكل كبير، لكن بالطبع نحذر كأطباء من الأمر خاصة وإنه لا يوجد أي سبب علمي أو طبي يسمح بالإجهاض خلال الفترة الجارية، وهو الأمر الذي نلجأ فيه دائما لجانب نفسي مع الحوامل لمنعهن من استخدام الأدوية المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمتعلقة بالإجهاض، خاصة مع أضرارها الكبيرة على المرأة.

أبو النصر أشارت إلى أن الأزواج أحيانا من يشيرون على السيدات بالإجهاض خوفا من نقص المناعة الناتج عن الحمل، والذي يخيل إليهم أنه من الممكن أن يسهل الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لكن كافة الدراسات العلمية لم تشر إلى هذه الفرضية، وبالتالي لا يمكن السماح بإجهاض الجنين، خاصة وأن ذلك بدون سبب واضح قد يتسبب في حرمان السيدة من الحمل مرة آخرى نتيجة الآثار الجانبية للإجهاض.

مع مطلع شهر يونيو الجاري، أحدثت عملية إجهاض زوجة لجنينها صدى كبير، حيث أوردت في تفاصيل القضية التي هزت الراي العام المصري، إن زوجًا أجبر زوجته على الإجهاض بعد فترة من الحمل، رابطًا بينها وبين احتمالية الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وعليه قرر قاضى المعارضات بمحكمة جنح النزهة ،تجديد حبس عامل 15 يوما على ذمة التحقيق، لإجبار زوجته على إجهاض جنينها، مما نتج عنه وفاتها وألقى جثتها فى الشارع، حيث توصلت التحريات والتحقيقات إلى هوية المجنى عليها وأن المتوفية حاولت إجهاض جنينها، للتخلص منه ولكنها فارقت الحياة.

كيف ترى الحب، أن تخلص، تتمرد، تفقد، مضادات عاشت بينهم “ليلى” التي خاضت عملية الإجهاض أثناء إصابتها بفيروس كورونا، حالتها التي لم تتمكن من الصبر حتى التعرف على نتيجتها إما طفلًا مصاب أو يخوض معها غمرات الألم والحمة التي منعتها من الانتقال للمستشفى لتقضي فترة الإصابة داخل المنزل، أفكار ساعدتها عليها نفس الطريقة التي لجأ إليها الجميع “مواقع التواصل الاجتماعي”، مع متابعة مع طبيب دون الإفشاء الكامل للسر حتى لا يرفض التعاون.

في النهاية حسبتها ليلى حسب حديثها لـ”القاهرة 24” بأنها ام بالفعل، تعرضها للوفاة في مقابل أن يأتي طفل غير معروف مصيره من الموت من الألم من المرض من الحياة، كلها أمور جعلتها تحسم قرارها “الإجهاض” الحل الأسرع، مجرد تناول أدوية بسيطة اعتادتها منذ الإصابة بفيروس كورونا جعلها تفقد الجنين في مدة أقل من المتوقعة، شفيت ليلى من كورونا لكنها لا تزال تعاني نفسيا من الأمل الذي ضاع بضياع جنينها.

راحة نفسية

الراحة نفسية أمر ضروري لصحة الحوامل، هكذا صرح الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي حول الأمر، حيث يسيطر التوتر والخوف ومن ثم يزيد من ضعف المناعة الصحية أو النفسية، ما يجعلهن يقدمن على مثل هذه الخطوات التي ليس لها معنى سوى قتل روح في فترة الجنين.

وأضاف لـ”القاهرة 24″ أن متابعة مواقع التواصل الاجتماعي والأخبار المغلوطة يسبب مزيد من التوتر والقلق للحوامل، خاصة ان الرأي الطبي واضح فيما يتعلق بالحمل ويمكن التعرف ما إذا كان يستوجب الإجهاض للجنين من عدمه.

ترويج حبوب للإجهاض على موقع التواصل الاجتماعي.. وطبيب: جريمة مخالفة للقانون (صورة)

تابع مواقعنا