“مراتي خدامتك والتاكسي تحت أمرك”.. تفاصيل مقتل العجوز على يد جارها وزوجته (صورة وفيديو)

داخل إحدى الشوارع الضيقة التابعة لمنطقة منشأة البكارى بالجيزة، حالة من السكون والهدوء الممزوج بالحزن تسيطر على المنطقة بعد مقتل “أم محمد” 82 عامًا، على يد جارها وزوجته، واكتشاف الجيران الجريمة فى الصباح.

“القاهرة 24” نقل ما حدث فى تلك الليلة وكيف تسلل المجرم نحو منزل السيدة المسكينة ليقتلها بمساعدة زوجته، والخطة الشيطانية التى رسماها، وذلك على لسان عدد من الجيران وشهود العيان فى المنطقة.

فى نفس العقار الذى تمتلكه الضحية، محل بقالة صغير، يجلس بداخله شاب ثلاثيني، واضعًا يديه على رأسه، يبدو أن الحزن قد تملكه، بعد نبأ مقتل تلك السيدة العجوز، ليروي كواليس تلك الجريمة وكيف تم اكتشافها، والخطة التى رسمها المتهم على أهالى المنطقة وعلى العجوز المسكينة تمهيدًا لجريمته النكراء.

“مقيم معانا فى الشارع، ولم نتوقع أنه ممكن يقتلها فى يوم”، بتلك الكلمات بدأ أيمن، جار الضحية حديثه، مشيرًا الى أن المتهم يدعى “سمير” وهو شاب ثلاثيني، متزوج، ومقيم فى نفس الشارع الذى تقطن به الضحية، وقد تعرف على المجنى عليها عندما كان يقوم بتوصيلها بالتاكسي ملكه، إلى الأطباء، حيث أنها كانت تعانى من مرض السكري والكبد، وكانت كثيرًا ما تتردد على العيادات والمستشفيات من أجل العلاج، وبما أنه لديه تاكسي ومقيم بنفس الشارع، فكانت تلك السيدة تقصده من أجل توصيلها، هى وسيدة أخرى “متوفية”، مقيمة بنفس الشارع.

وفى الأيام الأخيرة قبل الجريمة بنحو أسبوع مثلًا، كان المتهم كثيرًا ما يتردد على المجنى عليه ويتودد إليها، فكان ذلك جزءًا من خطته التى وضعها مع زوجته لأنهما كانا يعلمان جيدًا بأن المجنى عليها لا تقوم بفتح الباب لأى شخص غريب على الإطلاق وبالتى كانت تلك الخطة الأنسب من أجل تسهيل ما سيقومون به يوم الجريمة، وتوجه الجاني وزوجته نحو منزل المجنى عليها وقال لها “مراتى تحت خدمتك، لو احتجتى أى حاجة، والتاكسي تحت أمرك”، وبالفعل توجهت زوجته إلى منزل المجنى عليها مرتين قبل الجريمة من أجل خدمتها.

أما يوم الجريمة، توجه المتهم وزوجته نحو منزل الضحية وكانت الساعة حوالى الرابعة فجرًا، وطرق الباب لتقوم المجنى عليها بفتح الباب له، ودخل إلى المنزل وكانت زوجته معه، ليقوم بخنقها بـ”الفوطة”، لتسقط على الفور قتيلة، وعقب ذلك قام هو وزوجته بالبحث عن الأموال والذهب بداخل المنزل فى الطابقين الأول والثانى، وقاموا بسرقة 70 جنيهًا وغويشة ذهبية، وبعدها فروا بالهروب.

اغتصاب على كراريس الدرس.. أمل: “اغتصبني وقال لخطيبي مش هتنفع ليك ولا لغيرك”

وفى الصباح، وكعادة الجيران فى إحضار الخبز والمأكولات للمجنى عليها كل صباح، وقفت جارتها تنادى عليها فى حوالى السابعة والربع، ولكنها لا تجيب، تسلل الشك إلى قلب السيدة، فليس من عادة العجوز ألا ترد النداء من الوهلة الأولى، فظلت تنادى مرارًا وتكرارًا ولكن لا أحد يجيب، فأخبرت الجيران اللذين تجمعوا على الفور حول المنزل، وأدخلوا أحد الأطفال إلى المنزل عن طريق الشباك، وقام الطفل بفتح الباب، ليدخلوا ويكتشفوا أن المجنى عليها ملقاة على وجهها وقد فارقت الحياة، وبجوارها آداة الجريمة “الفوطة”، وعلى الفور تم إبلاغ رجال المباحث اللذين حضروا على الفور إلى مكان الواقعة.

يضيف أيمن، والذى ارتسمت علامات الحزن على وجهه وهو يروي كيف اكتشف رجال المباحث المتهم، فيقول تم تفريغ الكاميرات فى المكان، وكشفت إحدى تلك الكاميرات، أحد الأشخاص وهو سائق التاكسي المدعو سمير، وهو يدخل إلى المنزل، فى البداية لم نتعرف عليه جيدًا، ولكن أحد أقاربه تعرف عليه، وقام رجال المباحث بضبطه، واعترف بارتكابه الجريمة.

أما عن حياة تلك السيدة، فقد أشار الجيران والأهالى فى المنطقة، أن المجنى عليها ليست من أهالى المنطقة، ولكنها جاءت للعيش مع زوجها “من أهالى المنطقة، متوفي”، منذ نحو 50 عامًا، وليس لديها أبناء، ولكننا ننادى عليها باسم “أم محمد”، وبعد وفاة زوجها، ظلت تعيش بداخل المنزل بمفردها، والجميع فى المنطقة يحبها، لمعاملتها الحسنة وقلبها الأبيض الطيب، وليس لديها أى مشكلات مع أحد مطلقًا، بالعكس فإن الجميع يحبها، مطالبين بالقصاص من المتهمين.

وكانت النيابة العامة بجنوب الجيزة، قد أمرت بحبس عامل وزوجته 4 أيام على ذمة التحقيقات لاتهامهما بقتل عجوز بقصد سرقتها.

ورد بلاغ إلى قسم شرطة الهرم يفيد العثور على جثة مسنة مقتولة داخل شقتها، وعقب الفحص تبين أن الجثة لسيدة في العقد التاسع من عمرها وأن وراء ارتكاب الجريمة عامل وزوجته ربه منزل، واعترفا بارتكابهما الواقعة بهدف السرقة، وأنهما استوليا على 2 غويشة و70 جنيهًا، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.