الأربعاء 08 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رباط الصداقة.. حكاية فتاة تُسافر من القاهرة للفيوم لدعم رفيقتها في محاربة “كورونا” (فيديو)

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الثلاثاء 16/يونيو/2020 - 07:06 م

عبر شرفة منزلها الكائن في ميدان المسلة بمحافظة الفيوم، وقفت “وسام” صاحبة الـ29 عامًا والتي تحارب فيروس كورونا بالعزل المنزلي، مكتوفة الأيدي لا حول لها ولا قوة، تنظر إلى صديقتها “نورهان”، والتي قطعت آلاف الأمتار قادمةً من القاهرة لدعمها في حربها على الفيروس اللعين، تنظر لها وتبكي تتمنى أن لو تضمها بين ذراعيه للتعبير عن حبها، ويتبادلا الكلمات في لقاء دام لقرابة ساعتين، وسام من شرفتها ونورهان من الشارع، حتى أنها تمنيا لو أن كورونا “شخص” حتى يقتلاه.

عامين فقط كانت مدة الصداقة التي جمعت، “نور ويسو” (كما يحلو لهم هذه الأسماء)، حيث تقابلا في محارب العلم بجامعة الفيوم، إلا أنهما يعتبران أن العامين بمثابة عمر في حياة كلاهما، “مش صحبة الأيام والعمر الطويل، الصحاب مواقف، وعشرة مصايب، وإخوات وقت الشدة، وسند وقت الضيق”، رغم اختلافهما عن بعض في كل شيء، إلا أن الحب يجمعها وطيب القلب.

من بين زميلاتها الكُثر، لم تجد “وسام” سوى “نور” لتحكي لها عن ما تشعر به من آلم تشبه ما يرددونه أنه أعراض كورونا، ليتكتما على الأمر، ويتابعها الفحوصات الطبية “عازلة نفسها”، حتى تبث أنها مصابة بالفيروس، وبدأت رحلتها مع العزل المنزلي، وفي محاولات لخروج “وسام من الحالة الصحية، كانت “نور” تراسلها على مدار اليوم، يتبادلا أطراف الحديث، تحاول أن تقتلع صديقتها من أجواء المرض والمعاناة، تقص عليها الذكريات، “المسلية منها فقط”، وعرضت عليها أن تخبر باقي “الشلة” حتى يدعموها في فترة علاجها ويخرجوها من الأجواء التي رافقتها بداية معرفتها.

نورهان ووسام
نورهان ووسام

وظلا الصديقتان هكذا، لمدة 4 أيام، حتى كتبت وسام لنور: “بموت مش قادرة.. ونفسي أشوفك”، تلك الرسالة التي كانت كفيلة أن تسافر الفتاة لصديقتها دون أي تردد، من القاهرة للفيوم، على الرغم من معرفتها أنهما لن يتقابلا، إلا أنه مجرد الذهاب لها يهون عليها ما هي فيه ويسعدها، “والقلوب بتتلاقى”، كما تقول نور، والتي رتبت مع شقيقة وسام للقاء وفاجئت صديقتها التي لم تتمالك نفسها بعدما رأتها وتمنت أن تحتضنها وتضمها هي الآخرى بين ذراعها، إلا أنها تدرك جيدًا حجم الخطر.

دام اللقاء ساعتين كاملين من التاسعة حتى الحادية عشر صباحًا، ونجحت نور في إخراج وسام من الحالة النفسية التي كادت أن تتكالب عليها مع المرض، ورحلت بجسدها إلا قلبها معلق بصديقتها التي تشغل فكرها منذ أن أخبرتها بأنها مصابة بكورونا، لتفاجئ بأن صديقاتها تعبر لها بالامتنان على صفحتها على “فيس بوك”، ناشرةً صورة من اللقاء، وهو ما انتشر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الصاحب الجدع رزق.. قصة صديقين في الشرقية جمعهما العمل الخيري ولم يفرقهما كورونا (صور)

تشير “نور”، إلا أنها ما كانت تتخيل للحظة أن تنتشر الصور بذلك الشكل، حيث أن أصدقائها ومقربين لها شكروها على ما فعلت بعد مشاهدة الصور، غير أن المهشد لم يسلم من العديد من التعليقات التي أذت وسام قبل نور، مثل الذين قالوا أنها لا تفعل ذلك من أجل الدعم، مشيرين إلى وجود مصلحة أو جمعية بينهما أو غيره، حيث تقول: “عمري ما كنت اتخيل إن فيه ناس كده، وبوظ نفسية وسام بعد ما كانت كويسة بكلامهم السخيف، رغم إني عمري ما بعمل لشو ودي طبيعتي، وأي حد من صحابي لا قدر الله لما يكون عنده حاجة بكون وهكون جنبه”.

نورهان ووسام
نورهان ووسام

انتحار مصاب كورونا بمستشفى حميات قنا

تابع مواقعنا