القصة الكاملة لـ”موقعة الأرز” وتعدى نائب البحيرة على رجال الأمن

فيما يبدو أن الأمور ليست على ما يرام في مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة وتسير على عكس الطبيعة، فمن المفترض أن تتعاون الحكومة مع البرلمان في تطبيق القوانين، إلا أن أزمة تعدي عضو مجلس النواب عن الدائرة و30 شخصًا من أنصاره على ضباط بشرطة التموين، بخصوص حادث أمس في قرية الوفائية الذي عرف إعلاميًا بـ”موقعة الأرز” تتصاعد شيئًا فشيء.

تصريحات من كلتا الأطراف، الجميع يريد أن يجعل الكفة الراجحة في صفه ومصر على أن يتخذ إجراء ضد الآخر، فالشرطة تعاملوا مع الواقعة واشتبكوا مع الأهالي والنائب باعتبار أنهم يؤدون مهمام وظائفهم وينفذون قرار النيابة (كما صرحوا)، فيما يرى النائب وأنصاره أنه وقف أمام تنفيذ قرار النيابة، زعمًا منهم أن المبنى الذي قامت الشرطة بمداهمته خاص بإحدى الجمعيات الخيرية، ويجمع فيه زكاة الزراعة التي توزع على الفقراء، وزادت تلك التصريحات من غموض الحقيقة.

واقعة الاشتباك بين الأهالي والأمن.. وإصابة النائب

البداية كانت حينما وقف أهالي مدينة الدلنجات أمام تنفيذ حملة لشرطة التموين بالحيرة، لمداهمة مبنى كان به 7 أطنان أرز مخزنة بأحد المضارب الخاصة والذي صرح أهالي المدينة أنها تابعة لشقيق البرلماني، مما أدى إلى نشوب مشادات عنيفة تطورت إلى اشتباك بالأيدي بين رجال الحملة، والأهالي حينها كان الأهالي استدعوا برلماني الدائرة، مما أدى إلى إصابته أثناء الاشتباكات.

وبعد أن هدأت الأوضاع، ألقت الأجهزة الأمنية بالبحيرة، القبض على 29 من أنصار النائب والذين تصدوا للحملة الأمنية، وذلك على خلفية أعمال شغب ضد قوات الشرطة، مؤكدين أن الـ7 أطنان كانوا داخل أحد مضارب الأرز بالقرية المملوكة لأحد الأهالي، وذلك بعدما أصرت قوات الأمن على كتابة كافة تفاصيل الحادث داخل المحضر، وقدمته للنيابة العامة، للمطالبة برفع الحصانة عن النائب محمد عمارة.

شقيق النائب: الأرض تابعة لجمعية خيرية وحق للفقراء

رغم علامات الاستفهام التي تحوم حوله، بعد تكهنات الأهالي أن المحازن تابعة له، خرج شقيق البرلماني، يصرح للصحفيين عبر حساب عضو مجلس النواب على “واتس آب”، أن المستودع الذي تم مصادرة محتوياته تابع للجمعية الشرعية بالوفائية لجمع زكاة الزروع كل عام وتوزيعها على فقراء القرية والأرامل والمطلقات والمحتاجين وذلك دعما للتكافل المجتمعي، وأن النائب تلقى استغاثة من أهالى قرية الوفائية بأن الشرطة داهمت المبنى وتقوم بتحميل ما تم تجميعه من الأهالى من زكاة الزروع لمحصول الأرز.

وتابع شقيق النائب في بيانه، أن النائب توجه مسرعا إلى المبنى الخاص بالجمعية لتهدئة الموقف ومنع حدوث احتكاك بين الأهالى ورجال الشرطة، إلا أنه وجد الشرطة تتعدى على الأهالى بالسب والقذف والضرب، فاتصل بمكتب النائب العام وأبلغه بالواقعة، كما اتصل بمدير أمن البحيرة واتفق معه على إعطائه فرصة ساعتين للذهاب للمحامى العام بناء على تعليمات النائب العام لحل الموضوع، ولكن مأمور مركز الدلنجات رفض وتعنت وأصدر أمره بمصادرة ما تبقى من الأرز، ورغم محاولات النائب لتهدئة الموقف ومخاطبة الأهالي تعدت الشرطة عليه وتلقى ضربة من الخلف سقط على إثرها على الأرض في حالة إغماء”.

مصدر أمني: النائب هدد القوات وهاجمهم بألفاظ حادة.. وطلب إسعاف وركب فيها بإدعاء الإغماء

في المقابل قال مصدر أمني، إن بداية الأحداث تعود إلى يوم 7 أكتوبر الجاري، عندما تمكنت قوة من رجال مباحث التموين، من ضبط 7 أطنان أرز بمخزن ملك أحد الأهالي يدعى “هـ. ز” بقرية الوفائية، وجرى التحفظ على المضبوطات وصدر قرار من النيابة بتسليم المضبوطات للمضارب الحكومية.

وأضاف مصدر أنه عند انتقال قوة لتنفيذ قرار النيابة، اعترضها صاحب المضبوطات وأحدث حالة من الهرج وألقى بنفسه أمام السيارة وتمت السيطرة على الموقف، وعقب ذلك حضر النائب البرلماني منفعلا وتلفظ بتهديدات وعبارات حادة في وجه القوة محاولا منعهم من تنفيذ قرار النيابة، وانتهى به الحال بالتمدد أمام السيارة لمنعها من التحرك، ولم يقترب منه أحد حتى انتهى الأمر بطلبه الإسعاف التي حملته للمستشفى.

شاهد عيان: النائب تعدى على الأمن والمخزن تابع لأخيه

من جانبه أكد شاهد عيان في مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة، أن البرلماني تعدى عضو مجلس النواب محمد عمارة، على أحد الضباط في حملة أمنية قادتها قوات الأمن على الجمعية الشرعية بالمدينة، بسبب وجود كميات من الأرز داخل الجمعية من غير المصرح بها من الأساس، وهو الامر الذي اعترض عليه عضو مجلس النواب محمد عماره.

وحسب شهود عيان تواصلت “القاهرة 24″، معهم، فإن الأرز الموجود داخل الجمعية لصالح شقيق النائب محمد عمارة، والذي تصدر لهم أمام باب الجمعية، ومنعهم من الدخول بحجة حصانته وعدم السماح لهم قانونياً بدخول الجمعية الشرعية، وما كان من رجال الأمن سوى محاولة الدخول، قبل أن يقوم النائب بالتعدي على أحد الضباط داخل الحملة الأمنية، لينفجر الغضب بينهم ويتجمهر المواطنين لحل الأزمة.

كم كشف شهود العيان، أن عضو مجلس النواب، سقط مغشيا عليه بعد مدة من التزاحم مع الحملة الأمنية، في حين يؤكد البعض الآخر أنه مثل عملية الإغماء للهروب من الموقف الصعب مع قوات الأمن والتي أصرت إثبات كل هذه التفاصيل داخل الازمة.

نائب الدائرة: “الموضوع بسيط وهيتحل”

من جانبه صرح النائب محمد الدومي، عضو مجلس النواب عن دائرة الدلجات، والتي شهدت الحادث، أنه جار حل الموضوع مع قيادات المدينة، مؤكدًا أن النائب محمد عمارة لم يتعرض لأي اعتداء من قوات الأمن، وأن الاشتباكات كانت بين الأهالي والأمن في وجوده، إلا أنه سقط مغمى عليه.

وأضاف “الدومي” في تصريحات خاصة لـ”القاهرة 24″، أن صديقه عضو دائرته، ذهب لموقع الحادث بناءً على استدعاء الأهالي له، إلا أنه لم يتدخل أيضًا في الأزمة ول يتطاول على الأمن، ولا يتعدى على أحد، متابعًا: “الموضوع بسيط وهيتحل”.